الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف اختطف الإسلاميون الثورات العربية - كتاب جديد لجون برادلى: ما بعد الربيع العربى

مجدى خليل

2011 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


هل تتذكرون هذا الأسم جون برادلى،إنه الصحفى البريطانى المعروف الذى أصدرفى عام 2008 كتابه الشهير " من داخل مصر: أرض الفراعنة على حافة ثورة"، وكان هذا الكتاب هو الأكثر دقة فى التنبؤ بالثورة المصرية، وقد منع الكاتب وكتابه بعدها من دخول مصر، رغم أنه عاش أكثر من عقدين من الزمن فى القاهرة مراسلا لصحيفة الديلى ميل البريطانية وكذلك جويش كرونكيل، ومحتكا حتى بالناس فى الحوارى والاحياء الشعبية نظرا لإجادته التامة للغة العربية والعامية المصرية.
بعد مرور عام على ما يسمى بالربيع العربى يعود جون برادلى مرة أخرى بكتاب جديد نشر فى أمريكا بعنوان " بعد الربيع العربى: كيف أختطف الإسلاميون الثورات العربية" سوف يعرض فى المكتبات فى يناير 2012، ويمكن الحصول عليه من موقع أمازون بعد 3 يناير كما يقول الموقع . يعود جون برادلى ويقول أنه كانت مفاجأة سارة بالنسبة له ليس قيام الثورة المصرية، فقد كان متأكدا من وقوعها، ولكن المفاجأة السارة كانت قيادة التيار الليبرالى المنفتح للثورة المصرية، ولكن عادت ريما لعادتها القديمة كما يقولون، ورجعت الثورة للمسار الذى توقعه لها،أو بمعنى أوضح اختطفت الثورة عن طريق الإسلاميين، وهنا يقرر برادلى أن الكلام عن وجود إسلاميين معتدلين هو من قبيل الأساطير، فكلهم واحد وبينهم توزيع أدوار واختلافهم مثل اختلاف العلامة التجارية للمنتج الواحد، ويقول برادلى أن الإسلاميين فى تقديره هم كالفاشيين الأوروبيين يستخدمون البلطجة للوصول إلى أغراضهم،وهذا يذكرنا بمقالة فوكوياما فى مجلة النيوزوييك فى ديسمبر 2001 بعنوان " الفاشيون الإسلاميون الجدد"، ويضرب برادلى مثلا بأنه لا يوجد فى مصر قانون لفرض الحجاب على السيدات وقبل عام 1980 كانت معظم سيدات مصر لا يرتدين الحجاب ولكن الآن وتحت ضغوط الفاشية الإسلامية وأتهاماتهم الموجهة لغير المحجبات وتهديدهن أصبحت معظم السيدات المسلمات فى مصر محجبات، فالمشكلة لديه ليست فى القوانين ولكن فى الممارسات الفاشية وخاصة ما يطلق عليها برادلى " الفاشية الثقافية". وعن علاقة الغرب بالأنظمة الجديدة يقول أن الغرب يكرر اخطاءه بشكل غبى مثل ما حدث فى افغانستان عام 1989 وقبلها فى إيران عام 1979 ، وسوف يساند الغرب الإسلاميين الجدد وسيعانى منهم مستقبلا. ولا يفوت برادلى تقرير حقيقة هامة وهى أن السعودية تقود الثورة العربية المضادة فى المنطقة، وأن السعودية وقطر حولتا مبالغ طائلة للإسلاميين المصريين.
برادلى يقرر أنه غير ملم بدقة بتفاصيل حالات الربيع العربى فى كل الدول التى اجتاحها، ولهذا يركز على تونس التى زارها ويعرفها، وعلى مصر التى يعرف دقائق الحياة اليومية فيها. يبدأ الكتاب بفصل بعنوان موت العلمانية التونسية يتحدث فيه عن الحقوق المدنية وحقوق المرأة فى تونس البورقيبية ثم التحديات التى تواجه العلمانية التونسية تحت حكم النهضة.ينتقل بعد ذلك إلى مصر فى فصل يتحدث عن مستقبل مصر الإسلامية، بينما يتناول الفصل الثالث موضوعا هاما بعنوان الثورة الوهابية المضادة مقررا كيف أن الوهابية السعودية تنفق أمولا طائلة لوهبنة الربيع العربى، ومما هو جدير بالذكر أن برادلى كان قد تناول السعودية فى كتاب كامل صدر عام 2005 بعنوان " تعرية السعودية االعربية"، يتناول الفصل الرابع المحور الشيعى فى المنطقة، فى حين يقدم فى الفصل الخامس دروس للربيع العربى من جنوب شرق أسيا، ويختتم كتابه بالفصل السادس وهو بعنوان ماذا بعد؟.
الغريب أن هذه الرؤية التشاؤمية كما يقول جعلت الغرب لا يرغب فى سماع رأيه بعد فورة الربيع العربى مباشرة وحالة الهوس الغربي بما حدث لدرجة أنه فى أحد اللقاءات مع محطة تليفزيونية أمريكية بعد سقوط مبارك مباشرة أنهى المذيع اللقاء عندما بدأ برادلى يتحدث عن مخاوفه من خطف الثورة المصرية من الإسلاميين.
ما يقوله برادلى ليس بجديد علينا، ولكنها نظرة من خبير غربى محايد تلقى الضوء على مستقبل مصر، ومن جهتى أتمنى أن لا تتحقق نبؤءات برادلى وأن تنتصر الحرية والديموقراطية فى مصر، ولكن للأسف كثير من الدلائل تقول عكس ذلك، حتى أن برادلى يبشرنا بأن مصر تنزلق مرة أخرى إلى الطغيان الوحشى.
ويبقى الآمل لدينا فى أستمرار الثورة وفى عودة زخم ميدان التحرير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة صغيرة
محمد بن عبد الله ( 2011 / 12 / 24 - 10:27 )
أؤيد ما جاء بالمقال عموما لكن لي ملاحظة بسيطة

لم يختطف الاسلاميون الثورة

عمل الاسلاميون بنظام فعال طوال ثمانين سنة فخرّبوا في العقول والذمم وسمموا الأفكار ولم يثور العامة إلا بسبب تحريضهم الدائم المستتر ونشرهم الشائعات حقيقية كانت أو مختلقة عن أموال منهوبة وظلم يعمّ

أجج الاسلاميون النفوس واختبأوا وراء قلة ساذجة من الشباب والشيوخ المغفّلين (جورج اسحاق مثلا) خرجت يوم 25 يناير ففوجئت بجماهير سبق تحضيرها وتأليبها على السلطة

أتهم هؤلاء العيال الأغنياء بجرم الغباء الذي خرب البلاد..

وأضيف ان غالبية هؤلاء العيال لا يمانعون من استفراد الاسلاميين بالسلطة كما صرح المدعو وائل غنيم وغيره من المغسولة عقولهم (على وزن المؤلفة قلوبهم) فثقافتهم سطحية وعقولهم شديدة الايمان بدين الإخوان..وحتى من تبقى له بعض عقل فلا شجاعة له في نبذ سبب الكوارث هذا بل يغالط عقله ويحاول التوفيق بين عقيدة الخراب وغريزة الحياة الحرة

الاسلام هو الكارثة


2 - بالدمقراطية
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 24 - 21:26 )
عن جدارة واستحقاق استحقوا هذه المتزلةولم يختطفوها
ماذا كنتم تفعلون ايها النائمون


3 - تهنئة لسيد أغونان أبوكوحرامي
محمد بن عبد الله ( 2011 / 12 / 25 - 15:08 )
السيد اغونان

نشكرك لتحياتك الحارة للاخوة في نيجريا التي تفجرت اليوم على شكل خمس قنابل

في العام الماضي في كنيسة القديسين في مصر

طوال الاعوام الاخيرة في العراق

وغيرها في اندونسيا وباكستان وغيرها


فكر الحقد والكراهية والظلام ينتشر والداعون إليه يزدادون عمى واظلام



4 - ت
غلغامش ( 2011 / 12 / 26 - 01:11 )
لولا تواطئ المجلس العسكري لما تسلق الاسلاميون الثورة ، بعد الثورة كان جميع الاسلاميين يتوارون خجلا بسبب دعمهم للنظام ، وحتى الاخوان كانوا خجلين بسبب كونهم اوجدوا الف عذر كيلا ينزلوا للميدان

للاسف البرجوازية الرثة التي تحكمنا هي من تريد بقاء التخلف الاسلامي رغما عن وعي وقيم ميدان التحرير الراقية


5 - نبوءة معروفة
عماد عبد الملك بولس ( 2011 / 12 / 26 - 18:11 )
الهدف الأمريكي / الصهيوني هو تحقيق الخلافة ثم الصدام السني الشيعي لحل الأزمة المالية الغربية و تدمير ما تبقي من القدرات العربية و الإسلامية لضمان تمكين إسرائيل و سيادتها النهائية علي المنطقة

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة