الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خير خلف لاحسن سلف

سربست مصطفى رشيد اميدي

2011 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



في الأخبار قبل أيام ، استلام ( كيم سونغ أون ) مقاليد الحكم في كوريا الشمالية اثر وفاة والده ( كيم سونغ ايل )، والذي بدوره كان استلم الحكم من والده ( كيم ايل سونغ ) الذي أصبح أول رئيس لكوريا الشمالية ، وزعيم الحزب العمالي الكوري الموحد. وكان قد شارك في العمل الفدائي ضد الغزو الياباني للفترة من 1931 لغاية 1940 ، ثم هرب إلى الاتحاد السوفييتي لغاية سنة 1945 . إن ظاهرة توريث الحكم تعتبر إحدى وسائل تولي الحكم التي سادت في اغلب دول العالم قديما، خاصة الإمبراطوريات والملكيات القديمة.هذه الوسيلة بدأت بالانحسار على اثر انتهاء فترة الإمبراطوريات المستبدة وتحول أغلب الحكومات الملكية إلى ملكيات مقيدة، حسب مبدأ ( الملك يملك ولا يحكم ) بحيث أصبحت الوزارة هي التي تقوم بإدارة شؤون الدولة.
هذه الوسيلة لتولي الحكم في دول العالم الثالث لا تزال موجودة في الدول التقليدية الملكية سواء تم تقييد صلاحيات الملك جزئيا أم لا زالت مطلقة، كما ها حال دول مجلس التعاون الخليجي. وإنها انتشرت أيضا في دول أخرى بعد انتشار ظاهرة حكم الحزب الواحد أو ( الحزب القائد ) أو ( الحزب الطليعي ) في عدد من الدول، والتي تحولت كثير منها إلى حكم الفرد الواحد. حيث بدل أن تتوجه تلك الدول إلى بناء المؤسسات الدستورية، وإجراء الانتخابات الحرة والنزيهة، وإطلاق الحريات السياسية والثقافية والاقتصادية، وبناء المؤسسات الكفيلة بالحفاظ على مبادئ حقوق الإنسان وكرامته. فقد حولت تلك الدول إلى أملاك خاصة بالدكتاتور وأبناءه وأقرباءه ، يحق لهم عمل ما يحلو لهم ، وحولوا شعوبها إلى ( رعايا ) للدكتاتور لا عمل لهم سوى تلبية حاجاته وأفراد عائلته وإرضاء أهوائه . وفي ظل هذه الظروف أصبح الدكتاتور لا يرى أفضل وأحق من أحد أبنائه أو إخوانه في تولي الحكم بعده، وذلك لضمان استمرار دور سلالته العظيمة الذي ( لولاه لما كان هنالك وطن ولا شعب ).
وهكذا فان ( كيم سونغ أون ) هو أفضل شخص لتولي الحكم في كوريا الشمالية !! كيف لا وهو ابن ( كيم سونغ ايل ) وحفيد ( كيم ايل سونغ ) ؟ إذ يبدو انه لا يوجد أقدر وأحسن منه في إدارة شؤون البلاد من بين كل سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من أربع وعشرين مليون نسمة ! هذه العائلة تسببت في أن يصبح هذا البلد ضمن أفقر الدول في العالم، حيث انه يتعرض للمجاعة منذ سنين. وفي المقابل تصرف الجزء الأكبر من موازنة الدولة السنوية على الترسانة العسكرية وصنع السلاح النووي، بدل أن تصرف على تلبية حاجات أبناء الشعب الكوري.
أبناء الحكام في أية دولة دكتاتورية لا بد أن يكونوا أفضل الخلق في كل دولة !! نظرا لكفاءتهم وقدراتهم الذهنية والإدارية والعسكرية الفريدة !!
ألا نلاحظ إن (بشار الأسد) هو خير خلف في قتل أبناء شعبه ؟ بحيث أن أجهزته الأمنية وجيشه الجرار قتلت أكثر من (250) سوريا خلال مدة (48) ساعة ، وهو سليل أحسن سلف ( حافظ الأسد ) ! التي ارتكبت قواته مجزرة رهيبة في مدينة (حماه) أوائل ثمانينات القرن الماضي .
وكان يتم تهيئة كل من ( جمال مبارك ) في مصر و( سيف الإسلام القذافي ) في ليبيا و( أحمد علي عبد الله صالح ) في اليمن لخلافة الحكم. لكن اندلاع غضب وثورات شعوب هذه الدول تسببت في إبعاد الرؤساء المستبدين من الحكم فيها ، وإفشال خططهم في توريث أبناءهم للحكم.
الخشية من أن تفرز تجربة الحكم في العراق وإقليم كوردستان ، ظاهرة تولي الحكم بالتوارث . خاصة وانه يلاحظ أن أبناء وإخوان الساسة العراقيين اخذوا يتسلمون مناصب رفيعة في مؤسسات الدولة أو في الأجهزة العليا للأحزاب الحاكمة . فأصبحوا وزراء وأعضاء في أعلى الهيئات الحزبية أو ( مدراء مكاتب) . ولكن أليس الأقرباء أولى بالمعروف ؟
كما أن هنالك مؤشرات نحو توجه الحكومة في بغداد إلى المركزية والاستحواذ على القرار السياسي في البلد ، وهذه مقدمات التحول في أغلب الدول إلى حكومات دكتاتورية ، كما في مثال ألمانيا بعد تولي (هتلر ) الحكم عبر صناديق الاقتراع .
ولكن هناك من يقول لماذا هذه الخشية ؟
الم ينعم العراقيون بأهدأ فترة حكم خلال العهد الملكي ؟ والذي كان التوريث متبعا كوسيلة لتولي الحكم في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها