الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لانخسر ضرسنا ألسليم ألمتبقي

خويندكار فريد

2011 / 12 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل ما ينوف على ألعقدين من ألسنوات , وفي ألهزيع ألأخير من أحدى ليالي ألشتاء ألزمهريرية , أستيقظت على وقع ألم غير محتمل في أحدى أضراسي 0أحتملت حتى ألصباح ريثما يبدأ دوام ألمستوصف ألصحي في مدينتي , بعد حين كنت جالسا على ألكرسي ألخاص في غرفة طبيب ألأسنان وهو يعاين أسناني 0 سألني عن أي منها يؤلمني !؟ فأجبت :بعدم أستطاعتي تحديده بالضبط , ذلك لأن ألمنطقة ألمحيطة بالضرس كانت تؤلمني بنفس ألشدة , فأخذ مايشبه ألكلاب وبدأ ينقر على أضراسي واحدا فواحدا , وهو يسأل في كل مرة :هذا أم هذا أم ها000وفي ألنقرة ألثالثة شعرت بألم أشد من ألمرات ألسابقة , قلت 00هذا أللعين هو مايؤلمني , ألمهم قلع لي ألضرس بعد ما يلزم من تخدير , ووضع ألضرس في لفافة قطنية وسلمني أياه ملفوفا 0 وأنا في طريق عودتي ألى ألمنزل , فتحت أللفافة ألقطنية قبل أن أرمي ألضرس على أحدى لسطح ألبيوت ( لتنجب لى زوجتي ذكرا ) حسب ألمعتقد ألسائد , وأذا به صاغ سليم , وليس منخورا 0 وبعد أن زال مفعول ألمخدر عاد ألألم من جديد , وعدت ألى ألطبيب من جديد ليقتلع ألضرس ألمنخور ألذي بجانب ألسليم ألمقتلع نتيجة خطأ في ألتحديد , أتحمل أنا جزءا من مسؤوليته , ويتحمل طبيبي ال000جزءها ألأكبر0
تذكرت هذه ألحادثة , وأنا أهم بكتابة مقالتي هذه أسهاما متواضعا مني في أن لايخسر ألوطن ضرسا سليما في خضم ألألم ألقاسي ألذي يتجرع كأسه ألمترعة , منذ أن تشكل بحدوده ألمحددة من قبل _ ألمنتصرين - في ألحرب ألكونية ألأولى 0لأني أعتقد جازما بأني سأوفر على أبناء وطني مزيدا من ألألم وألمعاناة وألعذاب قبل أن يتوسلوا بطبيب - أن وجد - ليقتلع ألضرس ألمنخور في ألنهاية , كأجراء لابد منه لخلاصهم 0
دعونا نتفق أولا , بأن ألغرب ألرأسمالي ألمتوحش , ومنذ أن تمكن من أجتياز مرحلة ألعصور ألمظلمة بفعل أسهامات مفكريه ألأفذاذ , وتمدده ألأمبريالي خارج حدود ألقارة ألعجوز , بحثا عن ألخامات ألتي تديم حركة ألآلة ألصناعية ألنامية ألمتوحشة ألتي أمتلك ناصيتها أبان عصر ألنهضة , هذا ألغرب قد عاث فسادا وتدميرا وخراب
بيوت , أينما وصلت أذرعه حول ألعالم , وهو مازال وسيبقى نهما , بأنياب ومخالب , تسيل لعاب جشعه أللاأنساني بحيرات ألزيت ألقابعة تحت أديم ألأرض في شرقنا ألأوسط أللعين 0وهو مصر على أنتزاعه منا وأن كان ممزوجا بدمائنا وعظام أطفالنا ألطرية , مادام يرفع من مستوى دخل ألفرد هناك , ليعيش في ترف على حساب عذابات وآلام وأنسحاق أجيالنا ألمتلاحقة 0وحتى لاأنسى , فأن أمريكا قد دخلت على ألخط بعد ألحرب العالمية ألثانية , وتصدرت ( ألمسيرة فيما بعد ) ومازالت 0
لكن ألسؤال ألمطروح هو : هل ينبغي أن نرفع ألراية ألبيضاء , ونستسلم , مهطعين رؤوسنا لتسحقها جزم هذا ألغرب ألذي تقوده ألولايات ألمتحدة ألأمريكية في قرننا هذا
ومن دون منازع !!!؟ أم ينبغي لنا ألنضال من أجل تجاوز كل مسببات وهننا ألمزمن , للوقوف على قدمينا مرة واحدة على ألأقل , لنقول : نحن أيضا بشر مثلكم , وألرفاهية ألتي تسعون لتأمينها ل-جوني وألبرت و أليزابيث , وكاميلا, لاينبغي أن تكون على حساب عبدالزهرة , وعمر , وفرح , ودلُ سوٌز 0
أما كيف ألسبيل لتحقيق ذلك ؟ هل يجب أضفاء ألقدسية على (وحدة تراب ألوطن ) في مقابل أنسحاق ألمواطنين فيه !!!؟
هنا في وطني , كلفنا ألخلاص من دكتاتور ألعصر , بكل ساديته , وقسوته , وجبروته أللامعقولة , بركا من ألدم ألقاني , وركاما من ألخراب على كل ألأصعدة وفي مقدمتها , بل وأخطرها خراب نفوسنا ألكسيرة ألمرتدة ألى جذور كينونتها ألأولى , ضمن أطر ألعرق وألدين وألمذهب بفعل دهور من ألخطايا , أبتدأت على أقل تقدير من سقيفة بني ساعدة , لتغرس ألبذرة ألأولى للتسنن وألتشيع , في وقت مبكر حتى قبل أن يوارى جثمان مخترع ألدين ألجديد ثراه , لتنبت على أرض أجدادنا أشواكا دامية مع طلائع ( ألفاتحين ألأول ) وتشلخنا الى نصفين لاآصرة تربطهما ببعض 0ومن ثم في وقت لاحق قسمتنا الى مسلمين رغما عن أنوفنا برسم ألموالي ألأدنون من صحيحي ألنسب ألعربي بدرجات 0فتلك كانت ألبداية ألمشؤومة 0تلك كانت ألقاعدة ألأساسية ألتي بنى عليها كل ألذين ركبونا بركوبهم على سنام ألسلطة مجدهم ألزائف,
منذ زمن ألخلافة ألأول وصولا الى خلافة آل عثمان , دفع ألأجداد ضريبتها ألمكلفة ليلا بهيما ألتهم أرض بلادنا ما يربو على ألمئة وأ ربعين عقدا من ألسنوات 0
لتبدأ مرحلة جديدة أستغل خلالها لصوص من نوع آخر , تنا قضاتنا ألمزمنة الغائرة في اعماق النفوس , لتجمعنا -مشتتين- في وحدة سياسية مسخ سميت عراقا ,
ومن يومه لم يقر لنا قرار ولا نعمنا بأستقرار لكوننا نسيج لايمكن أن يتشابك , وخليط عجيب غريب من ألمحال أن نتجانس , هذه ألحقيقة التي قفزنا عليها وما زلنا منذ قرن من الزمان , وها نحن سادرون في جهلنا بألأمور لدرجة معها نحمل ألأمريكان بشخص بريمر في أنه عراب ألطائفية والعرقية في بلاد ميسوبوتاميا , رغم أن حقائق تأريخنا ألأسود ألداكن كلها تؤكد بأننا طائفيون كحتمية تأريخية أفرزتها مجريات ألتأريخ حتى قبل وجود بريمر بألف من السنوات 0 أما آن ألأوان لنعترف بعمق ألهوة الفاصلة بيننا مجتمعيا لنركن بالتالي الى ما يضع حدا لمآسينا جميعا!!؟ ألحقيقة المرة التي نحاول أن نشيح بوجوهنا عنها تكمن في أن لامشتركات تجمعنا فوق هذه ألبقعة من ألأرض , ألسنا نتقاتل منذ مايقارب العقد من بعد سقوط الطاغية , كل على ( حصته ) !!؟ فلم لا نكون شجعانا ولو لمرة واحدة ونتفق على ألمجمل - وليس على جزئيات ستودي بنا جميعا الى أتون جحيم أراه فاغرا فاه ليلتهمنا جميعا وللمرة ألأخيرة-!!!!!؟؟ ليقبل ألجميع بدولة ثلاثية ألأقاليم , ينعم كل طرف بأقليمه وحصته من الثروة المتقاسمة بالعدل وألأنصاف , وأية أقلية داخل أي أقليم لها حق التمتع بالحكم الذاتي ضمن ألأقليم 0 كفانا ننظر الداخل لا ألى الخارج مثل باقي البشر0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لخالقة السماء
عبد الحسين طاهر ( 2011 / 12 / 29 - 07:51 )
الاستاذ الفاضل خويندكار المحترم اقدم هذا الشكر قربانا بين يدي تعليقي ـ لخالقة السماء ـ ابتهاجا بعودتك للكتابة وسأجل التعليق على موضوعك القيم -حتى لا نخسر ضرسنا السليم المتبقي - الى حين ارد نفسي واتمتع قليلا بالفرح تحياتي 0


2 - صديقي ألأعز 00
خويندكار فريد ( 2011 / 12 / 30 - 08:52 )
أنبل تحياتي , وأصدق أمنياتي ألقلبية لك بعام جديد , تسربل أيامه أردية ألسعادة وألرفاه وألتألق 0
دعني أعترف بأن ألحكمة جانبتني عندما أتخذت قراري بألتوقف عن ألكتابة وألتعليق على صفحات ألحوار , ففي جعبتي ألكثير مما ينبغي قوله رغم طنين بعض ألذباب ألمزعج 0
تسعدني كثيرا قراءة ماتنشر من مواضيع , تضوع من كلماتها رائحة ألطين ألحري في قيعان أهوار ألجنوب ألسومري 0
وأشعر بنشوة أنسانية تغمرني مع كل قراءة لتعليق من تعليقاتك ألرائعة على مواضيعي ألمتواضعة 0
دمت غاليا على قلبي 0


3 - ترنيمة
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 3 / 14 - 05:03 )
العزيز خويندكار كلما ضاق صدري اعود لتعليقاتك الجميلة اخبرك انني سافرت الى كركوك وتعرفت على بعض الاصدقاء من الاخوة الكرد الطيبين وخبر اخر نشرت لي مساهمةفي جريدة المدى وفي ملحقها الثقافي ليوم 8آذار 2012 في ملف خاص اعد عن الشاعر مصطفى جمال الدين وفيه 12 مساهمة الاولى للكاتب والناقد المعروف قاسم عبد الامير اعجام والسابعة لصديقك عبد الحسين طاهر وهي بعنوان مصطفى جمال الدين كما عرفته اذا لم تحصل عددالمدى ليوم 8 آذار فهي موجودة على النيت تحياتي لك ايها العزيز المخلص عبد الحسين طاهر

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح