الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت أقليّة ..سواء كنت ذكرا أم أنثى

أم الزين بنشيخة المسكيني

2011 / 12 / 24
كتابات ساخرة



أبشر أيّها الأقليّ فلن ترض عنك النصارى و لا اليهود و لا قوم لوط و لا الصابئة و لا الجاهليين و لا البوذيين ..أنت مشاغب رغم لطفك و أنت مذموم رغم حداثة مشاعرك .. و أنت غربي رغم عروبتك .و أنت معارض في كل الأحوال و مهما كان الرئيس ..أبشر يا هذا ..مهما كانت ثقافتك و مهما كانت ثورتك و مهما كانت لحيتك و عطرك أنت الأقلية سواء كنت ذكرا أم كنت أنثى ..و ان كنت تونسيا فبوسعك أن تصير رئيسا مرتقبا للبلاد بعد فوات الأوان أو قبل مجيء النهار ..لكن عليك أن تتثبت من نفسك بعد الترشح و قبل التصويت ..و كلّما كنت ذكرا و كنت أغلبية فتصويتك واجب بالشرع ..و كلّما كنت أنثى و كنت أقلية فحلال على السلف الصالح و مباحة لكل من أدّى اليمين الدستورية ..و حين تثقل موازينك فأنت تحمل الخير للبلاد و للعباد ..و حين تخفّ موازينك فاحذر من يوم الاربعاء لأنّه ليس يومك ..بل هو يوم العرّافين و حماة الثورة ..حذار يا هذا الى أن تتبين الخيط الأسود من الخيط الأسود فحين يشتدّ الليل لا فرق بين الأجناس الاّ ببطاقة الحزب ..ابحث عن بطاقتك جيّدا قد تكون خبّئتها في قنّ الدجاج ..سيمسي عليك المساء ثانية و لا شيء يحميك من البرد غير سردوك جامعي أو سردوك تأسيسي فاحذر الخلط بين الديكين أحدهما يُحسن الآذان و الآخر لا يصلح الاّ لالقاء الدرس ..
أيّها الأقليّ سوف يرغمونك على الديمقراطية فلا تقل لهم أُفّ و لا تنهرهم و قل ربّي أعنهم على ما فيه خير الدوابّ و الابل و الخيول الذهبية..و ان سألوك هل أنت سعيد بالرئيس الجديد فعليك أن تُنعم بلسان القلم و أن تضحك الى حدّ النواجذ و أن لا تكتفي بابتسامة الجوكندا .. لا تنشر الكآبة على وجهك ..وارسم شجرة خضراء على جدار بيتك ان كنت صاحب البيت ..واستبشر بهذا الخبر فقد يأتيك من ورائه خبر آخر أو مقعد حتّى في الحافلة .. أيّها الأقليّ كُن تونسيّا مرّة أخرى و كُن قنوعا و كُن حامدا و كُن شكورا..أ يّها الأقلي سواء كنت ذكرا أم أنثى أو كنت ريفيا أو مدنيا أو منجميا : لا حلّ لك غير السير في الشوارع و النظر الى الحوانيت المغلقة ،و قراءة الجرائد ان سمحوا لك بها ..أمّا غير هذا فبوسعك أحيانا أن ترتاح قليلا على الرصيف أو أن تنتعل حذاءا حديثا أو أن تُصلّي ان كنت تحفظ الفاتحة و الاخلاص عن ظهر قلب ..و ان كنت لا تحفظها لا حرج عليك فاذهب الى أقرب كتّاب و سجّل اسمك ..و لا تخجل من سهوك عن ذكر الله فهو غفور رحيم ..و ان أُصبت بآفة النسيان فغادر المكان و اقصد لتوّك سوق الخضار ..بامكانك اقتناء الكثير من الجزرفتخلطها بالقليل من القرع و الزبدة ..ستصبح فورا ديمقراطيّا الى الأبد ..و حينئذ سوف تفرح برئيس البلاد و سوف تعود الى المجلس و تسترجع رشدك الانتخابي و تصفّق لانتصار العدل و انهزام عربة الفاكهة ..لكن حذار من غضب الكتلة ..قد لا تقبلك بصفتك أقليّا و بصفتك منشقّا عن الصفّ ..حينها لا حلّ أمامك غير التدرّب كفاية على الوقوف في الصفّ و على قبول الكفّ بالكفّ و على اعطاء كل ما لديك من الصمت و من الصوت ..و حذار من استنفاذ صوتك فأنت بعده لن تكون في المعارضة و قد تفقد لقب الأقلية و قد تنتهي صلوحياتك بوصفك ذكرا أو بوصفك أنثى .. وهي الطامة الكبرى اذ كيف سنتثبت من هويتك الحزبية يوم القيامة ..لا تكن جحودا .. فمثلك مردود عليك و تشنيعك فاضح لأهل مدينتك ..و اعلم أنّ الأغلبية الناظمة للرشد و الواعدة بحسن المآب ستوزّع عليكم المساكن و المآكل و كلّ الأوزار الثقيلة ..فان لم تستطع حمل وزرها فعليك أن تمارس رياضة حمل الأثقال ان كنت تملك بدنا ..و ان كنت تملك نفسا فقط فصبر أيّوب أو خمّارة البلد قبل أن تُقفل .. أيّها الأقليّ عليك أن تتدرّب على نسيان الديمقراطية فهي قول مرذول و رأي مخذول ..و كلّما نجحت في فقدان ذاكرتك كلما عدت الى رشدك و دنياك و دينك ..يومئذ ستدرك جيّدا أنّك في بلد أمين عُد الى ربّك و الى أولي أمرك و ادع الله أن يهديك الى صراط الأغلبية..آمين يا ربّ الأقليّة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?