الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افكار طائفية .. صفر على الشمال ؟

عبد الحسين طاهر

2011 / 12 / 24
كتابات ساخرة


أفكار طائفية.. صفر على الشمال
صرح لنا احد العارفين .. كلا.... نُريد العرفانيين وهذا فرع من جذر صوفي اشتق من الصوف او الصّفة او الصفصفة فقد خشيت ان يغرز ( درباشاً ) في خاصرتي او يدق خنجرا في دماغه هو أو دماغي أنا وقد يعمد الى التهام صاعٍ من الزجاج والمساميرالخردة ويصرخ في وجهي الله حي !!جمدت ساكنا في مكاني وكأن الطير قد حط على دماغي بداء يطن في اذني أعلم يا ولدي ان الافكار والرؤى الانسانية النبيلة شبيهة بالرياض والبساتين والجنائن المعلقة والحدائق الخضراء الزاهية في المدن العامرة . فيها من الثمار والازهار والالوان ما يغري الناظر ويعطر الانفاس بشذى الرياحين والزهور الحمراء والصفراء والبيضاء! يترطب الريق بنكاهاتها الحلوة وبأريجها العطر(تفطر الصائم) كما عند بعض المتفيهقين وقد لا يخلو التجوال في جنباتها من متعة تسر الناظر وتجبر الخاطر مثلها مثل حامل مسك .. اما الافكار الطائفية والعنصرية فمثلها مثل النافخ في الكير قد لا يتحصل منها سوى (سخام الوجوه) وتسميم الافكار وكل ما هو كريه ومنفر ومشوه للالوان والاذواق والروائح .. وهي..... وما زلنا بحاجة للتحدث عنها... عن الافكار الطائفية والعنصرية اجلكم الله ولكي لا نعطيها قيمة هي لا تستحقها فنجعلها مثلا في مصاف الافكار او نشخصها كفكر ..!! نقول انها ليست بافكار باجماع العقلاء والعلماء والنبلاء والفلاسفة وجميع الخيرين من بني الانسان واذا اطلقنا عليها تسمية أفكارا نطلقها جزافا او مجازا كما يقولون ونكون قد اخطانا الهدف فسمينا الظلمة نورا والاسود ابيض و- قلبنا الطابق طبقا والحق باطلا .. وللحق والحقيقة يا ولدي/والحديث لا زال للشيخ الذي زارني بجلباب ابيض : ان هناك من يقول ويجزم في قوله بل يقسم باغلظ الايمان ان الافكار الطائفية ليست بافكار على الاطلاق انما هي .. افكار لمن لا فكر له ..واذا صح هذا وهو الراجح عندنا لندرك السر الذي جعل سكان الكرة الارضية من بني الانسان بهذا الاختلاف والتلاون والتمايز في العقائد والنحل التي تربو على المئات ومعنى هذا ان الانسان ابن عائلته ابن بيئته ابن ( مجتمعه) ابن وسطه الذي يعيش فيه قد يورث ما ورث اهله من ( جراثيم ) ويحمل ما حملوا من امراض وعافية .. يتدرب على عاداتهم افكارهم عقائدهم ومعتقدتهم بغض النظر عما فيها من خطأ وصواب وباختصار يدور في فلكهم دون ان يدري كما ندور نحن في فلك الكون دون ان نشعر بحركة الارض ودورانها مع انها تدور بسرعة تصل الى الالاف من الاميال في زمن الثواني .. وهذا هو قدر عقل الانسان وشيئا فشيئا يصير ابن الطائفة التي سبقت لتنقش خطوطها والوان فكرها على بياض دماغه .. وهكذا يكتمل بناؤه ونمو تفكيره بالاتجاه التي تريده اوتوماتيكيا ليتحول الى قولبة معينة تاخذ بالتدرج تماسكها وصلابتها المعينة ليصبح فيما بعد متدرعا ( بقداسة ) يستمدها من قداسة طائفته .. ويشب عن الطوق مناطحا عنيدا يشبه في قدراته على النطاح قدرة معزة الموصلي كما في المثل الشعبي .. في النطاح يا سلام .. ولكن عند اللبن ( ماكو شيء) أتعيش أنت صفر على الشمال!! .. ولا اعتراض لاحد فهذه هي طبيعة البشر وهذه هي مشكلة العقل .. عقل الانسان كما يشير الى ذلك اغلب الفلاسفة والحكماء ومنهم الفيلسوف الرائع عمانوئيل كانت في مؤلفه (نقد العقل المجرد) فاعلم يا ولدي فأن هذا مصداقا لقول نبينا الكريم عليه وعلى آله السلام(يولد المرء على الفطرة فأبواه ينصرانه أو يهودانه أو يمجسانه) ولا اعتراض على احد لكن الاعتراض فقط على الذين يحسبون انفسهم وكانهم الثور الذي يحمل الكرة الارضية على قرنيه كما في الاسطورة السومرية مع انهم لا يعترفون بكروية الارض الى يومنا هذا .. ولكنهم يمنون علينا ويرفعون انوفهم شموخا على الاخرين معتقدين انهم يملكون الحقيقة كل الحقيقة او هم الموكلون بحفظ الارض عن السقوط يا سبحان الله وهذه هي المشكلة نمرة واحد ! اما المشكلة نمرة اثنين فهؤلاء القوم يصّرون على فرض آرائهم ( بالعافية) فاذا تطلب الامر فهم مستعدون وبشربة ماء ادخالك الى النار او اخراجك من الجنة ولديهم القدرة على تفخيخ السيارات والقطارات والمباني بل وتفجير انفسهم بالاحزمة الناسفة وسط الزائرين او المصلين او السائحين او(المتسكعين في الأسواق قربة لوجه الله ليدخلوا الجنة) من دبش .. وهذه هي المشكلة الكبرى والعقبة التي نواجهها اليوم فاذا شئت يا ولدي اجعها النمرة الثالثة او الرابعة وقبل ان افز مرعوبا من غفوتي شعرت بحرارة حربته وقد غرزها في خاصرتي قائلا .. وهذه نمرة واحد وكر مرة اخرى..... قائلا وهذه... نمرة... اثنين!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطائفيه قبر تتلاشى فيه الحياة
جواد الصالح ( 2011 / 12 / 25 - 18:26 )
كانت مدينتي ذات يوم واحة وعرسا واحلام سندباد يفيض فيها النور وتجري بارضها النساء0 كانت كحبيبتي بوابة سحر وزورق وردي يبلله الندى ونسيم الذكريات0 ترعى فيها خرافي وتحمل اغصانها اقمارا وياسمين0 جاب فيها الحلم وهش الناس بأفيائها 0وامتزجت بساحاتها كل الالوان 0حلقت الارواح فيها نوارسا بيضاء تحرس اسوار المدينه 0ولكن بغفلة من الفرح واغفائة من نور الشمس تنادى في المدينة صوت يعلوه الصدأ اغرى الناس ببعضهم ونثرالهم في الطرقات تنابذ القوم واحتربوا وامتلات السماء حزنا ودخان0 وغدا الليل فيها مبتور الساق وينهش في الاخرى العفن0سافرت الارواح مسهدة0وبقى الغدر شامتا في الشرفات 0ذابت مدينتي وتبخرت اطلالها وساد الوجوم وصفرت في زواياها رياح السموم 0ومشى الموت مختالا تكلله الخرائب وعهر المشعلين 0
انها بعض اوجاع خلفتها ذات يوم حرب طائفيه مشفوعه بثقافه طائفيه اشعلها الاوغاد وذهب ضحيتها الحرث والانسان شكرا للاستاذ عبدالحسين طاهر لاثارة الموضوع وتسفيه الفكر الطائفي واعوانه


2 - أنا سعيد بمرورك
عبد الحسين طاهر ( 2011 / 12 / 28 - 06:39 )
سعدت بعنوان التعليق الطائفية قبر تتلاشى فيها الحياة وهذا حقا عنوان آخر يعانق عنوان المقال الاصلي افكار طائفية صفر على الشمال نعم يا صديقي الطائفية المقيتة هي قبر تتلاشى فيه الحياة وهي ثقافة الجهل ايضا بل ثقافة لمن هو خاوي الفكر وخالي الوفاض من اي ثقافة لذلك وصمناها بالعار وقلنا انها ثقافة لمن لا ثقافة له تحياتي يا استاذ جوادالصالح

اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح