الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار والديموقراطية

محمد ماجد ديُوب

2011 / 12 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لاشيء يثير سخريتي أكثر من سماع يساري يتحدث عن الديموقراطية ليس بسبب كرهي لهذه الديموقراطية وليس بسبب رفضي لليسار بل على العكس فأنا أحلم بالديموقراطية وأفتخر بكوني يساري

موقفي الإستهزائي هذا سببه سببه رؤيتي العلمية لليسار ومعرفتي الحقيقية بوهم الديموقراطية والأهم من الأمرين معاً هو أن هذا اليساري إنما لا يعرف أن دعوته للديموقراطية قبل بناء مجتمع الطبقة العاملة المنتجة هو دعوة مفتوحة لقيام مجتمع الرأسمالية بكل صفاته السيئة

إن الرأسملية هي في المحصلة مجتمع من يملك يحكم ومن لايملك ليس عليه إلا أن ينصاع لمن يملك

إن الديموقراطية في مجتمع متعدد الطبقات أو في مجتمع الإنتاج الريعي هي الطريق الواسعة لوصول الأغنياء وأياً كان مصدر غناهم إلى السلطة وإمتلاك زمامها وهذا مانراه في المجتمعات الغربية التي تدعي الديموقراطية وهي ليست إلا يموقراطية طبقة الأغنياء في الدول هل نستطيع أن نرى في سدة الحكم من هو معادٍ لطبقة الأغنياء هذه ؟

قد يقول المدافعون عن هذه الديموقراطية هذه هي طبيعة الأشياء إن الأقوى على الصعيد الإجتماعي هو من يتصدى لكرسي الحكم ويحكم بتفويض من الجماهير

لكن السؤال هل هذه الجماهير حرة فعلاً بإختياراتها ؟

يعرف المتابعون لمجتمعات الرأسمال أن من يمتلك وسائل الإنتاج هو من يحدد الحاكم القادم وليس من يمتلك قوى الإنتاج فرب العمل المالك لوسيلة الإنتاج هو صاحب القوة الفعلية على الأرض وليس من يمتلك فقط قوة عمله والذي هو عرضة للطرد من العمل إذا ما خالف صاحب وسيلة العمل الذي هو المصنع والآلة

من هنا نستطيع القول وبكل ثقة أن الديموقراطية في هذه البلدان ليست ديموقراطية وإنما ديكتاتورية رأس المال بغلاف تزينه صناديق الإقتراع

إن الديموقراطية ما لم تكن في مجتمع بدون طبقات هي وهم وحلم بعيد المنال وكلنا يعرف أن أكبر دليل على ما نقول هو الكيفية التي إستغل بها الغرب الرأسمالي مفهوم الديموقراطية كوسيلة لإختراق المجتمعات الإشتراكية التي لم تتمكن من إتمام عملية بناء مجتمع الطبقة الواحدة والقيام بإدخال أموالها إلى هذه المجتمعات لبدء عمليات الإستثمار التي هي في المحصلة إستنزاف لخيرات هذه البلدان وتحويلها إلى دولارات تحول إلى البنوك التي تمول عمليات الإستثمار من الخارج

ربما يجد البعض في تجربة اليابان وكوريا الجنوبية وغيرها أمثلة كافية للرد على هذا الطرح ولكنا نرد وببساطة أليس من شروط الديموقراطية شرط الحرية الهام والهام جداً فهل هذه البلدان وشعوبها فعلاً حرة سواءاً في خياراتها الإجتماعية أو السياسية أم أنها توابع في فلك السيد الرأسمالي العالمي المسيطر على مراكز التمويل وأسواق الإستهلاك ؟

إن اليساري الذي الذي يدعو إلى قيام الديموقراطية في مجتمعه وأياً كانت الأسباب التي تدعوه لذلك هو في واقع الحال واحد من إثنين إما غير مدرك لما يطرح وإما هو خائن ليساريته

إن الدعوة إلى تبني النظام الديموقراطي في أي بلد من البلدان التي تفتقدها هو في واقع الحال دعوة مبطنة إلى قيام مجتمع رأسمالي لأن شرط الديموقراطية هو الحرية أي أن يكون من يقترع حراً في خياراته وليس مقيدأ وهذه الحرية لن تكون له إلا في مجتمع الطبقة الواحدة

إن إنساناً ما أياً يكن لن يكون حراً في خياراته وهو رهين حاجياته المادية التي يملكها عليه رب العمل وعليه فإن الدول الغربية والتي تدعي الدموقراطية هي أبعد ما تكون عنها لأنها مجتمعات ليس فيها عدالة إجتماعية مضمونة تحمي خيارات الإنسان المقترع فيها والغريب أنه حتى في المجتمعات التي تكون أقرب ما يكون إلى تحقيق العدالة الإجتماعية كالدول الإسكندنافية لايستطيع أي حزب يساري حقيقي فيها الوصول إلى السلطة لأن مجرد وصوله إلى السطة وقيامه بتحقق عدالة إجتماعية حقيقية سينبري أصحاب وسائل الإنتاج إلى محاصرته والتضييق عليه إلى أن يسقط

إن العدالة الإجتماعية في هذه الدول هي أقرب إلى العمل الخيري الذي يميز عوالم الأغنياء أكثر منه عدالة إجتماعية حقيقية تؤمن للفرد حريته وحرية خياراته وإلا فكيف نفسر قيام أصحاب السلطة في هذه المجتمعات وبكل وقاحة بالقتال من أجل مصالحهم في أي بقعة من بقاع الأرض ولو على حساب الشعوب الأخرى ودمائها بما فيها أرضها ودماء شعبها

إن اليساري الذي لايدرك أن الديموقراطية بدون بناء قاعدة العدالة الإجتماعية المتينة أولاً هو خيانة لمعنى اليسار وخيانة لمن يدعي أنه يمثلهم

إن مسألة القوميات والأقليات في رأيي لايمكن حلها في إطار الدولة الديموقراطية ما لم يتحقق أحد الأمرين التاليين

الأمر الأول هو بناء دولة العدالة الإجتماعية أي دولة الطبقة الواحدة

الأمر الثاني هو إلتحاق هذه الدولة بالمنظومة الرأسمالية العالمية .....هل الأمر الثاني هو ما نريده كيساريين ؟ سؤال مجرد سؤال










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز محمد
شامل عبد العزيز ( 2011 / 12 / 24 - 15:58 )
تحياتي لك
كيف نستطيع أن نوفق بين بناء دولة الطبقة الواحدة وفي نفس الوقت التحاقها بالدولة الرأسمالية وتكون من ضمن تصنيف اليسار
أيضاً مجرد سؤال ؟
خالص الشكر سيدي محمد
مع الاحترام


2 - الأخ العزيز شامل
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 24 - 22:12 )
أنا أقول أن الدولة الديموقراطية هي على نوعين نوع قائم على أساس دولة الطبقة الواحدة أي دولة الحرية
أما النوع الثاني فهو دولة ديموقراطية أساسها الإلتحاق بالمنظومة الرأسمالية
هل تجد في قولي هذا ما يوجب طرح سؤالك ؟
لك محبتي وتقديري


3 - السيد ديوب
فؤاد النمري ( 2011 / 12 / 25 - 08:51 )
لدي اعتراضان
الأول وهو أن الدول الرأسمالية لم تخترق الدول الاشتراكية بل الأصح هو العكس. الدول الاشتراكية انهارت بفعل الصراع الطبقي داخلها على قاعدة دوده من عوده

والثاني هو أن دعوى العدالة الاجتماعية إنما هي لا تتجاوز الحس الانساني الذي لا تكترث به القوانين الاقتصادية ولذلك هي دعوى فاسدة أو الأحرى باطلة

وفيما عدى ذلك فأنا أوافقك
تحياتي


4 - حيرتني واحتار دليلي
وليد يوسف عطو ( 2011 / 12 / 25 - 10:01 )
عزيزي محمد ماجد ديوب ..انت تدعو لتاجيل الديمقراطية لحين بناء مجتمع الطبقة العاملة وهذا غير معقول . عزيزي الديمقراطية لاتبنى بين يوم وليلة وهي عملية صيرورة طويلة ومعقدة ومليئة بالصراعات .ثانيا الديمقراطية عزيزي محمد ليست نسق واحد فلكل طبقة في المجتمع ديمقراطيتا تطبقها عند استلامها الحكم ويكون من غير المعقول ان تطبق الطبقة العاملة ديمقراطية الشركات العابرة للقارات . اما مسالة القوميات والاقليات يبدو انها تحل عندك عن طريق المهدي المنتظر .اما الدعوة لبناء مجتمع الطبقة العاملة ومجتمع الطبقة الواحدة قبل بناء الديمقراطية فهي تعني اعادة بناء انظمة الاستبداد القمعية من اسلاموية وقومية وشيوعية واعادة دورة العنف. . ختاما اتمنى لمجتمعاتنا توفر الامن والرغيف والحرية وهذه تحققها الديمقراطية المنبثقة من الشعب وليست المصدرة الينا من الغرب . تحياتي عزيزي محمد وسنة سعيدة مقدما لك وللعائلة الكريمة


5 - الأستاذ المحترم فؤاد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 25 - 10:33 )
هل تتذكر المنشقين ساخاروف وسولجنتسن ؟
ياعزيزي الديموقراطية وسيلة الغرب للدخول إلى كل المجتمعات المغلقة
العدالة الإجتماعية التي أدعو إليها هي العدالة التي تطبقها الطبقة المنتجة هل في ذلك تعارض مع الماركسية التي أفخر بإنتمائي إليها ؟
شكراً لمرورك الذي أسعدني


6 - أخي الغالي وليد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 25 - 10:41 )
لاتهتم ولا تحتار
المسألة بسيطة الديموقراطية الحقيقية هي التي تبنى في مجتمع العدالة الإجتماعية إذ أن العدالة تجعل الجميع أحرار ولايستطيع بنا هكذا مجتمع سوى الطبقة العاملة
أردت القول أن الديموقراطية في ظل وجود الحاجة هي وهم لأن الإنسان المرهون لحاجاته ليس حراً في خياراته
شكراً لمعايدتك وأسأل السماء أن تحميكم ومن تحبون وعراقكم من كل سوء


7 - أخي الغالي وليد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 25 - 10:41 )
لاتهتم ولاتحتار
المسألة بسيطة تم ولا تحتارالديموقراطية الحقيقية هي التي تبنى في مجتمع العدالة الإجتماعية إذ أن العدالة تجعل الجميع أحرار ولايستطيع بنا هكذا مجتمع سوى الطبقة العاملة
أردت القول وبكل بساطة أن الديموقراطية في ظل وجود الحاجة هي وهم لأن الإنسان المرهون لحاجاته ليس حراً في خياراته
شكراً لمعايدتك وأسأل السماء أن تحميكم ومن تحبون وعراقكم من كل سوء


8 - السيد ديوب
فؤاد النمري ( 2011 / 12 / 25 - 11:56 )
لم ينهر الاتحاد السوفياتي بفعل أشخاص، هذا إذا افترضنا أنهم مرتبطين بالغرب؛ انهار الاتحاد السوفياتي بفعل الجنرالات كما شهد على ذلك خروشتشوف نفسه والفلاحين وقائدهم خروشتشوف
كل خطأ صغير يقترفه الماركسي يقلبه إلى عدو للماركسية وخير مثال على ذلك خروشتشوف الذي اعتقد أنه سيبني الاشتراكية بسواعد الفلاحين


9 - تحية للأستاذ ديّوب
موجيكي المنذر ( 2011 / 12 / 25 - 12:11 )
قرأت قبل قليل مقال الأستاذ فؤاد النمري: عن أي يسار يكتب كتبة اليسار

ثم عرجتُ على مقالكم هذا

وكما العادة، مقالكم السهل الممتنع السلس قد كمّل ما أراد قوله الاستاذ النمري حسب ظني

وبذا قَرُبَت الصورة نوعاً ما عن موضوع اليسار واليسارية

الشكر لكم وللسيد فؤاد النمري مع فائق الاحترام


10 - شكرا لمصداقيتك أخي العزيز,.
درويش السيد ( 2011 / 12 / 25 - 12:49 )
لقد اثبت لنا وكشفت بهذا المقال قوة الفيزياء وأهمية العلاج بالتنويم المغنطيسي والصدمة بالاستبداد ... فاقتنعنا ان العالم التافه اليوم وعقوله المبتلية بأمراضه النفسية وخاصة عاهة الديموقراطية التي ذهبت بالعقول ..أقول هذا العالم التافه عليه ان يصحو ليرى النعم التي يوفرها علاج الاستبداد .مع خالص تحياتي أخي العزيز


11 - الأستاذ فؤاد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 25 - 15:01 )
كلامك صحيح ولكن لو وفر مجتمع البروليتاريا السوفييتي القليل من الديموقراطية هل كان بإمكان لهؤلاء الجنرالات أن يفعلوا ما فعلوا ؟
إن الخطر في المجتمعات الإشتراكية هو عدم القدرة على المسيرة بإتجاه المجتمع الشيوعي الذي يفترض أنه مجتمع العدالة والحرية وبالتالي الديموقراطية الحقيقية
وأنا ممن يؤمنوا أن الديموقراطية في غيرالمجتمع الشيوعي مجتمع الكفاية والعدالة الإجتماعية هي الطريق الفضلى لسيطرة أصحاب رؤوس الأموال على مقاليد السلطة كما هو حاصل الآن في المجتمعات الغربية
لك تحيتي


12 - أخي الغالي موجيكي
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 25 - 15:03 )
أنا دائماً سعيد بمرورك
التحية والشكر لك


13 - الأخ العزيز درويش
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 25 - 15:11 )
أرجو أن نرى الأمر من وجهته الصحيحة بدلاً من الجري وراء الشعارات التي لاتثمر
إن النضال في سبيل الوصول إلى توزيع عادل للثروة هو أهم بكثير من فتح الثغرات في مجتمعاتنا لولج أصحاب الرساميل المشبوهة تحت شعار الديموقراطية
هل تجد في هذا النضال دفاعاً عن الإستبداد ؟
إن الإستبداد الأعظم هو الذي يلوح في الأفق من جراء رفع شعارات الديموقراطية الوهمية التي يجود بها علينا أصحابها
صدقني أن الديموقراطية على الطريقة الغربية هي في مصلحة أي نظام ما دام يسيطر على رأس المال إن الإستبداد الحقيقي هو إستبداد رأس المال المعولم وإذا كنت لاتصدق راقب مالذي يجري في دول الديموقراطية جيداً
لك تحيتي


14 - دكتاتورية البروليتاريا
فؤاد النمري ( 2011 / 12 / 25 - 16:56 )
دكتاتورية البروليتاريا توفر الديموقراطية بلا حدود للبروليتاريا وتحجبها عن غير البروليتاريا
لم يسبق أن طالب سوفياتي بالديموقراطية قبل رحيل ستالين وكان أول من رفع عقيرته يطالب بالديموقراطية ويتعهد بتأسيسها هو الأمين العام للحزب الشيوعي نيكيتا خروشتشوف في شباط 1956 في التقرير السري
هذا الديموقراطي الستجد في الحياة السوفياتية قام بانقلاب عسكري في حزيران من السنة التالية وتخلى عن دكتاتورية البروليتاريا فبدأ التراجع في الحياة السوفياتية
لم يكن في العالم مجتمعات أكثر ديموقراطية من المجتمع السوفياتي في عهد ستالين رئيس دولة دكتاتورية البروليتاريا وثمة مائة برهان وبرهان من المفرو أن يلم بها أي ماركسي ولو بقليل من الماركسية
كتبة البورجوازية يشككون في أن دولة ستالين كانت هي دولة دكتاتورية البروليتاريا وجوابنا على هؤلاء الكتبة الكذبة هو أنه لو لم يكن هناك دكتاتورية البروليتاريا لما اضطر خروشتشوف إلى إلغائها رسميا في المؤتمر العام للحزب 59 ليقيم بدلا منه ما سماه (دولة الشعب كله) هل سمعت بها يا ديوب؟؟


15 - الأستاذ المحترم فؤاد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 25 - 21:51 )
ياأخي العزيز إن ماتقوله صحيح ولكن علينا أن ندرك أن الطبقة العاملة وعلى إعتبار أنها الطبقة القائدة في مجتمع العدالة كان عليها أن توفر الديموقراطية للجميع
حسب رأيي المتواضع الأمة تبحث عن خلاصها في سيطرة قوى الإنتاج على قوى المجتمع كلها ويساهمون معاً في حماية هذا المجتمع والدليل هو ما تفضلت به عندما حرمت الطبقة العاملة الآخرين من حقهم في الديموقراطية وقعت الكارثة
مذا يعني المجتمع الشيوعي سوى أنه مجتمع يضمن للجميع حقهم في الكفاية وبالتالي خلق مجتمع الحرية الأساس لبناء مجتمع الديموقراطية
هل ترى هذا باطلاً؟

اخر الافلام

.. شاهد.. إماراتي يسبح مع مئات الفقمات وسط البحر بجنوب إفريقيا


.. الأمن العام الأردني يعلن ضبط متفجرات داخل منزل قرب العاصمة ع




.. انتظار لقرار البرلمان الإثيوبي الموافقة على دخول الاستثمارات


.. وول ستريت جورنال: نفاد خيارات الولايات المتحدة في حرب غزة




.. كيف هو حال مستشفيات شمال قطاع غزة؟