الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمورنا.. سمن على عسل !

بن جبار محمد

2011 / 12 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في غفلة من أمره بدأ مناضل حزب - مشهــود له بالتزوير و الكذب و قصف الخصــوم و إغتصاب السلطة و إجــادة تقنيات التملق و الأكــل في كــل الموائد – بدأ في تحليل موقف حــزبه من الثورة التي تجتاح العالم العربي . كان فــعلا يحفظ أبجديات و أدبيات حــزبه عن ظــهر قلب دون وعي حقيقي للمصطلحات التي يستعمــلهــا التي هي غــالبا مــا تتكــرر في الجرائد الوطنية , هي الأخــرى التي تتخذ موقفا ســلبيا و تضم صــوتــهــا تضــامنا مع الحكــومة لأنــها تعي جيــدا معنى مؤازرة السلطة و الفوائد الجليلة التي ستقطفــها من جراء ذلك .
صـاحبنــا في تحليله للمشــهد السيــاسي العربي يصب نيران غضبه على الفيلسوف هنري برنار ليفي و يصفه تارة بالصهيوني و تارة باليهــودي القذر ..ثم أن محدثــنــا نسي أن الفيلسوف تربطــه صداقة حميمية بالنظــام الجزائري و هــو نفس الشخص الذي أخــرج أو ســاعد في إخراج النظــام من ورطته في سنوات العشرية السوداء و عندمــا كانت تطرح المسألة الشهيرة: من يقتل من ؟ و قد قدم تقارير و دراسات و ندوات للعالم الغربي و خاصة المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان و التي شكلت حينذاك ضغطــا رهيبا على الحكومات المتتالية و التي تعاقبت على منصب الرئاسة و الحكــومة .
محدثنا ظهــر مشردمــا , مضطربا في ربط حديثه التي يحفظه عن ظــهر قلب و لــم يوفق في إعــادة صيــاغة أفــكــاره من جديد نــظرا للكــم الهــائل للمعــلومــات التي يمتــلكـها دون القدرة على توظيفــها في حديث رزين و متوازن. الأدهــى من ذلك أنه يتخذ موقفــا متحجــرا من كثير من القضــايا الأســاسية و المصيرية في البلد بعقلية عفى عنــها الزمن , يرددهــا كالببغــاء .. تعجبت كيف يمكن لمناضل في حزب يسمي نفسه عتيدا لــم يتمــكن من قــراءة الأحداث بشــكــل صحيح ! بينــما العالم العربي يغلي من الداخــل و ثائر بشبابه و قد تهــالكت الأنظمة الإستبدادية بينــما هــو لا يزال يكيل التهم هنــا و هنــاك و تصديق نظرية المؤامرة الخارجية و أن أمورنــا سمن على عســل و قــد رأينــا كيف تعاملت السلطة مع الثورة في ليبيا بشــكل مقلوب و قد تخــلفت في إتخاذ موقف يحفظ ماء وجهــها و يقيها شــر الهزائم الدبلوماسية و السياسية ...
محدثنــا أكــد لي أنه لا يثيق في الشباب و لا يمــكن تسليمهم المشعل و أيضــا النظــام في حد ذاته سيتمــر في ممارسته للتزوير حفــاظا على الوطن من كيد الكائدين ! و قــد أشــار الى الإنتخابات التشريعية التي ستجــرى في العام المقبل و أن النظــام سيعــمل على نظام الكوتات لأنه بصراحة لا يثق بالمعــارضة و أن حزبه سيأخذ حصـة الأســد حفاظــا على إستقرار البلد و مصــلحته العلــيا ..!
أندهشت لصــاحبنا الذي أفرغ ما في جعبته و أســر لي الكثير عن الممــارسات الديمقراطية المطبقة في حــزبه مع أننا نعلــم أن الديمقراطية لم تعرف سبيلا الى الحزب منذ خمسين سنة .
أنهيت المقــابلة و أنا أشــعر بالغثيان و القرف وقد تشــكلت لي صــورة عن المناضلين و عن الحزب العتيد و نظــرتهم غير السليمة للأشياء بــل و العفن الذي يحيط بالعملية الحزبية و الإنتخابية في البلد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلة في الشعب
نور الحرية ( 2011 / 12 / 24 - 20:46 )
مصير بلادنا اعتقد بانه سيكون حالك السواد وللاسف الشديد في كل الحالات ذلك بانه اما العسكر ومن ورائهم المنتفعون القدامى والجدد واما الفيس وما ادراك ما الفيس نار الله الحاميةوالتي ستطلع من صناديق الانتخاب ان سمح النظام بانتخابات حرة ونزيهة


2 - العيب فينا
سناء نعيم ( 2011 / 12 / 25 - 04:30 )
إما الأفلان أو الفيس فأين المفر؟المشكلة في عدم وعي الشعب الذي مازال يؤمن بترهات الحزب المقبور الذي سيفوزحتما بالإنتخابات لو سمح له بالعودة.


3 - سؤال للقاريء الكريم نور الحرية
بن جبار محمد ( 2011 / 12 / 25 - 06:26 )
تحية عطرة

أسأل القاريء الكــريم هــل الفيس موجود ؟ نحـن على مشارف 2012 و ليس 1992 .


4 - الى أخت الكريمة سنــاء نعيم
بن جبار محمد ( 2011 / 12 / 25 - 06:34 )
هي نفس الأسئلة كــانت تطرح في تونس و مصــر و سوريا و لكن بشــكل مختلف ؟ و أجــابت هذه الشعوب على شطــر كبير من السؤال و لم تنهي بعد الإجــابة .
أختي الكريمة في تونس بن علي كان السؤال المشروع إمــا الحزب الدستوري و لا الفوضى الجزائرية لسنوات التسعينيات ؟
و في مصــرمبارك إمــا الحزب الوطني الديمقراطي و عصابته ولا الظلامية
الإسلاموية؟


5 - جواب للكاتب الكريم بن جبار
نور الحرية ( 2011 / 12 / 25 - 09:13 )
ارجو ان تكون مازحا في تساؤلك وعافاك الله او الطبيعة من الغباء نحن يا سيدي مازلنا ليس فقط في سنوات التسعينات بل الادهى والامر اننا نعيش بافكارنا ومشاعرنا بعقلية القرون الوسطىفشعبنا ما زال يتوق للخروج من مرحلة دكتاتورية العسكر ورجال المال الى مرحلةتسلط رجال الدين الارهابيين والمتزمتين وهي اقتم من الاولى


6 - نور الحرية
بن جبار محمد ( 2011 / 12 / 25 - 10:02 )
نحن نتطــلع مثل كــل الشعوب المحبة للسلام و التقدم و الحــرية فــان كــنا اليوم نتمتع بهــامش من الحرية و الديمقراطية , هذا لا ينفي وجــود طغمة حــاكمة تستغــل خيرات الأمة و ثرواتــهــا و قد كــانت لنــا مناسبات للتنديد بالفســاد الذي يستشري بقــوة في أرجــاء البلد . فالتخــلف الذي نحن نعايشه له أبعاد متعددة و أنــا كاتب لهذا المقــال أخترت أن أتناول الواقع الحزب من خــلال مناضلي الأحزاب و رؤيتهم للأمور التي لا تخلو من نظرات متحجرة و متخلفة , و أنا أرى أن هذا البعد بأهمية حيث تخلف الأحزاب هــو تخلف الآمــة إذ كيف يمارس المناضل نضاله إذا كان هــو بذاته متخلف في نظرته و مفتقد لحس النقد و العقلانية .
أحترمك على تعليقك .

اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد