الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان

عبد الإله فرح

2011 / 12 / 24
الصحافة والاعلام


قامت جمعية المغربية لحقوق الإنسان بعقد مؤتمر يوم الجمعة 23 دجنبر 2011، تدعوا من خلالها إلى رفع شعار علمنة الدولة التي ينص دستورها على أن دينها هو الإسلام، وقد حضرها كل من أحمد عصيد، وخديجة الرياضي رئيسة الجمعية، وفؤاد عبد المومني والطاهر الدريدي وعبد الله فاتسة، مطالبة حركة 20 فبراير من إضافة شعارات تطالب بدولة علمانية. ونقول لهم من هذا الباب بشكل مختصر نعم لحركة 20 فبراير، لكن نرفض ما جاء بهذا المؤتمر حول علمانية الدولة للأسباب عديدة، والتي تتعارض مع القيم الروحية والأخلاقية للشعب المغربي عموما والذي يقوم على مرجعية إسلامية بالدرجة الأولى ومنها:
ـ الشعب المغربي شعب مسلم.
ـ الديانة الأولى هي الإسلام.
ـ العلمانية صناعة يهودية صهيونية.
هذا ويمكن أن نوضح بعض الأمور بشكل مبسط فيما يتعلق بعلاقة الإسلام بالسياسة والانتقادات التي وجهت للعلمانية في الأدبيات الغربية المعاصرة على شكل رؤوس الأقلام حتى نصل جميعا إلى حبة فهم، ثم إلى حقيقة العلمانية التي غفل عنها المثقفون العرب بسبب تقليدهم الأعمى للغرب.
1ـ السياسة الحقيقية هو الإسلام بدون منازع:
ـ الإسلام لا ينحصر فقط في العبادة بل هو شامل لكل ما هو سياسي، اجتماعي، اقتصادي.
ـ السياسة بمفهومها الكوني هو تدبير شؤون المجتمع على المستوى الاقتصادي والاجتماعي من أجل النهوض به من مرحلة إلى مرحلة أفضل بكثير عن المرحلة السابقة.
ـ السياسة في مفهوم الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
ـ السياسة أيضا في الإسلام هو التشريع والتنفيذ.
ـ السياسة أيضا في الإسلام هو الامتثال لأحكام الله التي أنزلها على عباده وذلك لما جاء في الآيات التالية:
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". آية 44 من سورة المائدة
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هو الفاسقون". آية 47 من سورة المائدة
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون". آية 45 من سورة المائدة
2ـ العلمانية في الأدبيات الغربية نجد:
ـ لم تقدم شيئا سوى تعميق الجراح والبؤس على المستوى الذات الإنسانية، بحيث ساهمت في تعميق الأزمة الاجتماعية التي تتجسد في الانتحار.
ـ العلمانية ساهمت بشكل واسع في بروز الفردانية والنرجسية عند المجتمعات التي تتبناها.
ـ العلمانية فكر يروجه المستغلون لثروات الشعوب (دول الرأسمالية المتوحشة مثلا).
ـ انحلال القيم الأخلاقية وتفككها وخروجها عن المألوف والمتمثلة أساسا في انتشار ما يسمى بثقافة الاصطياد (التحرش الجنسي) بين الجنسين.
ـ ظهور مشكلات وأمراض اجتماعية ليس لها حل.
ـ المساواة والكرامة والحرية هي شعارات زائفة يروجها المفسدون.
كما لا يخلوا في الأدبيات الغربية المعاصرة من انتقاد حاد بشأن العلمانية كونها من رموز مجتمع الحداثة، ونجد هذه الأدبيات تدعوا إلى ما يطلق عليه هنا والآن بمجتمعات ما بعد الحداثة، رافضة كل الرفض قيم ومكونات الحداثة التي ذهبت بالإنسان إلى الدمار.
وخلاصة القول، ومن خلال ما قدمناه في هذه الورقة، فإننا نرفض رفضا قاطعا لهؤلاء الذين يروجون مسألة علمنة الدولة لأنهم جاهلون واهمون بأمور دنياهم وبدينهم، وسأختم بما جاء على لسان بعض المفكرين الغربيين حول الإسلام ومحمد (ص) والقرآن الكريم، وعن المرأة أيضا.
ـ يقول ول ديورانت: ".. كان أهل الذمة المسيحيون، والزردشتيون، واليهود، والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح لا نجد نظيرا لها في المسيحية في هذه الأيام. فلقد كانوا أحرارا في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم.. وكانوا يتمتعون بحكم ذاتي يخضعون فيه لزعمائهم وقضاتهم وقوانينهم..".
ويقول عن المرأة في موضع آخر: "رفع الإسلام من مقام المرأة في بلاد العرب.. وقضى على عادة وأد البنات وسوى بين الرجل والمرأة في الإجراءات القضائية والاستقلال المالي، وجعل من حقها أن تشتغل بكل عمل حلال، وأن تحتفظ بما لها ومكاسبها، وأن ترث، وتتصرف في مالها كما تشاء، وقضى على ما اعتاده العرب في الجاهلية من انتقال النساء من الآباء إلى الأبناء فيما ينتقل لهم من متاع، وجعل نصيب الأنثى في الميراث نصف نصيب الذكر، ومنع زواجهن بغير إرادتهن ..".
ـ يقول العالم الأمريكي مايكل هارت: "إن محمدا [صلى الله عليه وسلم] كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي.. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معا يخوله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية".
ـ يقول العالم الفرنسي موريس بوكاي: "لقد قمت بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثا عن درجة اتفاق نصي القرآن ومعطيات العلم الحديث.. فأدركت أنه لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث...".
ـ يقول فيليب حتي:"الإسلام منهج حياة، وهو – بهذا النظر – يتألف من ثلاثة جوانب أساسية، الجانب الديني والجانب السياسي والجانب الثقافي. هذه الجوانب الثلاثة تتشابك وتتفاعل، وربما انقلب بعضها إلى بعض مرة بعد مرة من غير أن نلحظ ذلك".
ويقول أيضا: "الإسلام – بما هو دولة – وحدة سياسية تضم مجموعا من المؤسسات القائمة على الشريعة، على المبادئ القرآنية، أنشأها محمد [صلى الله عليه وسلم] في المدينة، ثم تطورت في أيام خلفائه [رضي الله عنهم] على أنقاض الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) ثم بلغت هذه الدولة الإسلامية ذروة لم تبلغ إليها دولة في العصور الوسطى، ولا في العصور القديمة..".
ـ يقول جورج سارتون: ".. حرم الإسلام الخمر في مطلع دعوته، وها نحن اليوم بعد أن انتشرت الخمور وزادت نسبة الكحول فيها إلى درجة فتاكة ندرك حكمة الإسلام وبعد نظره..".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلمك يا هذا، وكفاك دغمائية
زكرياء الفاضل ( 2011 / 12 / 24 - 22:52 )
إذا كان احد جاهل هنا فهو أنت، لأنك لم تستوعب معنى العلمانية وتتحامل عليها بما ليس فيها. فأنت ذكرت من يسير في نهجك وتناسيت ردب طيب أردغان، الذي قال أن العلمانية هي الوقوف على مسافة متساوية من كل الديانات. قالها مسلم من موقع القرار والسلطة والحكم. لقد تعبنا من تحايلكم واستغلالكم للأمية المنتشرة في البلاد وترسيخها بعتاهيات لم تعد نافعة في عصرنا.
لا أحد يحارب الإسلام إلا الإسلامويين اصحاب الفكر الشمولي وغير الديمقراطي. ما العيب في أن تكون الدولة فوق العقائد والإثنية؟ أليس العقيدة شيء شخصي ولكل الحق في اعتناق ما يريده ويتجاوب مع روحه؟ أم أنكم تخافون إن أصبحت الدولة علمانية أن تكتشفوا ضعف وهزالة ما تدعون؟ تركيا دولة علمانية وحكومتها مسلمة، فماذا ضاع من الدولة وإسلام المواطنين؟
تتحدث عن الانتحار وكأنه غير موجود بالمغرب المسلم وكذلك التحرش الجنسي وغيرهما من آفات المجتمع البرجوازي وليس العلماني. فرق بين المفهومين أولا ثم تحدث عنهما. إن استغلال ثروات الشعوب المستضعفة تقوده أمريكا المسيحية ويساعدها في ذلك خادم الحرمين ودول مسلمة أخرى. فقبل الحديث ‘ن أمور تجهلها راجع دروسك من المنبع أولا.


2 - أستاذ زكرياء الفاضل
عبد الإله فرح ( 2011 / 12 / 25 - 11:03 )
يسعدني انك تجاوبت مع الموضوع وعبرت عن رأيك، فيما يتعلق بمفهوم العلمانية فأعتقد أننا نعرفها جيدا، ونعرف الأسباب التاريخية التي جعلتها مطلبا للشعوب الغربية وليست الإسلامية بسبب هيمنة الكنيسة، إذا رجعت للشارع وقمت بدراسة ميدانية حول الشباب ستجد أن أغلبهم وأكثرهم ينتقدون العلمانية لما سببته من عذاب للإنسانية. لن أدخل معك في التفاصيل لكن عد وحاول أن تقرأ كتب روجي غرودي حتى تستفيق من الشعارات والتآويل الزائفة حول العلمانية وشكرا لك على المشاركة


3 - الخلافة لم تخل من محاكم التفتيش
زكرياء الفاضل ( 2011 / 12 / 25 - 11:36 )
دائما تحاولون ربط العلمانية بالكنيسة وهي مجرد محاولة للاحتيال واللف والدوران على من يجهل تاريخ الخلافة أو فعلا النية حسنة لكنها مبنية على عدم الإلمام بكواليس ذاك التاريخ المحاط بالرومانسية والفكر الفلكلوري. إن الفقهاء في الخلافة لم يتميزوا عن رجال الدين المسيحيين، حيث كان أي فكر يحاول الخروج عن المعتاد يحارب ويقمع )الحلاج كمثال بسيط( وفي عصرنا أيضا محاكم التفتيش لم تغب عن حياتنا، إذ كل من لا يوافق الفكر الإسلاموي تلسق به التهم الجاهزة وأحيانا يصفى جسديا (عمر بن جلون مثال) ومؤخرا لطيفة أحرار هددت بالقتل بسبب لباسها رغم أن الكثير من المغربيات يلبسن مثلها.
أنتم تقولون الإسلام هو الحل وبذلك تقسون الفكر الآخر وتعدمون الديمقراطية والتعددية، بينما العلمانية تدعو لاحترام الرأي والرأي الآخر لذلك تحاربونها لأنها تدعوكم للحوار البناء في حين أنتم تنطلقون من امتلاككم للحقيقة المطلقة علما بأن كل شيء نسبي في الحياة. آه أستسمح نظرية النسبية كذلك صهيونية وأصحابها يهود يريدون بها النيل من عقيدتنا.
إن المستقبل للعلمانية وأتأسف جدا لكونكم لم تستوعبوا ما يجري في العالم. وهذا لانعكافكم على الماضي


4 - تابع
زكرياء الفاضل ( 2011 / 12 / 25 - 11:43 )
دون الحاضر والمستقبل. لقد سبق وكتبت عما يحصل حاليا في البلاد والعالم في نص تحت عنوان -واعتصموا..- وها نحن اليوم نعيش ما تنبأت به من قبل وبفترة لا يستهان بها. لست بنبي بل إنسان يعيش على أرض الواقع ويعتبر المغرب جزءا من هذه القرية الكبيرة المسماة بالعالم. بينما أنتم تعتقدون بأن بلادنا جزيرة نائية منفردة لا يؤثر فيها شيء.
ألي يوم الحساب كل سيحاسب بمفرده فلماذا أنتم تحشرون أنفكم فيما يخص الآخرين، -لا إكراه في الدين- وكل حر في عقيدته. هل أحد فرض عليكم التخلي عن الإسلام؟ هل طلب منكم أحد أن تعتنقوا ملة غير الإسلام؟ أم أن الإسلام عندكم ملة لغاية في نفس يعقوب؟


5 - العلمانية هي الحل
المصطفى الادريسي ( 2011 / 12 / 25 - 15:42 )
العلمانية هي الحل لأنها تحمي جميع الأديان والمعتقدات وحقوق الجماعات والأقليا والأفراد، وكل المواطنين سواسية أمام القانون كيفما كانت ديانتهم أو أفكارهم.من يومن بالدمقراطية وهي مرادف للشورى في الاسلام فانه يومن حتما بالعلمانية لأنها لا تقصي أيب أحد لسبب من الأسباب.فكل المواطنين متساوون في الحقوق سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهودا أو لا دينيين، وقانون الانتخابات وصناديق الاقتراع هي الحكم وهي من تعين الحكام.
ان الفهم الخاطئ للاسلام هو الذي جعل البعض يعتقد ان الله قد حدد شكل الحكم، فالله ترك أمره شورى، وليس للمسلم اي حق على غير المسلم سوى أن يدعوه الى الاسلام بالتي هي أحسن وليس بالسيف -لا اكراه في الدين- -ولو شاء ربكم لجعلكم أمة واحدة- -من شاء منكم فليومن ومن شاء فليكفر- -ان عبادي ليس لك عليهم سلطان-، اذن فالاسلام ترك شكل الحكم للشورى أي للأغلبية ولم يتحدث عن امارة المومنين ولا عن الامام ولا عن الخليفة ولا عن تطبيق الشريعة،فامسألة الحكم متروكة الى البشر كيفما اتفقوا -وأمركم شورى بينكم-، فكيف تؤولون الاسلام على هواكم لتطبيق دكتاتورية ضد على ارادة الشعوب وعلى ارادة الله؟


6 - ^_^
عبد الإله فرح ( 2011 / 12 / 26 - 19:02 )
يا أخي زكريا بدون تعصب في طرح آرائك، كل ما قلته يحترم، ليس عيبا أن نختلف، الهدف من الاختلاف هو الوصول إلى الحقيقة، المهم أنا لست رجعي كما تعتقد فأنا ماركسي على سنة الله ورسوله، أحاول تطبيق القيم الأخلاقية التي جاء بها الإسلام وأمارس نشاط تقدمي على مستوى تحديث الأجهزة وغيرها، أي يمكن أن تضعني في جانب الأصالة والمعاصرة ^_^ العلمانية ليست فوق الإسلام لأنه من صنع البشر، للأسف معظم المثقفين العرب يتبنون العلمانية كمعتقد ، والعلمانية التي تدعوا إليها أثبت في دراسات قامت بها مجموعة من المختصين في علم الاجتماع واللاهوت أنها تخلق فجوة بين الإنسان والله، وهذا المسألة تأثر بشكل سلبي على الذات الإنسانية حيث تساهم في الإقدام على الانتحار وغيرها من المشاكل سأعطيك رابط لعل وعسى ينور بصيرتك وهو كالتالي:
http://www.youtube.com/watch?v=xXIapIPUwAM

أرجوا أن تشاهده بالرغم من أنه بعيد قليلا عن الموضوع، لكن أنا متأكد أنك ستفهم ماذا أقصد.... وشكرا

اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |