الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لکي ينجح الحل السلمي لقضية أشرف 2 3

نزار جاف

2011 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لايساور القلق و الشکوك المقاومة الايرانية لوحدها بخصوص النوايا الحقيقية للحکومة العراقية من سکان معسکر أشرف، وانما ذلك الامر يشمل مختلف الاوساط السياسية و هيئات حقوق الانسان في العالم، وکما أسلفنا، فإن جوهر مشکلة معسکر أشرف يکمن في التدخلات السافرة و غير المحدودة و المقيدة للنظام الايراني في الشأن الداخلي العراقي و سعيه لتسيير و تجيير الامور و عبر طرق و وسائل شتى لصالحه.
سکوت النظام الايراني و صمته المريب حيال أي إتفاق يتم التوصل إليه بين المقاومة الايرانية و الحکومة العراقية، هو دائما بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، وان المساعي المختلفة التي بذلها هذا النظام منذ سقوط النظام البعثي في العراق عام 2003، من أجل تصفية قضية أشرف و إنهائها جذريا، لايجب التصور بأنها قد إنتهت او وصلت الى طريق مسدود، إذ من المعروف عن النظام الديني في طهران، انه يرنو دائما الى تغيير اساليبه و طرقه و يلجأ الى صيغ و انماط جديدة للوصول الى أهدافه و غاياته، ومن هنا، فإنه ليس بالضرورة أن يلجأ الى اسلوب المعاداة و المواجهة العلنية مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بمعسکر أشرف، لأن الوضع الدولي الحالي و الظروف السيئة التي يمر بها، لايسمحان له بذلك، ومن أجل ذلك فإنه يفکر بطرق و اساليب خاصة لإختراق الاتفاق من خلال النفوذ من الثغرات التي تسمح له بذلك، وهذه نقطة مهمة يجب ملاحظتها بدقة و الانتباه إليها جيدا.
البند الاول من البنود الستة التي أعلنتها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية و الذي يقول: (نقل جميع سكان أشرف بدون اي استثناء بامن وسلام مع عجلاتهم واموالهم المنقولة الى مخيم «ليبرتي» تحت الاشراف الدولي.)، يجب الانتباه الى تطبيقه جيدا ذلك لأن أي تجزئ او تبعيض او تشتيت فيه يقود بالضرورة الى المخاطر و الاحتمالات السيئة، ذلك أن تمرکز سکان أشرف في معسکر واحد جديد وليس في عدة معسکرات من شأنه حفظ أمنهم و سلامتهم و وقايتهم من کل الاحتمالات السلبية.
البند الثاني الذي ينص على:( . قيام الأمم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية بمراقبة المخيم الجديد على مدار الساعة لحين نقل آخر الاشخاص إلى بلد ثالث.)، هذا البند يضمن البند الاول و يتواصل معه حتى ضمان نقل آخر فرد من أفراد معسکر أشرف في المعسکر الجديد الى بلد ثالث، حيث أن عدم المراقبة الدائمة و المستمرة للمخيم من المحتمل جدا أن يؤدي الى حدوث إختراقات للمعکسر و بالتالي القيام بتنفيذ عمليات إرهابية من قبيل تفجيرات و إغتيالات او أي شئ آخر من هذا القبيل، وهو ليس ببعيد أبدا عن النظام الايراني التمرس اساسا في هکذا أمور وله باع لاينافسه عليه أحد.
البند الثالث الخاص الذي يؤکد على:( بدء عمل المفوضية السامية للاجئين.)، ضروري جدا لأن من شأنه طمأنة کل الاطراف على سير الاتفاق فوق سکة العمل الصحيحة التي تقود في النهاية الى محطة الامان لسکان أشرف و نجاتهم من کل الاحتمالات السلبية القائمة.
البند الرابع، وهو من البنود المهمة جدا لأنه لايزال موضع إختلاف و تفسير من جانب الحکومة العراقية حيث يقول هذا البند:( انتشار القوات العراقية خارج سياج المكان الجديد لا سيما تحظى مايقارب بالف امرأة مجاهدة بالرخاء والامن الكافيين.)، لکن يبدو أن الحکومة العراقية تفکر بأن يکون إنتشار القوات العراقية داخل سياج المکان الجديد و ليس خارجه، وبديهي أن ترفض المقاومة الايرانية بشدة رأي الحکومة العراقية، لکن رفضها ليس من باب رفض السيادة العراقية او عدم الاعتراف بالحکومة العراقية، وانما يعود برأينا أساسا الى عاملين مهمين هما:
ـ إحتمالات إختراق النظام الايراني لأفراد من القوات العراقية المنتشرة داخل السياج و تجنيدها من أجل تنفيذ مهمات إرهابية قد يصعب التکهن بفاعلها و کشفه، وهذا مايقود بالضرورة بالاوضاع بين سکان أشرف و الحکومة العراقية الى المربع الاول، وهذا من الاهداف المهمة التي يخطط لها النظام الايراني، وعليه، فمن الضروري ان يکون إنتشار القوات العراقية خارج سياج المکان الجديد حتى لايکون أي إحتکاك او مواجهة من شأنها بعثرة و إفشال عملية الحل السلمي من أساسه.
ـ حتى لو وضعنا مسألة إحتمالات عمليات إختراق لأفراد من القوات العراقية المتواجدين داخل سياج المکان الجديد لتواجد سکان أشرف، فإن الاوضاع الحالية للعراق و بعد إکتمال إنسحاب القوات الامريکية منه لايبعث على الطمأنينة، إذ أن سلسلة العمليات و التفجيرات الارهابية التي وقعت خلال الايام الماضية و التي سقط على أثرها أعداد کبيرة من العراقيين بين قتيل و جريح، طرحت و بشکل صريح حقيقة إختراق القوات الامنية العراقية حيث أن تنفيذ هکذا عمليات کبيرة ملفتة للنظر لن تتم مطلقا من دون وجود"أرضية مناسبة" و ظهير قوي لها في داخل تلك القوات.
النقطتين السابقتين تجعلان من مسألة إستقرار القوات العراقية داخل سياج المکان الجديد، أمرا ليس فيه وجه حکمة و لايخدم عملية تنفيذ الاتفاق بالصورة التي تجب، فذلك من شأنه أن يحطم و يدمر کل الجهد المنجز من أجل غايات و أهداف لاتخدم مصالح الحکومة العراقية و المقاومة الايرانية على حد سواء، وللموضوع صلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغامرات وأسرار.. بيكي تكشف أبرز التحديات التي تواجه البنات ا


.. استطلاعات: الولايات الأميركية المتأرجحة تبدي تغيرًا لصالح با




.. ناريندرا مودي يتولى رئاسة وزراء الهند للمرة الثالثة


.. لأول مرة.. مقاتلة أوكرانية تقصف العمق الروسي وتدمير مقاتلة ا




.. قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنيًّا وسط