الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذرا ايها الشعر, خذلناك.

أحمد توفيق

2011 / 12 / 25
الادب والفن


بالأمس فقط قبل أن يأتي الشعر إلى ديارنا أخبروه بأنه ذاهب لطيبة القمح ونخوة القهوة العربية ومروءة السيف الذي فقدناه.فكانت سهام قاتلة, أيتها المدينة مهما تحليت وازدنت بالطيبين فيك, ثمة من يعي كعب أخيل.
وكأننا لأننا انتبهنا وبعد وقت أنا لابد نؤتي المدينة شعرها وأبجديتها كي لا تستوحشنا وتغربنا,وعرفنا أن ثمة مدن تمد أغصانها مورقة للبلابل فتغدو أجمل , وتبذر في بيادرها السنابل فتمسي أعقل وأطيب وأكثر رزانة , أصبنا بخيبة في ما تبقى لنا من لغة وذائقة شعرية, من قال أن هنالك ثمة مدن لا تحتاج تهذيب؟!.
الشعر يا سيد الكرسي المبجل, عذرا لأننا لم نسال, أهل تحتملك المدينة في وطأة يوم ريح آخر العام؟ وعلى أعتاب عيد الميلاد ونحن شعب واحد والطفل من بيت المقدس.
ماذا سيخبر الطفل الكسير مدينته عن فتاة الجنوب.
ثمة أطفال لنا توسدوا صور زميلهم في مخيلتهم وناموا على مقربة من حقائبهم المدرسية ولربما قد أدى بعضهم وظائفه المدرسية لأول مرة احتفاء بمفردات أحبوها ونعست أهدابهم بفراش سنوات عمرهم المبرعمة حيث البراءة تكون أوضح فكان ما رأينا.
إلى الأمهات اللائي أتين متحدات بأطفالهن ويحلمن يوما بالفارس الصغير الذي يمسكن بيده ويقدنه بخطاه الغضة إلى الشعر عساه يركب صهوة الجواد ذات يوم, الجواد الذي لا يطيع دوما سيما في شرقنا الانفعالي.اعتذر لأني ببساطة كنت أريد أن تتم الفرحة.
إذا كانت ناكازاكي وهيروشيما قد استعادتا روحهما لماذا , تبقى المدينة مجرد معنى له وقع فندقي وفوضى سوق شعبي؟ لماذا؟!.
قشرت المعنى كثيرا ولا زلت ,فلم اعثر إلا على الكفاف , أين النواة وصدق النوايا, حتى حادث طارئ لا يكفي للتبرير!.
إذ كنا نهتف بأننا شعب حر كما القبرات , لماذ يطالب بعضنا بشرطي على أبواب القلب كي يتفحص الشعر في دربه إلى ذواتنا؟ألا يحرج ذلك الشرطي نفسه,وكيف سترد الجميل إلينا لغة تمر بالقرب من فوهة المسدس؟!!!
لم نطالب باكتظاظ الكلمات ولا بكثافة الرؤى, كل ما نادينا به إيقاع مطري في هذه السماء وعلى هذه الأرض اليباب وتضرع للغيم أن يهطل على جفاف أرواحنا, هل كفرنا؟! لا أريد جوابا قط!.
مثلا وعلى سبيل المثال, كيف سنقنع تراب كالعراقيب مثلا أننا أوفياء للغتنا من باب الاستئناس القومي ونحن تورطنا بالدم والسكين, اعلم أن الكثير عادوا خائبين, لكن ليخرج إلي واحد وليقنعني بجدوى الصمت إزاء حلم الجم بانفعال كان في طريقه إلى أن يصير قصة أطفال ممتعة أو دمية وادعة لأطفالنا نحن وليس لوحوش الغاب.
هل ستغفر لنا المدينة ما اقترف البعض منا؟, ذلك شأن المدينة نفسها, لن اعتب بعد اليوم على مدن تغمرنا بالاغتراب كما ادعيت من زمن, المدينة سيدة نفسها , لها أن تتقيأ على خذلاننا لها وترد كل ما نهديها علينا ولنا الصمت المطبق في تأنيب الضمير .
ما دام السكن في بيوت المدينة ثقافة وتربية وتهذيبا وفكرة وضرورة وصيرورة أنى لنا ذلك طالما أننا لم نجيد التعامل مع بيت شعر, لا أعمم ولكن هذا الذي حصل.هل المدينة ببديهيتها سوى ذلك؟!
من يمنح الآخر شرف الانتساب والنسب إلى جماليات الذائقة والذات؟ الجواب متروك للإيقاع في اسم المدينة.في فتحه وما يحمل من حركة في سكونه وما يحمل من سلام وفي كثافته وما يحتوى من معنى. كيف يسقط الاسم على معناه ولا نصونه بتشرذمنا تحت مظلة كانت من المفروض أن تجمعنا, تلك صلافة لا ترتضيها مدن مهجورة. لا اقصد القسوة بقدر ما اقصد الوفاء. نعم الوفاء تلك الكلمة التي تتعبنا كثيرا واغتصبناها كثيرا. سيما في المناسبات بطابع كرنفالي.
أريد حتما أن أكون كما الأوفياء أن أصون فضاء الروح في سقفها, ولكن اخجل كثيرا من صمتها الآني, يا أيتها الثكلى, سامحينا وأمهلينا وأعطينا الفرصة مرة أخرى كي نثبت أننا أوفياء, لأنك ببساطة تستحقين أكثر من ذلك.
دمتم بخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لن نخذلك ايتها الارض
Khaled ( 2012 / 1 / 1 - 13:11 )
رأيت العراقيب مذكورة في النص اعلاه وفكرت اذا كنا قد خطانا الشعر يوما فالأرض لا يمكن ان نخذلها يوما لا ولا يمكن ان نساوم على شبرا واحدا منا سوف نتذكر دائماً مقوله ذلك السلطان عمما فارضوه على الارض فقال أني افضل ان يقتطع جسدي قطعة قطعة على ان اقتطع شبرا من ارض فلسطين, اما بالنسبة للشعر عزيزي فلكم عندي بشرى انه سياتي الكثير من الشعراء والأدباء كلما استمرت النشار بالإنجاب .وشكرا.... خالد

اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث