الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهيار النزاهة مبنى ومعنى

ساطع راجي

2011 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أقوى التفجيرات التي وقعت يوم الخميس 22/12 إستهدف مبنى هيئة النزاهة وادى الى تدمير المبنى والحاق أضرار كبيرة بالمباني المجاورة وبرزت حكايات لافتة عن طريقة تنفيذ التفجير لا يمكن التأكد من صحتها وبالاخص الحديث عن مسلحين دخلوا المبنى بعد تفجيره واستولوا على الملفات او ما تبقى منها، لكن هذه الحكايات لا يمكن أن تكون بديلة عن الحكاية الكبرى عن انهيار النزاهة مبنى ومعنى منذ عدة أشهر قبل سقوط البناية في التفجير الارهابي.
في التاسع من أيلول الماضي قدم رئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي إستقالته بعد أن خاض معركة طويلة ببسالة استحقت اعترافا دوليا، لكن الرجل وصل الى طريق مسدود واعلن صراحة أن المتنفذين في السلطة يحمون الفاسدين ويعرقلون عمل هيئة النزاهة وقدم استقالته من موقعه في دولة يندر فيها حد العدم تقريبا أن يقدم أحد المسؤولين إستقالته، وبدل العكيلي الذي كان رئيسا بالوكالة مثل سابقيه تم تعيين رئيس جديد بالوكالة أيضا هو بالصدفة المحضة رئيس هيئة نزاعات الملكية بالوكالة أيضا، ومنذ ذلك الوقت دخلت هيئة النزاهة في سبات عميق واختفى بشكل لافت الاستبيان الشهري الذي كانت تقدمه هيئة النزاهة حيث كانت نتائج الاستبيان موضوعا لكثير من الشد والجذب وكان عملا مهما يمنح المواطنين والمسؤولين خارطة تقديرية لانتشار مرض الفساد واشكاله وحلقاته.
كان الحديث متواصلا خلال الاشهر الماضية عن وجود ملفات فساد وقضايا كبيرة واستبسل اعضاء لجنة النزاهة النيابية في تصريحاتهم الاعلامية عن تصديهم للفساد بالتهديد والوعيد لكن لا شيء يحدث عمليا، لقد كان انهيارا طويلا ومريرا لعملية مواجهة الفساد وهي عملية لم يتبق منها الا الشعارات والتصريحات العابرة التي تطفو من وقت لآخر من باب التسلية والتنويع في الأزمات التي ساهمت في دفع المواطن الى الضجر من العبث بعقله بحجة مواجهة الفساد حتى إن الامر لم يعد جذابا خاصة مع مواصلة العراق في السيطرة على المواقع المتقدمة في سلم الفساد حسب دراسات المؤسسات الدولية.
عمل النزاهة ذهب ضحية للأزمات السياسية وللحروب التي يخوضها الخصوم المتصارعون على السلطة وطريقتهم في ادارة المؤسسات وهي الطريقة القائمة على الولاءات الطائفية والحزبية والقرابية هذه الطريقة قتلت عمل هيئة النزاهة ودفعت الى الاستسلام أمام وحش الفساد والتعود على مساكنته وبالمثل قادت الى الى سلسة التفجيرات الاخيرة ومنها تفجير مبنى هيئة النزاهة واحالته الى ركام، فصار المبنى والمعنى في حالة واحدة، وبرز الخراب الذي خلفه الفساد شامخا مدويا محطما لا شيء يوازيه الا التفجير الارهابي الذي ضرب مبنى هيئة النزاهة في الكرادة، فعصف بحياة الابرياء والمسالمين من الموظفين ورجال الامن وسكان البنايات والمحلات التجارية.
النار التي إشتعلت في مبنى النزاهة والدخان الذي تصاعد كان إشهارا لحجم المشكلة التي يواجهها العراق في السياسة وامتدادات هذه المشكلة بطريقة كارثية الى كل أوجه الحياة، لكن ما حدث لمبنى هيئة النزاهة وقبل ذلك ما حدث لعملها هو أيضا الصورة المعتمدة لمعالجة الامور في البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟