الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حظ لم يأتي بعد

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2011 / 12 / 26
الادب والفن



نوره كان يكفي لإيقاظ كافة الخلايا الناعسة في كيان يكاد يواصل الليل بالنهار في تثاؤب العاجز الذي امتد به العمر عتيا أو الصغير الذي ما يزال في مهده، فكلاهما ربما يحتاج لمن يذكره بفلول الشمس وحضور القمر، كان يكفيني أن أقول فيه أن الحياة ربما تقدم لنا من الخير أكثر مما نستطيع استيعابه، كان يكفيني أن أقول فيه أنني من خلاله وبه استطيع مقاومة جوع النفس البلهاء التي انتعشت بعد تحجر.
ضرب من صور ومشاعر وانفعالات تجول بخاطري، وأنا أراه طيفا يفتح لي الطرق التي لم أكن أتخيل أنني سأسلكها ذات يوم إلى عالم آخر من الجد والاهتمام لما كان من غير الممكن أن يكون ممكنا.
كان سؤال يلح علي، أين أنا؟ أين يكون حظي ؟ لماذا أكون أنا خارج نطاق المجرة، لماذا أعاني من أثار وأشباح الطرق التي لا تضل سبيلها إلى عالمي. معه أصبحت رحالة لها طريق طويل لا حدود له، معه أصبح لي نهار، له ما يليه، معه صور الفنجان أصبحت لا تحتاج إلى عراف لتفسيرها، حياتي تغير لونها وقلبي بات مكانا للفرح. أصبحت لي روح الصباح المشرق، فلم تعد هناك سحب داكنة تحجب عني الحياة، ولم تعد هناك حسرات على ساعات لم يعد بالإمكان استردادها أو حتى الحاجة لها، معه الزهور لم تعد ذابلة.

البارحة وأنا أرى عامل التنظيفات يكنس الشارع المليء بأوراق الشجر بمقشته المشهورة في قصص الجدات وفي يوم عاصف، رحت أسائل نفسي هل تراه قد ضل طريقه ولم يختار الساعة المناسبة لإتمام مهمته، هل تراه لا يرى كم من الوقت سيمضي، وكم من الأيدي سيحتاج حتى يلاحق عثرات الطريق التي لم تكن بحسبانه، كم من الحجج سيرفقها تبريرا لسوء النتيجة التي سيخرج فيها، كان كأنه المسافر الذي وصل إلى مدينة بعيده عنه لا يعرف إلى أين سيذهب ولا حتى أين يقف. كثيرا ما نقترف حظ عامل التنظيفات، فنقوم حين لا يجب أن نقوم، ونناضل في المكان الذي لا يحتاج إلى نضال، ونسعى بغير الطريق الذي لا نهوى المسير فيه، معولين على الحظ الذي لا يأتي ، وكأننا لا نستطيع الذهاب إليه.
كثيرة هي المرات التي نلعن فيها الحظ الذي لا يأتي، وكثيرة هي المرات التي نبكي فيها فرص ضائعة نتيجة عقائدنا القاهرة التي تستند على المصادفة لا على المنطق، ننسى فيها أننا نتحمل جزء كبير من الحظ الذي يضل طريقه إلينا.
الحظ لا يهب فجأة ولا مصادفة، الحظ لا يأتي ونحن نرقد نياما تاركين الشمس وضياءها خلف ستائر ملت العتمة، نستطيع أن نصنع الحظ إذا ما كان بابنا مشرعا على الأمل والتفاؤل، قد يأتي الحظ متعثرا بكثير من الشدائد، ولكنه لا بد أن يأتي إذا ما خلعنا عنا غطاء التشاؤم الذي لا يضل طريق من يراسله.
في عيد ميلادي الذي احتفلت به قبل أيام قليلة، كنت في حالة توازن مع نفسي فلم تكن لي حاجة لاستدعاء المطرب فريد الأطرش ليشاركني بأغنيته البائسة عدت يا يوم مولدي، عدت يا أيها الشقي كما كان حالي في العام الماضي، إذ كان من الطبيعي وأنا اعبر بنفسي من حالة التثاؤب المتواصل إلى حالة من رخاء الأفكار والأمنيات المتحققة أن تتجه بوصلة الحظ لدي إلى 180 درجة تفاؤل وأمل حتى أقول أن الإنسان يستطيع أن يصنع حظه وان متأخرا، فالحظ ليس ضرب من المحال. بل ضرب من الإرادة والعمل الدءوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ^__^
jakleen haddad ( 2012 / 2 / 20 - 18:10 )
فالحظ ليس ضرب من المحال. بل ضرب من الإرادة والعمل الدءوب.
كثييييييييييير رائع
^_^


2 - شكر وتقدير
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 2 / 20 - 19:05 )
تحياتي جاكلين اشكرك على التفاتك الرائعة بصراحة انت الرائعة
كل التحية لك

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي