الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في هذا العراق لا أثق بالساسة ... كل الساسة

هفال زاخويي

2011 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لقد كثر الساسة في العراق الديمقراطي الجديد بشكل لا سابق له ... تكاثرهم يذكرني بتكاثر حب عباد الشمس في سنوات السبيعينات عندما دخلت العراق البذرة الأميريكية منها وكانت مثيرة في غزارة انتاجها ... طبعاً مع فارق ان بذرة عباد الشمس مفيدة جداً للجسم لإحتوائها على الدهون المفيدة في حين ان السياسيين العراقيين لم نلمس منهم شيئاً بإستثناء ضمان وتأمين مصالحهم على حساب جسد العراق المريض الذي هو بحاجة الى سياسيين يحملون طبائع بذرة عباد الشمس لا طبائع الاستبداد والاستئثار بالمال العام والثراء الفاحش على حساب عوز الملايين في ظل وضع أمني هش متدهور وأوضاع خدماتية معيبة ومخجلة ، وفي ظل غياب تام لقاعدة " من أين لك هذا؟"، وفي ظل خدعة القانون الذي لا يطبق الا على الكتاب المشاغبين من أمثالي ولا يطبق على سياسيين لصوص ووزراء لصوص ومسؤولين حزبيين لصوص ، ولا يطبق على الزعماء والقادة وأبنائهم وخدمهم وسواق سياراتهم الذين يجب ان نتوسط لديهم حتى " تمشي شغلاتنا" ونقف خلف ابوابهم كالمتسولين...!
اكتب اليوم بعيداً عن الأزمة المالكية الهاشمية الجديدة في العراق ، فالأخوة الأعداء يدركون اللعبة وكلهم شركاء في محنة الشعب العراقي ولو بشكل نسبي ، وهذا التناحر والمكائد بينهم "إنما هي الدنيا يتكالبون عليها " وهذه الأزمة تؤكد الثقافة الطائفية لدى كل الأطراف الحاكمة دون إستثناء ... هذه أزمة ستمر ، تشبه كل الأزمات التي انتهت، ولم ينته نزيف الدم العراقي كما لم ينفد تحمل الإنسان العراقي ،لذا لن أكتب الا عن السياسة واللصوصية في العراق ، مهنة قديمة جديدة ، بأسم الدين يسرقون ، بأسم الوطن يسرقون ، بأسم القومية يسرقون، بأسم العدالة يسرقون ، بأسم الحزب يسرقون ، خصوصاً في وقت وعصر تسود فيه فوضى القيم والمباديء وتتداخل لتنتج خليطاً مسموماً من الأفكار من خلال شعارات رثة بذيئة سمجة سخيفة ، ومن أكبر أكاذيب هؤلاء الساسة هو حديثهم المستمر عن الوطنية والوطن وخدمة المواطن..!.
اعرف سياسيين يمتلك ابناؤهم ملايين الدولارات والاف الأمتار المربعة من الأراضي ، وعقارات لا تعد ولا تحصى في داخل البلاد وخارجها ... سأكون كثير السذاجة ان ادعيت بأني الوحيد الذي أعرف ذلك ، فكل ابناء الفقراء يعرفون ذلك وكل البسطاء يعرفون ذلك ، وكل الشباب المحرومين من ابناء هذا الشعب يرون عربدة أبناء الحيتان من هذا الشعب ... حتى الحيتان علمنا بأن زيوت أكبادها مفيدة للجسم ، لكن حيتاننا مضرة وهي لا تشبع ،افواهها ،كفم جهنم ،تصرخ "هل من مزيد".
هذه "الطبقة الجديدة" التي لا تشبع حلت محل الطبقة الوسطى المنتجة ، جاءت عن طريق السياسة لتستأثر بكل شيء، وتعيث في البلاد فساداً ، من المعيب والمخجل ان يتحدث قائد او زعيم في هذا البلد من اقصى كردستانه الى اقصى جنوبه عن القانون وسيادة القانون ويدعي أن "لا أحد فوق القانون" ، هذا الكلام محض إدعاء ، وأنا لا أثق بهؤلاء الساسة ولو نزل عليهم ملكاً رسولاً ...وهذا ما لن يحدث في زمن وأرض أبت الملائكة ان تنزل عليها من هول خطايا الساسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وكيف نثق بهم بعد الان
عزيز رشيد حسن الحريري ( 2011 / 12 / 25 - 22:03 )
عشت يا اخ هةفال لقد اصبت كبد الحقيقة في مقالك هذا ، فعلا انك وانا وغيرنا محقون في ان لا نثق بعد الان بالساسة وكل الساسة العراقين ودون استثناء لان ما يقولون عن القانون وسيادة القانون والدفاع عن الفقراء والمعدمين وصالحهم ، والدفاع عن قدسية ارض الوطن والمصالح والمبادئ المشتركة هو مجرد كلام وليس شيئا اخر ، وهو هباء في هباء ، ولكن لنرى كيف يكون مصيرهم في قادم الايام ، هل سينالون جزاء فعلتهم النكراء ام سيبقون الى الابد وهم حاملون لهذه الافكار والقيم الشنيعة والفاسدة ، الا انني على يقين بان الشعوب الحية ستاخذ بثائرها عاجلا ام اجلا . وسينقلب على رؤسهم كراسي الحكم المتهرئة ، وحينذاك يرون مصيرهم الاسود بام اعينهم انشاءالله .

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي