الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد الشعب بالضبط؟

خالد الزكريتي

2011 / 12 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لم يستفق بعد الرفاق الفبرايريون أنصار "وحدة الشعب" من الصدمة التي خلفها قرار حليفهم الإستراتيجي "العدل و الإحسان" القاضي بفك الإرتباط بهم من داخل وعائهم الوحدوي "حركة 20 فبراير"،بالرغم من أن هذه الصدمة لا يوجد ما يبررها لو لم يضع هؤلاء الرفاق كل بيضهم في سلة العدل و الإحسان ، وكذا لو لم يرهنوا مصيرو قضايا الكادحين المغاربة في التحرر بالقواعد الموهومة و المخدرة بالخطاب الديني لهاته الجماعة،و التي ساهمت الدولة البورجوازية في تفريخها عن طريق اتباع سياسة التجهيل و نشر الأمية في صفوف أبناء الكادحين، و هاته الصدمة هي التي تفسر ردود أفعالهم طيلة الأيام التي تلت صدور بيان "الجماعة" ،و توزعت هاته الردود بين المخونة و المتهمة للجماعة حليفة الأمس بخيانة آمال الجماهير أو بالأحرى آمالهم هم،وبين من اعتبر أن انسحاب "الإخوان" هو بمثابة ولادة جديدة للحركة،بالإضافة الى طرف ثالث لزم الصمت إلى حين إتضاح الصورة أكثر و اتضاح مدى تأثير هذا الإنسحاب في انحسار دور الحركة في الحراك الإحتجاجي الذي يعرفه المغرب.
لقد حصل ما كنا نخشاه و نبهنا إليه الرفاق الفبرايريون،لقد قلنا مرارا أن خطوتهم الوحدوية مع "الجماعة الرجعية" سيكون لها أثر سلبي على الحركة الإحتجاجية بشكل عام، و لم نكن إزاء هذا الموقف من مكسري وحدة الشعب كما اتهمنا البعض، بل حاولنا فقط تحليل بعض التجارب العالمية سواءا التاريخية أو الراهنة المرتبطة بالثورات و الإنتفاضات الحالية التي تعرفها المنطقة العربية و المغاربية، و توصلنا بعد ذلك لتلك الخلاصة الرافضة رفضا مبدئيا لأي تحالف أو تنسيق من داخل القاعات المغلقة مع الظلاميين تحت أي مبرر كان ،حتى و إن حاول البعض تأطيره بشعار علمي و لكن بعد تحريفه و إخراجه من سياقه التاريخي "الضرب معا و السير على حدى".
إن المشترك بين ردود الأفعال الثلاث التي أشرت إليها أعلاه هي محاولة إسقاط منزلقات و مآسي الحركة على "العدل و الاحسان" ،مع أنهم يوم واحد قبل بيان "الجماعة "كانوا يدبلجون خطب الود في حقها و يعتبرونها تيار سياسي مبدئي يدافع عن حقوق المقهورين بكل مبدئية و تجرد؟؟و يرفضون أي تنسيق يساري لا تكون الجماعة طرفا فيه، وما حدث في آخر إجتماع للتنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء و تدهور الخدمات العمومية بطنجة لخير دليل على ما أقول ،صدق من قال "ملي كطيح البقرة كيكترو جناوا".
يجب أن نقول و بكل مسؤولية أن حركة 20 فبراير انتهت سياسيا منذ شهور،لأنها أصلا ولدت ميتة لا من حيث أرضيتها و برنامجها و لا من حيث مكوناتها التي جمعتها الإنتهازية السياسية لا أقل و لا أكثر ،وكل من ظل متشبثا بمبادئه و مخلصا لهويته اليسارية التقدمية و تحلى بالشجاعة السياسية و أعلن عن هذا الموقف دون أن تغره جحافل الظلامية ،ووجه بالعديد من الإتهامات المجانية من قبيل" العصبوية و اليسراوية و مكسري وحدة الشعب" الى غير ذلك من النعوت و الأوصاف،إلا أن الأحداث و الوقائع بينت مدى سلامة موقف هؤلاء الرفاق، فمن حيث الشعار الؤطر لهذه الحركة "إسقاط الفساد و الإستبداد" لم يتأسس عن أي تحليل علمي بقدر ما سطر من أجل تجميع أكبر عدد من الإنتهازيين الذين يتعششون و ينتعشون في العموميات وإعتباره برنامج حد أدنى بينهم، وهو شبيه لحد ما بالشعار الذي يرفعه بعض الرفاق في الجامعة "مواجهة ما يمكن مواجهته في أفق المواجهة الشاملة"، شعار يعني كل شيئ ولا يعني أي شيئ في نفس الوقت ،فالماركسسين دائما في ممارستهم النضالية يواجهون ما يمكن مواجهته،وقد حذرنا الرفاق بان من شأن خلط الرايات هذا أن يساهم في نشر الضبابية في صفوف المواطنين و يكون المستفيد الأكبر منه هو النظام و في الدرجة الثانية "جماعة العدل و الإحسان"، وقد عبرنا عن موقفنا هذا في عدة مناسبات سواءا قبل أو بعد 20 فبراير، و أتذكر هنا في إحدى الندوات التي سبقت تاريخ 20 فبراير في طنجة عبرت عن هذا الموقف قبل أن ينتصب أحد الرفاق من أنصار "وحدة الشعب"و اعتبر أن هذا الفرز السياسي و الفكري في صفوف المجتمع الذي أدعوا اليه لن يخدم الا النظام أو بالأحرى "المخزن"، وكان أحد الرفاق قد وضح ذلك في مقالة بعنوان"عندما يصبح الصراع الطبقي يخدم النظام ..هكذا يروج أصحاب اللاموقف"، وعندما كنا ننادي بأن المطالب الإجتماعية الملموسة يجب أن تكون على رأس أولويات اي حركة إحتجاجية من قبيل المطالبة برحيل شركات الخوصصة، كنا ننعت بضيقي الأفق و أكثر من هذا تم التنكر لبرنامج نضالي سطرته تنسيقية مناهضة الغلاء ضد شركة أمانديس بمبرر أن المرحلة هي مرحلة النضال السياسي و أن الحركة الإحتجاجية تجاوزت هاته المطالب البسيطة ، وبعد عشرة أشهر من "النضال السياسي" عاد الرفاق الفبرايريون إلى الاقرار بأن مطلب رحيل أمانديس هو من الأولويات بدعوى أنه قرار "الجماهير الشعبية"، ومن حقنا أن نتساءل هنا، إذا كان هذا هو قرار الجماهير الشعبية فعشرة أشهر من "النضال السياسي كان قرار من ؟؟
إن هموم و قضايا البسطاء لا يجب أن نستعملها كقنطرة للوصول إلى مصالحنا السياسية الضيقة، وبالتالي يجب على هؤلاء الرفاق الذي يبدو أن صدمة إنسحاب حليفهم أعادت لهم رشدهم أن يقدموا الحساب عن هذا "النضال السياسي"،و أن يقدموا النقد الذاتي لهاته الجماهير التي يتحدث باسمها الرفاق الفبرايريون إذا كنا فعلا نريد بناء فعل نضالي مؤسس و مؤطر بشكل علمي و ليس "ارادوي"،يضع المطالب الإجتماعية الانية في مقدمة الأولويات ،أما تغيير الشعارات ب 180 درجة دون أي تقييم فما هو إلا ضحك على ذقون هاته الجماهير،لنطرح السؤال عن أنفسنا ماذا يريد الشعب بالضبط؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطاب ملغوم
محمد بودواهي ( 2011 / 12 / 26 - 10:41 )
هدا الخطاب السياسي الملغوم يمكن ان يصدر من اي رجل سياسة كان إلا أن يصدر من مناضل يساري فأنا أشك في دلك....

تكلم كما شئت إلا أن تنعت نفسك بالمناضل اليساري - كيفما كان هدا اليسار - فهدا كدب وتجني مفضوحين ...


2 - متى كان اليساري يرفض التقييم
خالد الزكريتي ( 2011 / 12 / 26 - 13:15 )
لك الحق في توزيع صفة اليساري على من شئت،و لكن لا يمكنك انكار أن التقييم و اليقويم و النقد الذاتي من صميم الفكر اليساري ،أما التهرب من تحمل المسؤولية فهي ملازمة لانتهازية السياسية.

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة