الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيها حاجة حلوة

مجدي مهني أمين

2011 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هند نافع حاجة حلوة (أنظر الرابط الأول)، رغم انه قد تم سحلها وتم خياطة 35 غرزة في رأسها،

- 35 غرزة! فيه حد يضرب الثائرات سلميا بمثل هذه الدرجة من البشاعة!

وتظل هند حاجة حلوة، تظل علامة مهمة من علامات الحاجات الحلوة التي ذكرها أيمن بهجت قمر في كلماته (أنظر الرابط الثاني). هند حاجة حلوة في مصر؛ حاجة حلوة بتتعذب. صديقتها التي كانت تتحدث بجوارها إلى البرنامج الإذاعي الموجود على الرابط هي كمان حاجة حلوة، لأن هند في شريط الفيديو لم تكن قادرة على أن ترد على أسئلة المذيعة، المحامون المساندون لهند المقيدة بالكلابشات رغم إصابتها، هم كمان حاجة حلوة، حاجات حلوة باقية كي تحفظ لمصر معانيها الحلوة.

هند معيدة في تربية طنطا، بتحضّر الماجستير، يعني الطريق قدامها واضح ومضمون، وكتابة الرسائل عملية حرفية، أكيد هند ها تتقنها، وتكتب الرسالة التالية، الدكتوراه، وتعيش كعضو هيئة تدريس مكانتها المرموقة، وألف من يتمناها، وما حدش في يوم ها يسألها لو كانت راحت ولا ما رحتش التحرير، ولكن هند وصديقتها تركتا المضمون وذهبتا وراء المجهول، أو بالمعني الأكثر دقة وراء المؤكد، وراء ما تؤمنان به، وذهبتا حتى النهاية.

فيها حاجة حلوة، فرغم إصابتها وفراشها غير المجهز لرعاية مصاب، ونقص الدواء أو عدم وجود مسكّن يقلل من آلامها المبرحة؛ رفضت هند أن تستقبل المشير الذي حضر لعيادة المصابين، تحرك فيها الثائر إبن البلد، ولم يتصرف السياسي اللي كان ممكن يلف ويدور ويتحايل على نفسه، ويرى في زيارة المشير فرصة كي يحسن ولو قليلا من وضعها المزري في مكان علاجها، ولكنها رفضت أن تمنح المشير المسئول عن كل عمليات الهجوم على الثوار حق معايدة المصابين، فهذا خلط للأوراق رفضته هند حتى تبقى المواقف واضحة بين من أصاب ومن أخطأ.

حاجة حلوة، حين اندفعت عزة هلال (أنظر الرابط الثالث)، صاحبة الجاكت الأحمر، كي تلحق بالفتاة التي قام الجنود بسحلها وتعريتها، حاولت بشهامة أن تغطيها، تقول عزة وسط آلامها:

- جريت عليها علشان أغطي هدومها وأشيلها، هي كانت خالصة (ق 0.42).

وفشلت عزة في الوصول للفتاة، وسقطت عزة تحت ضربات الجنود، التي تركت جروحا غائرة في الوجه والرأس، كي ترقد مسخنة بجراحها. قالت عزة بعد أن استعادت بعض وعيها (أنظر الرابط الرابع):"هم ما عندهومش رحمة، ما عندهومش إحساس (ق 7:27)"، وتساءلت " إزاي بيدو نفسهم الحق اللي بيدوه لنفسهم ده؟ إزاي بيقدروا يضربوا فينا؟ على أي أساس؟(ق 8:08).

حاجة حلوة تانية، عندما جرت غادة كمال كي تنقذ الدكتورة فريدة الحصي من يد الجنود، فنالها الضرب وفُتحت رأسها وسُحبت هي والطبيبة لداخل مجلس الشعب، لتقع غادة تحت رحمة الرائد حسام ، طبقا لما جاء في حديثها، حتى أنقذها الطبيب زياد وأخرجها هي وسبع فتيات من مجلس الشعب، وتهتز غادة لقصة شخص ترى أن قصته أهم من قصتها (أنظر الرابط الخامس):

- فيه موقف أسوأ من موقفي، لو ما تهزلوش إنسان يبقى مش ها يهتز لحد تاني، واحد شكله حد غلبان قوي، راسه كلها مفتوحة، وواضح ان له حاله مع الله، قاعد يقول مدد يا سيدنا النبي، ما بيعملش حاجة؛ بيضربوه ويشتموه، وهو ما بيعملش حاجة غير إنه بيستعين بربنا (ق 11:30).

وتذكر غادة حاجة حلوة أخرى، لهؤلاء المغمورين من لايزالوا محجوزين في مجلس الشعب، الناس اللي مش معروفين خالص، هؤلاء الأبطال المغمورين..." تلاقي – منهم- الشاب اللي يخرَّج بنت من الصف الأول علشان يقولها انت متعلمة وأنا كدة كدة ضايع، وهو يقف في الصف الأول ويموت، ده طبعا بطل، بطل لا يسلط عليه الضوء، دول دلوقت مسحولين، وإذا لم يحدث ضغط؛ الناس دي مش ها تخرج" (ق 13:35).

و تقودنا غادة للدكتورة فريدة الحصي، التي نزلت متوجهة للمستشفى الميداني عندما علمت بوجود عدد كبير من مصابين في رأسهم بسبب ضرب المتظاهرين بالطوب، وقبل الوصول للمستشفى داهتمها الشرطة ولم تفلح محاولات غادة ولا نور أيمن نور في إنقاذها بل محاولاتهم كانت سببا في سقوطهما هما أيضا في يد العسكر، ليُسحبوا جميعا إلى داخل مجلس الشعب، وتصف فريدة عمليات السحل والتحرش والإهانات التي تعرضت لها لمجرد كونها طبيبة جاءت لإسعاف المصابين، وأوضحت فريدة لحظات الرعب التي تعرضت لها هي وباقي المصابين والمصابات (أنظر الرابط السادس) ، و أخيرا عندما تدخل أحد القيادات للإفراج عن الثوار، سألته فريدة: "ليه باضرب واتهان ويتحرشوا بيّ؟" فكان رد المسئول العسكري "انتم خربتم مباني كلفت الدولة الملايين"، وكان رد فريدة :

- أنا اتقبض عليّ في الشارع ( يعني لم يقبض عليها متلبسة بأي نوع من أنواع التخريب)؟
- انت عايز تساوي مبنى بروح بني آدم؟ عايز تساوي طوب بكرامتنا؟

وأضافت:
- واحدة زيي أو غيري ممكن يطلعوا بعد كدة ينهاروا نفسيا وما يعرفوش يكملوا حياتهم، أنا من الناس دي اللي ممكن يجي لي انهيار عصبي وما عرفش أكمل حياتي.

يعني شباب يتقدم الصفوف ويستشهد ويصاب وممكن بعضهم ينهار، تحت ضرب مبرح ورصاص حي وسحل وهتك عرض؛ أخدت هند بسببه 35 غرزة، وكان يمكن أن تكون كل حياتها نتيجة لهذا الهجوم العبثي ، وجلست على إثره عزة تصرخ من آلام جروحها، ولم تصدق بعده غادة وفريدة كيف نجتا من هذا الآتون دون أن تنتهكا بما هو أكثر من الضرب والسحل. تضحيات تلو تضحيات من أبطال وبطلات تضامنوا معا من أجل ما يؤمنون به، وألقوا بذواتهم دفاعا عن مصر التي يرونها كي تكون حرة كريمة ديمقراطية، جادوا بذواتهم علشان يبنوا مصر؛ فالحضارات تُبنى بالتضحيات التي تقدمها الشعوب من أجل ما تؤمن به.

تضحياتهم ونبلهم وروحهم الفدائية حاجة حلوة بتنور وجه مصر في وجه من أرادوا أن يطفئوا هذا الضوء من أجل مصالح سياسية ضيقة. تضحياتهم بتعلمنا ممارسة سياسية من نوع جديد، نوع راقي، حاجة حلوة.

الروابط
1. http://www.youtube.com/watch?v=BEaxOtlsUHg
2. http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=XtkfNqgKTwk
3. http://www.youtube.com/watch?v=t7jSweu1oBc&feature=related
4. http://www.youtube.com/watch?v=R0OM5qA1ULQ
5. http://www.youtube.com/watch?v=lU_0SEGnCRY&feature=related
6. http://www.youtube.com/watch?v=nlo8a6CU8aw








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في