الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراخ لن يخلق ايضا امة اسلامية ولا قومية عربية:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تبهرني بل واكاد احسد البعض على قدرتهم التقنية في متابعة التصريحات وربطها والاستدلال بها وتوظيفها على صورة تحريض سياسي تخدم منطلقات ايديولوجية عرقية متخلفة سابقة التحقق في بنائهم الفكري, لكن ما يحد من هذا الانبهار بهم ان نواقص تجلياتهم الفكرية ايضا واضحة,
ان التعامل الانتقائي مع الحقائق الموضوعية هو اقرب ما يكون الى شهادة زور تضلل العدالة, لكنها هنا تضلل الاحساس السياسي الجماهيري, ليس لان مصداقيتهم الحضارية تقصد ذلك, لا, فانا لا اتهم نواياهم بالسوء, لكن ذلك للاسف يتحصل فيهم نتيجة قناعات غير مستندة لقراءة علمية موضوعية لا لمسار العلاقات التاريخية بين المجتمعات, ولا للتمايزات بين مصالحها في الواقع الراهن,
ان مقارنة مثلا بين مقولة الاخوة الدينية التي نادي بها الفكر السياسي الاسلامي الاخواني والسلفي قبل وصولهم لمشارف الحكم وتصريحاتهم عن الاولويات القومية بعدها, كان له ارتداد سلبي كبير في المجتمع الفلسطيني على قوى الاسلام السياسي, وقد تجلى هذا الارتداد السلبي الكبير على صورعديدة من اشكال التعبيرات اللغوية العاطفية, لكن الحقيقة الموضوعية التي تبرز والتي يجب الاقرار بها والخضوع الواعي لها هو ان الواقع يبقى اقوى من الارادة والنوايا, لذلك لا يجب تشويه الاحساس والفكر المجتمعي باوهام لا ينطوي عليها الواقع الموضوعي.
انا ادرك تماما ان نوايا الاخوان المسلمين والسلفيين في الاسهام في تحرير فلسطين صادقة, ليس في مصر فحسب وانما في كل المنطقة, كذلك الامر بالنسبة للقوى الاسلامية اخرى, غير ان ذلك يصطدم بترتيبهم للاولويات من موقع الحكم, حيث يجبرون لحظة ذلك على ابقاء تحرير فلسطين تاليا على الحفاظ على مصالح مجتمعهم الخاص, اي مصالحهم القومية,
ان نقدي كفلسطيني لتصريحات رموز الاخوان والسلفيين في مصر حول الالتزام باتفاقيات كامب ديفيد, ينطوي على تقديري لحسابات اولوياتهم القومية المصرية, التي يرفضون للاسف الاعتراف بخضوع منهجيتهم لها, وتحكيم شروطها في علاقاتهم مع الاخرين بغض النظر اكانت المصالح الفلسطينية او غيرها, وانا كفلسطيني لا انكر عليهم هذا الحق, لانني في المقابل ومن منطلق ايماني بالندية والتكافؤ القومي, اطالبهم بتعديل اتفاقيات ملاحق كامب ديفيد المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي اجحفت بحقوقنا لقومية الفلسطينية على اساس الاتفاق المنفرد بين مصر والكيان الصهيوني ودون تشاور مسبق لهم مع منطمة التحرير الفلسطينية, فهذا الاتفاق الى جانب عوامل اخرى كان يحدد وينظم ويوجه موقف النظام المصري السابق من الحقوق الفلسطينية ولصالح الكيان الصهيوني, ولم يكن من حق مصر الرسمية تحديد مصير القومية الفلسطينية, حيث لم يكن اجحاف اتفاق نظام السادات مع الكيان الصهيوني بافضل من اجحاف بريطانيا بحقنا في وعد بلفور,
هنا ساكتفي بهذه الفاتورة من المطالبة السياسية الفلسطينية لمصر الثورة الاسلامية والليبرالية معا, اما فاتورة علاقة مصرالرسمية السابقة منذ عام 1948م وحتى الثورة المصرية الراهنة فعفا الله عما سلف, رغم ان تلك الانظمة المصرية شاركت فعليا خلالها بتثبيت الحلقة الصهيونية الراهنة على حساب مصير شعبنا وحريته وحقوقه, بما فيها حقبة النظام الناصري,
ان حالة الدفاع الاقليمية العامة ومنها حالة الدفاع المصرية, المستمرة ضد عدوانية الكيان الصهيوني ونزعته التوسعية, لا يمكن سياسيا وثقافيا احتسابها لصالح نية تحرير فلسطين, بل لحالة الدفاع عن الاستقلال والسيادة الاقليمية والمصرية منها وهو ما نثمنه عاليا ونسانده ونؤيده, فلا نرغب في سماع تبريرات بهذا الاتجاه وان كنا نقدر ونثمن الدعم والاسناد المصري للنضال الفلسطيني من اجل التحرر والذي ينطوي ايضا على مناورة تخدم مصالح مصرية عليا,
ومع ذلك فاننا نشكر الاخوان المسلمين والسلفيين في مصر, على تصريحاتهم التي تعطي الاخوان المسلمين والسلفيين في فلسطين درسا في الولاء القومي وافضليته على وهم الولاء الروحاني متمنين على اخواننا في حزب التحرير وكل الاتجاهات الاخرى اخذ عبرة هذا الدرس اثناء قرائتهم للاية الكريمة ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى.....) عوضا عن اعتبارهم منظمة التحرير ( ضرارا) ناسين انهم هم ( الضرار الذي كان يختبيء في ذلك المسجد ويترصد المسلمين) حيث امر الله بهدم المسجد ليكشف المنافقين والمسجد هنا ياخذ صورة حزب التحرير. هذ الحزب الذي يعارض مشيئة الله وارادته في تنويع تشكيل الوجود الاجتماعي الانساني على صورة هيئات وهويات قومية متمايزة,
وليس بعيدا عن هذه الصورة نجد تناقض منهجية القوميون العرب مع ادعاءات الاخوة العرقية العروبية, متناسين ان تقاسم فلسطين مع الكيان الصهيوني والتخلص من حركة المقاومة الفلسطينية ومنازعة منطمة التحرير الفلسطينية تمثيل الشعب الفلسطيني كانت الاسس الراسخة لعلاقاتهم بالقضية الفلسطينية, وانه لا فرق في الحقيقة بين ان يقول المذيع فيصل القاسم ذبحتونا برب فلسطين, او ان يقول وزير اردني سابق ممن شاركو في ذبح المقاومة في الاردن كاذبا وبوقاحة ان القضاء على المقاومة الفلسطينية في الاردن كان من اجل تفادي ان يكون الاردن وطنا بديلا لفلسطين, ودون ان يزعج ذلك اصطياف المرحوم عبد الناصر, في حين ان الحقيقة كانت من اجل الاستفراد بتمثيل الشعب الفلسطيني في التسوية,
بل للاسف نجد من لا يزال يحمل القيادة الفلسطينية مسئولية سلخ القضية والمجتمع الفلسطيني عن عمقه العربي دون ان يلتفت الى حقيقة ان الانظمة العربية هي التي انهكت المقاومة الفلسطينية بمعارك متتالية وهيأت للكيان الصهيوني ان يوجه الضربة القاضية لوجودها في لبنان تحت سمع وبصر الجيش السوري الهمام الذي يوجه الان اسلحته لصدور شعبه, ودون ان يعترف القوميون ان الانظمة واصلت انهاك منظمة التحرير لفلسطينية بالحصار والتضييق الى ان اجبرتها على الدخول في اتفاقيات اوسلو
من الصحيح اذن ان صراخ التصريحات السياسية لا يجدي, كما يقول كاتب ولكن نساله هل يخلق صراخ الفكر العرقي كتابتا ونشرا قومية عربية من العدم؟

خالد عبد القادر احمد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة