الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحدي القريب

مرتضى الشحتور

2011 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تعد قضية التعامل مع القوانين والانظمة والاتفاقيات من بين ابرز التحديات التي تواجهها الدول والشعوب داخليا وخارجيا ،ذلك ان زمن وظروف توقيع الاتفاقيات او اقرار القوانين لن يكون مطابقا على الاطلاق بل ولن يكون مستويا مع الاوضاع المستجدة في السنين اللاحقة. دائما الظروف المرافقة غير متكافئة . طرف في وضع المنتصر والاخر في خانة المهزوم .
وتمضي الايام ،ولربما يتجاوز الطرف الضعيف وضعه والقوي ايضا قد يصيبه الوهن.
وهناك امر اخر ندعوه حسن النوايا والثقة المتبادلة.ولدينا من كل صنف حالة وعن كل حديث حادثة!!
وقضية العراق اليوم تتمثل في استجابة قياداته للمتغيرات القادمة .
عقدنا فيما مضى اتفاقيات خارجية واتفاقات بينية داخلية وعندنا تشريعات وطنية اسماها واعلاها الدستور..
في اهم اتفاقية خارجية. نجحنا وبفضل الله وقطعنا الطريق على اية محاولة للالتفاف على الاتفاقية التاريخية مع الولايات المتحدة.
ان بلدنا اليوم تخلص من مرحلة الوجود العسكري الامريكي ما يمثل نصرا هائلا اكسبنا مزيدا من الثقة بالمستقبل والاحترام بين الشعوب.
لقد رفضنا مايسيق من طروحات ومخاوف بصدد عدم تكامل الجاهزية وضعف القدرة القتالية . وكان قائلنا يقول نحن لها .
وكنا نستند الى حقيقة كون غالبية الدول لاتمتلك مانملك من قدرات والحاجة مهما تعاظمت لاتسوغ ان نمدد الوجود الاجنبي الذي كان سبة تلاحقنا وظل قضية تثير فرقتنا.
ان اهم حدث بالنسبة للعراق عام 2011 كان انجاز الجلاء .
سيما وقد تصدت كل المكونات لمحاولة التمديد والالتفاف على نصوص الاتفاق الشهير مع (اميركا بوش).
وقدتغيرت اميركا بوش، ومن حسن الحظ ان وقفت الاحداث الى جانبنا حيث يوجد في البيت الابيض رئيس قطع على نفسه عهدا بانهاء المهمة.
ومن حسن الحظ ان يتفق ذلك مع تصميم الفرقاء واتفاقهم على التنفيذ الحرفي للمعاهدة حاملين شعار ، ولتكن الكلفة ماتكون.ان ماتحقق يحمل اسباب الغار ويستحق الاكبار..
ترى ماذا نعتقد بالنسبة للمرحلة اللاحقة.؟
وكيف نستعد لها؟ماذا عن الاشارات المشككة.؟.
التقارير التي سربتها دوائر التاثير والنفوذ الامريكي في بلادنا تثير نمطا مقرفا من الشك والريبة.
ولكنها جائت متناقضة في اغلب الاحيان.
فالمخابرات الامريكية تطلق بطاقات حمراء وتنذر بمخاطر جمة.
القادة العسكريين الاميركان والخارجية اختلفوا مع رؤية السي أي ايه واوضحوا في مناسبات عدة وفي مؤتمرات معلنة عن قدرة القوات العراقية وثقتهم بتطورها.
واشاروا الى اندحار القاعدة.
حتى الرئيس اوباما اكد في اخر خطاب له وجهة نظره القائلة بأن العراق ركب سكة العهد الديمقراطي والسكة ليست الطريق المناسب للتراجع ،القطار لا يرجع الى الوراء حتما.
لقد نجنا في الزام اميركا بالاتفاق.وهنا تبرز الاهمية الاعتبارية للداخل فهي الاخطر والاجدر بالصدق في الاخلاص لها ، القضية الداخلية والتشريعات الداخلية..
حاجتنا كشعب ومؤسسات ومكونات للعمل بالقانون.
هناك حزمة ضخمة ضخمة من القوانين يتقدمها الدستور.
وهناك جملة اتفاقيات داخلية بين الكتل عالجت المعوقات الطارئة واكملت النواقص التشريعية.
وهناك قاعدة مهمة يجب ان يتم الانتباه لخطرها. تقول.
ليست العبرة بالقوانين ولكن بالاخلاص لتطبيقها والالتزام بجوهرها.
لدينا دستور وقد اختلفنا فيه وعليه.
ولانه اقر وأصبح نافذا وأصبح شرعة لنا اليوم . علينا ان نلتزم به وطالما لم يطرأ عليه تعديل علينا ان لانتجاوز عليه .
لدينا قوانين نافذة يجب ان نلتزم بها وان نفعلها.
ولدينا اتفاقات بنيت على اساس المصلحة الوطنية وساهمت في تيسير العملية السياسية.
هذه الاتفاقات وقد وقعت يجب احترام مضامينها.
ان التحدي المستقبلي يتمثل في شعور بعض القوى بقوتها وقدرتها على التنصل.
وان خطورة القادم من الايام تتمثل بازمة الثقة وربما فقدان الثقة المتبادلة.
العراق حقق عام 2011 منجزا ملحميا حين غادر اخر محارب أجنبي رمال الصحراء الجنوبية.
وان التحدي القادم سوف لن يكون خارجيا ولا يحتاج الى معونة خارجية لتجاوزه.
نحتاج أن نكون أكثر قدرة وأمضى قوة في تطبيق القوانين والإخلاص للثقة المتبادلة وتبديد الشكوك ونحتاج الى التسامح والتصالح والتناصح.
الخطر الداهم أن نظل نردد مخاوفنا ونغلق أبواب الحوار بين مكونات بيتنا.
ومع ذلك فالأمل زال معقودا على تفوق قادتنا على رغم مااصابنا في الأسبوع قبل الأخير من نهاية عام 2011 .
تعودنا ان نفترق ونوشك ان نحترق ولكننا وباسهامة عين نتجاوز ذلك البون ونتعانق ونتجاوز أيام كدرنا ونلتقي فقدرنا الوحيد ان نحفظ هذا العراق وعام سعيد حتما عام يكون فيه العراق ودع الاحتلال وضمن الاستقلال.
الاستقلال يساوي انتهاء الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها