الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
غروب
مصطفى يوسف عبد العزيز
2011 / 12 / 26الادب والفن
في عجل اجمع ادواتي
قلمي قصصات الورق
اسرع كي الحق بها
قبل ان ترحل
مع اني اكره لحظة الفراق
أمقت لحظات الوداع
تقتلني دموعها النازفة
وهي تجمع اخر خيوطها كي ترحل
ولكن ألم مفاجئ اصابني
انا حتى عاجز عن الحركة
اتكأت على كرسي
سحبته ببطء تجاه البلكونه
جلست انظر اليها وهي راحلة
عيناها أحمرت من شدة بكائها
اراها تختفي خلف الأشجار
نسجت خيوط دموعها
الحمراء الدامية
على كل ما في الكون
فتغيرت صفحة النيل
وأمتزج اللون الازرق مع الشفق الاحمر
وسكبت دموعها الحمراء على اوراق شجرة التوت
وامتزجت بسعف النخيل
وألمي يزداد
ويمتزج بألام رحيلها
في تلك الحظات العصيبة المؤلمة
بدء شريط حياتي يمر امامي
وتذكرت كيف كان فاقدي الاحساس يرمونني بالجنون
لحرصي على توديع الشمس
وبدئت صور الصبايا اللاتي عشقتهن
تمر كل صورة معها قصتها
وكتاباتي واقكاري تحيط بي
تطوف حولي كأنها تودعني
وبدئت نفسي الامارة بالسوء توسوس لي
اكفر
اكفر بكل افكارك
تبرء من كل مقولات
عد الى صوابك قبل فوات الاوان
اكفر بالعقل انه مفسدة
واكفر بحضارة الفراعنة لانها كفر
واستغفر لذنوبك
لانك أعترضت
انتقدت علماء الأمة
وهم سبيلنا الى الجنة
تبرء من ذنبك الأعظم
لانك لم تصوت مع التيارات الاسلامية
أكفر بإنتمائتك السياسية والفكرية
ومع كل هذا الصراع النفسي الرهيب
وازدياد الم الجسد
تسألت في عجب
كيف ؟
مع اني لم اقراء
أقوال لينين
أو عن تاريخ الحركة العمالية المصرية
ونضال الفلاحين والطبقات العمالية في امريكا اللاتينية
ولم أعرف عن محمود العالم سوى أسمه
وأجهل تاريخ ونضال اليسار
اكرر نفس السؤال كيف؟
ومتى حدث ذلك؟
ما أروع ان تكون يساريا بالفطرة
عندما توصلت لتلك الحقيقة
كنت اشعر بأني فقدت السيطرة على جسدي
فانا شبه عاجز عن الحركة
ونظري يتابع خطوات الشمس الراحلة
ولكن هناك من يعود
انها اسراب الطيور
مبتسمة سعيدة تغرد
عازفة أروع سيمفونية
ترسم اجمل الوحات
بتشكيلاتها الجميلة المنتظمة المتغيرة
تذكرني بعمال المصانع عند خروجهم
بعد نهاية يوم طويل من العمل والجد
شجرة الكافور تحتضن العصافير العائدة
كأم ملهوف تنتظر عودة أبنها المهاجر
نظري تجاهل هذة الصورة لثواني
وتجاهلت الامي ايضا
وانا اتابع اطفال الشارع يلعبون الكرة
وفجاءة بدأو بالصراخ
ليعلنوا قدوم ابن عمي السلفي
الذي فارقتة الابتسامة منذ ان اطلق لحيتة
يجري خلفهم
فكرة القدم لهو وتنهي عن ذكر الله
وعليهم الذهاب للصلاة
وامسك بواحد من الاطفال
واخذ يضربه ويهدده بانه لن يأخذه معه الى الجنة
فمفتاح الجنة
ودفاتر الاشخاص الذين سيدخلونها
اصبحت في يد السلفيين
وفجائة صعق الطفل ذلك السلفي برد جامع مانع
انت ما بتسمعش كلام النبي
وانت كده خلفتو
عشان هو قال اضربوهم على عشر
وانا لسه بسنة تانية
وخرج السلفي يجر ازيال الهزيمة
لم يقتنع يوما بمقولتي
كل ما يخص العقل والقلب لا يمكن شراءه أو فرضة بالقوة
كنت مبتسما من رد الطفل
وتأكدت ان هناك الملايين مثله وبالفطرة
وانا سعيد بنشوة النصر
وبينما هناك بعض من قطرات الشمس النازفة
لازالت تتساقط
كانت اصوات الصبايا الملائكية
وضحكاتهن البريئة
بدئت تصل لمسامعي
لتعلن عودتهن
بعد نهار طويل من العمل الشاق في جمع الفول
وكانت ماري تتوسطهن
كدرة العقد
عيونها الصافيه كماء الغدير
وابتسامتها البريئة
ستمر أسفل البلكونه
كي تسمع مني
حماكم الرب يا بنات
فمقولتي تجعلهن يبتسمن
لانها تغضب بعض الجهلاء
وقفت ماري مبتسمه تلقي لي حبات الفول السوداني
وبعض من ورود النيل
واكتشفت أني اصبحت عاجز ايضا عن النطق
واكتفيت بابتسامة ارسلتها لماري
وهي تستغرب صمتي
وبينما كادت الشمس تسقط خلف الجبال
وانا اشم رائحة النيل وارى عطائة في وروده
وأرى عظمة الارض وطيبتها في حبات الفول
كان الالم يزداد
ويتنقل من مكان لاخر بجسدي
امي تقترب من البلكونه
احاول لكن دون جدوى
لقد تبعثرت اوراقي
وسقط مني القلم
وشعرت بصراخ أمي ونواحها
ونظري معلق لأسفل
وامي تحتضنني
وماري عادة كي تعرف سر صمتي
تصرخ وتبكي بحرقة
احاول ان أجمع بعض قواي
ماري تخلع سلسلتها الفضية
تلقي بصليبها ارضا
وتمسك حجرا كي تحطمه
وهي تصرخ في وجه السماء
لماذا هو؟
ولماذا الان؟
أانت غبي ؟
ليس هو من يستحق الموت
تتسأين اين انت من كلماتي
انت في كل ما ذكرت
انت في كل حرف كتبت
لم اذكرك لاني لم انساكي
لانك انا
ابحثي عن قصاصات الورق
المتطايرة والمبعثرة
ستجدي وصيتي
اوصيك بماري
فماري والقدس قضيتي
والانسان مهما كان غايتي
والنضال والحرية سبيلي
واني على العهد مادمت حيا
وحتى بعد ان يضمني الموت
ستظل افكاري واشعاري تحتضنك
تمارس معك أسمى وأرقى معاني العشق
أعلم اني سأموت ولكن لن اغيب قط
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري
.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض
.. تقنيات الرواية- العتبات
.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05
.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي