الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنحول الانتفاضة إلى ثورة !!

الحركة الشيوعية الماوية في تونس

2011 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



مر الآن عام على اندلاع انتفاضة 17 ديسمبر المجيدة التي قدم خلالها الشعب قوافل من الشهداء و الجرحى في أغلب مدن تونس و أريافها ، فقد عمت الانتفاضة البلاد بأسرها ، بل إنها انتشرت عربيا بسرعة فائقة ، و كان هروب بن على إجراء اضطرت الامبريالية إلى القيام به تفاديا لتفاقم الأوضاع ، بما يمكن أن يؤدي إلى ثورة عارمة تعصف بمصالحها و مصالح عملائها .

و قد تمكنت جماهير المسحوقين من تحقيق جملة من المكاسب ، خاصة على مستوى الحريات الأساسية ، و بعض المنافع المادية ، مثل ترسيم عدد من الشغالين في وظائفهم و تخصيص منحة لبعض البطالين ، غير أن تلك المكاسب و المنافع تظل جزئية و يمكن للرجعية إلغاؤها في أي وقت ، فقد اضطرت إلى اتخاذها في ظل اختلال موازين القوى لغير صالحها .

و اليوم فإن الأوضاع التي تعيشها تونس لا تزال على حالها ، فلا شئ جوهري قد تغير ، بل ان الرجعية قد نجحت على المستوى السياسي مؤقتا في ترميم صفوفها ، من خلال تنظيم انتخابات صورية للمجلس التأسيسي ، توجت بتركيز مؤسسات لا وطنية و لا ديمقراطية و لا شعبية ، و هي الحكومة و رئاسة الدولة و السلطة التشريعية ، مستفيدة من الدعم الامبريالي و الرجعي العربي من جهة ، و من ضعف المقاومة الشعبية من جهة ثانية ، و قد استعملت المال و الإعلام و الدعاية الدينية بكثافة للوصول إلى هذا الهدف ، و يشهد المضطهدون الآن تركز سلطة سياسية تذكرهم بسلطة بن على ، يعين فيها الوزراء على أساس القرابة العائلية ، و المحاصصة السياسية ، و إملاءات الرجعية العالمية و العربية .

كما ظلت الأوضاع على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي على حالها، بل إنها ازدادت تدهورا مع مرور الأيام ، فالنهب الامبريالي لثروات الشعب متواصل ، و الطبقات الغنية لم تفقد امتيازاتها ، و الفقر في ازدياد ، و الأسعار في ارتفاع ، و البطالة في تصاعد ، و لم يتوقف المفقرون عن الهجرة في قوارب الموت ، و لا يزال الانتحار حلا قاتلا يلجأ إليه من سدت في وجوههم أبواب الحياة ، و تنتشرالجريمة المنظمة و غير المنظمة ، و يكثر استهلاك المخدرات . و تروج الرجعية لحلول وهمية لهذه المشاكل مثل تهجير البطالين إلى ليبيا و اقتطاع جزء من رواتب الكادحين . و من جانب آخر لا يزال قتلة الشهداء دون عقاب و آلة القمع تعمل وفق نفس السياسات السابقة ، و الإعلام و سائر المؤسسات السلطوية في خدمة الرجعية .
إزاء هذا الوضع ليس أمام المضطهدين من حل غير مواصلة الانتفاضة و تحويلها إلى ثورة فعلية ، لتحقيق النصر بتحطيم نظام بن على جملة و تفصيلا ، و بناء نظام وطني ديمقراطي شعبي ، يقطع نهائيا مع الامبريالية و وكلائها المحليين ، و يفتح السبيل أمام العمال و الفلاحين و سائر الكادحين للتمتع بثمار إنتاجهم كاملة ، فلتتحد جهود كل الثوريين من أجل هذا الهدف .

تونس في 26 ديسمبر 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ