الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحول الثوار إلى مجاهدين

رائد شما

2011 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


نتائج معركة بابا عمرو:
" حتى الساعة... 14 شهيداً موثقين وأكثر من مائة شبيح من طرف النظام ...رغم أنني أحتسب قيمة الشهيد من طرفنا .. بمليون شبيح ... ولكن ... الحمد لله ... كتيبة الفاروق .. ركبتهم عالخاروق" هذا الكلام الشاعري الثوري ليس كلامي وليس كلام أمير من أمراء الجهاد على الأرض وإنما كلام أحد أبطال وثوار الفيسبوك في الخارج .... هذا الدهاء السياسي والعنتريات الحمصية يبرر للنظام دفن بابا عمرو وكتيبتها تحت الأنقاض. ويلا عالحرية!!!

أخطاء وعثرات "الثورة"
أخطأ الإسلاميون في سوريا عندما راهنوا كثيراً على إسقاط النظام وإقامة حكم إسلامي على غرار ما جرى في البلاد العربية الأخرى، وعندما ظنوا أنهم قادرون على ذلك لوحدهم أو بمال دول الخليج ... لم يفهم هؤلاء أن الشعب السوري وهو بغالبيته المسلمة لا يريدهم ولا يريد سماع صوتهم ويفضل ديكتاتوراً على شيخ يقطع ويبتر ويكفّر ويتوعّد ويرّكب أذناباً كعرعورالسعودية الذي يستضيفه ابنه "بالزي السعودي البدوي" وبلهجته السعودية. كيف ستنتصر ثورة "بشيخ وهابي حموي فضائي" من الرياض يرسل أبناء الطبقات المسحوقة المعدمة إلى مسلخ الجنة وابنه أمامه "بكلابيته السعودية وشماخه السويسري" يتغزل بفضيلة وفضائل والده الذي أدخله إلى المجلس الوطني السوري ممثلاً للتيار العرعوري. أخطأوا عندما هتفوا "أبشر أبشر يا عرعور". أخطأوا عندما ظنوا أنهم يستطيعون قيادة "الثورة" كغزوة، بالتكبير والوعيد والفرم والبتر تارةً وبالكذب والتلفيق المضاد تارةً أخرى. أخطأوا عندما اعتقدوا أن النفط السعودي والغاز القطري قادر لوحده أن يحسم المعركة. أخطأوا عندما أسسوا ميليشيا إسلامية باسم "الجيش السوري الحر" لتدافع عن المتظاهرين الإسلاميين "العزّل" وسموا كتائبها بأسماء تذكرنا بتنظيم القاعدة. أخطأوا عندما نادوا بالجهاد والخلافة. أخطأوا باعتقادهم أنه بقتل زعيم كردي وإلصاق التهمة بالنظام سيشعلون المناطق الكردية علماً ان الأكراد متحفظون ومتخوفون من طبيعة الحراك الإسلامي وهذا واضح منذ بدايته ... الأكراد بكل تأكيد ليسوا مع النظام ولن يكونوا معه. ويبدوا أن البعض كان يظن أنه قادر ببضعة رصاصات رخيصة أن يحول القامشلي إلى حمص أو درعا ثانية. وأنا متأكد أنه لو كان النظام هو من فعل هذا العمل الشنيع لاشتعلت القامشلي... الكل يعرف من هو الشهيد مشعل التمو. النظام ليس بهذه الحماقة ليرتكب خطأ قاتل في مثل هذا الوقت وهو القادرعلى اعتقال مشعل في أي لحظة. وكما نعلم جميعاً هناك تعليمات لدى الأمن بعدم إطلاق النار في المناطق الكوردية لأن النظام لا يريد التصعيد فيها ويريد التفرغ لباقي المناطق الساخنة. وأخطأوا أيضاً بقتل طفل مسيحي ليتاجروا بدمه وبصليب أمه التي كذبتهم.... والأم لا تبيع دم ابنها حتى من أجل ابنها الثاني. أخطأوا بقتلهم جنوداً وإلصاق التهمة بالنظام بحجة أنهم "منشقون"، قد تنجح الكذبة أول مرة لكن في المرة الثانية تُفضح. وأخطأوا بالتصميم على توريط مقاتلين من حزب الله وإيران دون دليل واحد مقنع!!! وأخطأوا عندما نشروا فيديوهات يرددون فيها وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى... الله الذي لا يأمركم أن تقتلوا باسمه ولا يأمر الطرف الآخر... الكل يعتقد ببساطة بأن الله يقف إلى جانبه. إن ما يجري ببابا عمرو هو نتيجة إعطاء النظام الحجة لتصفية الإسلاميين عبر أخطاء ارتكبوها معتقدين أن الكفة مالت لمصلحتهم لكنهم تفاجؤوا أن اللعبة مازالت ببدايتها. لا يجوز أن يتباهوا بقتل جنود وتدمير دبابات سورية في الصباح ويبكون على دمائهم السائلة بدبابات أقسى وأكثر تصفيحاً في المساء... أخطأوا بتفجير أنابيب النفط والغاز معتقدين أن هذا سيدمر النظام وسيعجل بنهايته ونسوا أن هذه الأنابيب هي ملك للشعب السوري وحده، وأن النظام يملك مايكفيه من الأدلة لإرسالهم إلى الحور العين دون الحاجة لأن يفجر هذه الأنابيب. أخطأوا باتباعهم سياسة النظام بتخوين كل من ينتقدهم.... الفرق هو أن من ينتقد النظام عميل ومن يتنقد الرعاع هو إما شبيح أو أنه كافر. كما أخطأوا باستبعاد كل ما هو علماني أو إسلامي معتدل.
أخطأوا باتباع سياسة التعبئة والشحن الطائفي وباعتقادهم أن حراكهم الإسلامي سيضمن لهم ولاء 73% من الشعب السوري أي "السنة". وأخطأوا عندما اعتقدوا أن 4 ملايين كردي (وهم من ضمن ال 73%) سينضووا تحت رايتهم أو أن السواد الأعظم من السنة سيهللون لهم كقطيع.
كل محاولات الغزل المصطنعة والتقية السياسية التي مارسوها لم تجد استجابة من أغلب الشعب السوري ولا من الأقليات وهذا ليس محبةً بالنظام ولكن لأن الكل يعرفهم ويعرف نوايهم "الديموقراطية"، فالفكر التكفيري المقيت الذي ذبح المسيحيين وهجّرهم في العراق هو نفس الفكر الذي ذبح أربعين مسيحياً في نيجيريا كهدية في عيد الميلاد قبل يومين. تدرك الطوائف في سوريا جيداً وأغلب الشارع السني السوري وهو "معتدل" أن هذا التيار الثائر من المحتمل أن يفعل نفس الشيء مع الدروز والمسيحيين والإسماعليين والصوفيين فيها بعد أن ينتهي من العلويين "النصيريين" وخصوصاً أن بعض الأطراف أقسموا سراً أو علناً أن يجعلوا سوريا خالية من العلويين وكأنهم جاؤوا من المريخ. اليوم شاهدت فيديو "للشهيد" البطل هاشم سليمان قبل استهاده وهو يصف مكافأة الشهيد " يزوّج اثنان وسبعون من حور العين ..." هذا هو الخطاب الثوري في إدلب وهؤلاء من يقودون "الثورة" ... هم يحضّرون مجاهدين انتحاريين وقنابل جنسية مستعدة لتفعل أي شيء مقابل أن تظفر بحور العين وأنهار الخمر و"الغلمان".
المجلس اللاوطني السوري فشل بأن يوحد المعارضة السورية، إضافة إلى الطغيان الإسلامي الإقصائي فيه، ابتكر هذا المجلس نموذجاً جديداً يُسجَّل له وهو جلب شخصيات غير معروفة وغامضة ومريبة ليقدمها إلى الشعب السوري كبديل للنظام. هذا المجلس بحاجة إلى معجزة ليصل إلى دمشق مع قادته المشبوهين. بقاء المجلس وولاء أعضائه المحترمين مربوط باستمرار التمويل وسيزول مع زواله.

كنت يوماً مع قيام ثورة بسوريا تحدث تغييراً وتطويراً اجتماعياً وما زلت، لكن إيماني بأن ما يجري بسوريا هو ليس سوى محاولة لتدميرها، تقودها قوى خارجية وكوني لن أجد نفسي مع النظام الذي كنت ومازلت ضد قمعه وفساده وإجرامه، جعلني ألزم الحياد وأتكلم من موقعي كمواطن سوري غيورعلى بلده لا يقبل أن تتحول إلى مرحاض للأفكار المتخلفة. ما يسمى بالثورة السورية دخلت مرحلة الفشل وتحولت إلى تمرد إسلامي طائفي مسلح لن يستطيع الرعاع حسمه عسكرياً ولا إلهياً. فقد أصبحوا منبوذين مكشوفين ومكروهين لا صديق لهم سوى الوهم والجنة الموعودة. النظام أنهكَ ولكنه لم يقترب حتى من السقوط، لكن باعتقادي أنه لن يستطيع حكم سوريا بنفس الطريقة التي سار بها على مدى العقود الأربعة الماضية. سوريا تمضي ببطىء لكن بثبات نحو الحرية والكرامة رغم أنف النظام وأنف الرعاع.
الله أعلم بما في الصدور وهوليس معكم وليس مع الأسد.... الله ليس له علاقة بما يجري بسوريا
كل عام وسوريا بخير وسلام ... بلا همجيين أو تكفيريين أو بهائم أو ظلم أو قمع أو فساد أو تخلف.... وبلا قتلة
كل عام وسوريا حرّة كريمة عزيزة بأهلها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع ثورتنا المباركة
إياد أبازيد ( 2011 / 12 / 27 - 07:26 )

كنت يوماً مع قيام ثورة بسورية تحدث تغييراً وتطويراً سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً وما زلت مع ثورتنا المباركة و إيماني بأن ما يجري في سورية هو محاولة لإنقاذها من الدمار، تقودها قوى الحراك الشعبي في الأرض دون تأثير خارجي يُذكر ...
الثورة السورية ومن الملاحظة الميدانية الدقيقة انها لا تؤدلج شعاراتها دينياً ولا قومياً فمنذ اندلاعها لا تجد شعاراً قومياً عروبياً ولا قومياً كردياً- كثاني قومية في سوريا - ولا شعارات دينية مثل الاسلام هو الحل ولا شعارات طبقية مثل بناء دولة العمال والفلاحين وما شابه ذلك في انحياز واضح نحو دولة وطنية ديمقراطية مدنية رغم التهويل الذي يصدر عن الاعلام السوري وبعض الاصوات هنا وهناك بان المتظاهرين هم من الجماعات السلفية الدينية او من الاخوان المسلمون، لقد اصبح واضحاً الخلفية السياسية والمخابراتية لهذه الشائعات، فمن اهم شعارات الثورة السورية انها تطلب الحرية والكرامة وبناء دولة مدنية وديمقراطية لا طائفية ولا مذهبية تحترم فيها حقوق الانسان دون تمييز بين عرق او دين ،


2 - مع ثورتنا المباركة .. يتبع ...
إياد أبازيد ( 2011 / 12 / 27 - 07:28 )

صحيح ان النظام السوري خرب مفهوم المواطنة لمدة اربعين سنة واكثر ولكن الشعب السوري بقيمه وتراثه التاريخي الغير بعيد وتعدده العرقي والديني المعتدل قادر على بناء دولة المواطنة لتكون الاساس لسوريا المستقبل ، لانه في دولة المواطنة يوجد مكان لكل فرد مهما كان عرقه او دينه ولا هيمنة لدين معين او قومية واحدة او ثقافة واحدة ، في دولة المواطنة : الحرية حق مقدس وتكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وامنهم، المواطنون متساوون امام القانون ولكل مواطن الحق في الاسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحرية العقيدة مصونة وتحترم الدولة جميع الاديان والقوميات والاقليات , ولكل مواطن الحق في ان يعرب عن رأيه بحرية وعلنية بالقول والكتابة وكافة وسائل التعبيرومن حقه الاجتماع والتظاهر سلمياً ....وغيرها من الحقوق والواجبات، ، ان دولة المواطنة بهذا الشكل هي فوق القوميات والديانات لتستوعب كل القوميات والديانات في اطاروحدة وتعدد الثقافات من اجل بناء دولة مدنية تعددية قوامها الازدهار والاستقرار ...

اخر الافلام

.. بلجيكا ترفع دعوى قضائية ضد شركة طيران إسرائيلية لنقلها أسلحة


.. المغرب يُعلن عن إقامة منطقتين صناعيتين للصناعة العسكرية




.. تصاعد الضغوط على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب| #غرفة_الأخبار


.. دمار واسع طال البلدات الحدودية اللبنانية مع تواصل المعارك بي




.. عمليات حزب الله ضد إسرائيل تجاوزت 2000 عملية منذ السابع من أ