الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فالنقبل يدا بوش ونحطم ساحة التحرير

زياد علي

2011 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ونحن متوجهين هذه الأيام لإنهاء التواجد العسكري للولايات المتحدة الأمريكية حسب الاتفاقية التي أبرمة بين الجانب العراقي والأخر الأمريكي , ترى المشاعر مختلفة اتجاه هذا الحدث المهم على الساحة العراقية , حيث ممكن أن ترى من يعيش أجواء الفرح العارمة فهو يشعر إننا تمكنا من بلادنا ووصلنا بر الأمان المنشود , ومنا من يعيش الفرح الغير كامل سببه وحسب ما يراه إن السيادة في العراق مازالت منقوصة أو يرى بأن الوجود الأمريكي لم ينتهي فهناك العديد من المجلات التي مازالت الولايات المتحدة الأمريكية مسيطرة عليها ولا يلوح المستقبل القريب إنها ستتركها بيد العراقيين وهذا ما يجعله غير مقتنع بشكل كبير بالخروج العسكري من الوطن .
وهناك من هو غير متفائل لخروج القوات العسكرية إذ كان في رؤيته للمشهد العراقي الكثير من المعوقات والمشاكل العالقة التي خلفها الاحتلال ولم يعالجها بالشكل المنطقي ومن ضمنها الإرهاب والميلشيات والمتربصين من دول الجوار الذين يريدون أن ينقضوا على العراق بعد الانسحاب مما يدفعهم للتفكير بقبول بقاء القوات الأمريكية لوقت أطول من هذا .
من وجهت نظري كل هذه الآراء ممكن أن يقبلها العقل وتستسيغها النفس رغم شدة بعضها وبقناعة الأسباب , لكن حين نستمع لصوت ينادي بأنه يتوجب علينا شكر الرئيس الأمريكي بوش "الابن" كونه قد حررنا من نظام صدام وعلينا أن نجله وان نكون فخورين بما أنجزه في العراق , هذا ما يجعلنا نتوقف قليلاً عند هذا الرأي وعلينا تدقيقه وتفحصه بشكل منطقي وحيادي خارج كل المشاعر التي لا ترتضي انتهاك أرضها وتدنيسها بأقدام الاحتلال .
نحن لا ندافع عن نظام أدى بالعراق إلى حربين وحشيتين وحصار قد طال أكثر من عقد من الزمن وعبث بمقدرات الأرض والسماء وسخر البشر والماء والهواء لخدمته متخيلاً نفسه الرب مالك الملك ولا احد سواه , فالعراق وبكل شيء فيه قد ذاق العذاب الأمر من صدام ونظامه الدكتاتوري .
لكن كيف لي أن اشكر من قتل العديد من أبناء وطني ويتم الأطفال وادخل رعب الأجنبي إلى صدورنا , كيف أقدم الشكر لم هدم بناء دولة وجعلها بيد مصطلحات قد أحياها في نفوس الشعب "طائفة ,قومية " , كيف لي أن اشكر من دخل على بيوتنا وسرق وعبث , وكيف لي أن اشكر من جعل من بلادي مستنقعاً وملاذاً للقاعدة ,وجعل من السراق والسفاحين حكاماً وأمناء على أرواح البشر , أم اشكره كونه قد نقل حربة مع الإرهاب من أرضه إلى أرضنا , وهل اشكره كونه قد أنهى نظاماً قمعي واستبدله بنظام ملامحه الخارجية تقول إنها ديمقراطية ولكنه لا يفرق بالكثير عن ما سبق .
نحن لسنا أصحاب ضغينة على الولايات المتحدة الأمريكية لا شعباً ولا نظاماً بل نحترمهم ونقدرهم لكن ليس على حساب بلدنا فما شهدناه من دمار شامل زاد العراق جراء الاحتلال لا يسعنا أن نقدم الشكر حتى لو كان مجاملة , فهل يستطيع الإنسان أن يجامل على حساب دمه ؟.
وهنا لا يسعني القول إلا يا من تنادي بالشكر اذهب واشكر وقبل يدا بوش وحطم ساحة التحرير فقد جنيت عليها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!