الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميون إرهابيون , وعلمانية المغرب قادمة

محمد مقصيدي

2011 / 12 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


علمانية المغرب مسألة وقت ليس إلا . رغم أنه من العار علينا أن نترك لأبناءنا في القرن الواحد والعشرين دولة مغربية لا تزال ترتكز على الغيبيات في السياسة . دولة تغدق من أموالها العامة على فقهاء نكاح الموتى , وتناقش مؤسساتها شعر النساء وسراويلهن بدل الخوض في المعاناة البشرية من جوع وفقر وأمراض .. ألتمس العذر لأشخاص ينتظرون الحلول والخلاص من السماء عبر السحر الأسود أو أدعية منتصف الليل أو حتى بتعليق سورة الفلق في العنق , لكن أن تنغمس الدولة ومؤسساتها في هذا المجرى , فهذا أمر يتعدى القناعات الشخصية وحرية الإعتقاد , لأنها دولة , وينبغي لها أن تتصرف على هذا الأساس
هنا , أستحضر بعض أفكار الدينيين والمدافعين عن ضرورة وجود دولة الله في المغرب , حيث يروجون لفكرة رئيسة مفادها أن الشعوب في هذه الجغرافيا التي ترزح تحت مطرقة الدين لقرون طويلة قد لفظت العلمانيين عبر ثوراتها الراهنة , والحقيقي , أنه لم يكن هنالك يوم لوجود علمانية أصلا في المغرب أو في الجوار المحسوب على الموروث الإسلامي , وأننا نناضل منذ أزيد من قرن من أجل مغرب علماني , وها نحن نحقق انتصارات وقفزات نوعية كبيرة لأن التاريخ والحقيقة في صفنا , الشيء نفسه في كل المناطق المجاورة . لذلك , لا جدوى من تزوير الحقائق ومحاولة تغطية الشمس بالغربال , هل إمارة المؤمنين في المغرب منذ تأسيس الدولة يعتبرونها علمانية ؟ أم أنه تدجيل آخر وشعوذة ؟ إذن , فلا داعي لمزايدات رخيصة لا علاقة لها بالمنطق أو العقل
كما أن ربما , وهذه نقطة مهمة , لا يفهمها الإسلاميون , هو أن العالم لا ينقسم فقط إلى مسلمين صالحين يدافعون عن ثيوقراطية الدولة وسيذهبون إلى الجنة , في مقابل وضد , علمانين كفار يريدون محو الدين وسيذهبون إلى النار . ولو أنهم أطالوا أنظارهم إلى أبعد من لحيهم قليلا , لرأوا أن العالم لا يخضع كله إلى هذا التقسيم الساذج . إذ , أن داخل الدينيين هناك أديان كثيرة , وداخل دين الإسلام هناك ملل ونحل كثيرة . لكن , هم بطبيعة الحال , يعتقدون أن كل من هو خارج تيارهم وحزبهم فهو كافر . الأساسي , حتى يفهمه الإخوان المسلمون , هو أن العلمانيين ليست جلدتهم واحدة , وأنهم تيارات تتناقض أحيانا لدرجة التناحر , ومثال بسيط على ذلك , أن تناقض العلمانيين الشيوعيين والعلمانيين الليبراليين هو تناقض كبين السماء والأرض . لكن , للأسف , فالإسلاميون كما اعتدنا يملكون عينا واحدة , وهذه العين أيضا , تعفنت أيضا بالحبة السوداء . إن هنالك العشرات من مشاريع العلمانيين داخل المغرب والتي لا علاقة لأحدها بالأخرى , لذلك فإن فشل أو ديكتاتورية خط من هذه الخطوط لا يعني بالضرورة فشل الخطوط الأخرى . لذلك توقفوا أيها الإخوان المسلمون عن تقسيم البرامج والأشياء والإنسان إلى شيئين لا ثالث لهم , فهذا خطأ فظيع , ويؤكد فقط مدى جهلكم
أما , بالنسبة إلى تصويت المغاربة على حزب العدالة والتنمية الإسلامي , أو تصويت شعوب المنطقة على بعض الأحزاب الإسلامية , فهذا أمر ليس بالشيء المفاجئ , لأنه طيلة قرون طويلة تم تدجين الشعوب وحشو رؤوسهم بالخرافات في المساجد والمدارس والتلفزيونات , إلخ . إننا نعرف أن الشعوب تمت محاصرتها من طرف الفكر الظلامي , وكل محاولات التنوير تمت تصفيتها بالعنف والقوة , بل بالقتل أحيانا , كما حدث مع مفكرين وأدباء . ولا داعي لأذكر آلاف الجرائم التي ارتكبت من طرف النظام الاسلامي وحركاته ... لكن المستقبل سيأتي بالأنوار وامتلاك أدوات المعرفة والنقد , بمعنى ان العلمانية قادمة لا محالة
مسألة أخرى , يغنيها الإسلاميون كثيرا , رغم أنهم يحرمون الغناء , هي ضرورة التزام قواعد الديموقراطية , حيث برأيهم يجب أسلمة المجتمع لأنه رأي الأغلبية التي استعملت صناديق الإقتراع . هل هذه هي الديموقراطية ؟؟ إنه الغباء الفكري والسياسي مرة أخرى . إن الديموقراطية ثقافة شاملة , لا يمكن أن نمارس انتهاكات حقوق الإنسان باسم الأغلبية , لا وجود لديموقراطية لا تحترم الأقليات وحقوق الإنسان , ولو تم التصويت عليها بتسعة وتسعين بالمئة , إن نظام هتلر هو نظام نازي رغم انه فاز بالأغلبية في الإنتخابات , وحزب العدالة والتنمية سيبقى حزبا ديكتاتوريا وإرهابيا حتى ولوفاز بثلث مقاعد البرلمان . لأنه ببساطة لا يحترم الأدبيات الاولى للديموقراطية . يضحكني من يقول أن التصويت هو معيار الديموقراطية , هل إذا الشعب الفرنسي صوت بأسره على قتل المسلمين أو ترحيلهم " رغم وجود فرنسيين أصليين مسلمين بينهم " تعتبر هذه ديموقراطية ؟؟ لم أر غباء بهذا الحد
إننا لا نحارب الله ورسوله كما يعتقد بنكيران والثيوقراطيين , لأننا لا نعرف هل الله موجود أصلا أم لا , ولا يهمنا أن نعرف . كما أننا لا يمكننا محاربة الموتى فالنبي محمد مات منذ قرون طويلة , ولا أحقاد شخصية بيننا وبينه , فنحن في الحياة وهو في الموت ... كل ما في الأمر هو أننا نريد العيش بسلام , وأن نعيش كلنا في هذا الوطن رغم اختلاف معتقداتنا ,أليست هذه حرية الإعتقاد والتعبير , نريد أن نسمع الموسيقى , ونمارس السينما والمسرح دون فتاوى تدعو إلى القتل والتحريم . إننا لا نجبر أحدا أن يؤدي دورا سينمائيا على السرير , ولا نجبره أيضا على حضور العرض السينمائي , لذلك فدعونا في سلام , واذهبوا , بسلام إلى مساجدكم . ثم ما ضركم أيها الإخوان المسلمون المغاربة إن قال لكم أحدا : إنني أريد في الاخرة أن أذهب إلى النار , على الأقل حتى لا أضطر إلى رؤية وجوهكم ...
فلنشترك هذا الوطن جميعا دونما احقاد , وحروب صغيرة . فلتذهبوا إلى مساجدكم مع سبحاتكم , ولنذهب نحن إلى البارات مع قنينات البيرة وموسيقى فيروز , أليست هذه هي الديموقراطية ؟ طبعا , إنها كذلك , إنها العلمانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أمل
ياسين ( 2011 / 12 / 28 - 00:59 )
بصحتك دخول البارات، وكيف حالك وأنت خارج منها؟ متماسك صلب، أم ثمل مقذوف بك إلى الشارع بعد استنفاذ آخر الدراهم، وكيف سيكون موقفك وأنت تدخل على أولادك لا تحمل إليهم حليبا أو هدايا وإنما البذاءة والسباب، اقول لك أن لا علمانية ولا اسلام سياسي سينجح في تغيير هذه البلاد، مع استمرار توسع الأمية والتجهيل ستبقى الأمور على حالها و الصدام -الحضاري- الوحيد والخالد هو دائما مع رغيف الخبز و الأتبيسات


2 - التحدي
نور الحرية ( 2011 / 12 / 28 - 11:02 )
انها ثقة كبيرة وما احلى هذه النفس التي تكتب بها سيدي الكاتب ابهجتني كثيرا في هذا الزمن الذي تكالبت علينا فيه القوى الاسلامية الارهابية في بلادنا العربية كل ما قلته ارى فيه عين الصواب والدليل قبولنا نحن العلمانيون سياسيا بالاخر بخرافاته وطقوسه الحمقاء وهذا كما اعتقد اكبر تحد نواجه به هؤلاء المتاسلمون

اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا