الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجندة ... الشباب

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2011 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


العام 2011 هو عام الشباب بدون منازع ..هو عام ثورة الشباب لتغير الواقع للأفضل ..وهم يرون العالم يتسارع نحو التطور والعلم والتكنلوجيا ..يرون شباب العالم الأول .. فى تقدم مستمر وفى إبداع متسارع ..وهذه حقيقة لا نستطيع ان ننكرها ..وفى نفس الوقت يجد شبابنا ارتال من المحاذير و الأشواك التى تأخر نمو إبداعهم ..فكل طفل يولد عبقرى كما يقول العلم ..ولكن هذه العبقرية فى حوجة إلي رعاية مستمرة وعناية مكثفة حتى نحصد ثمارها ..ولكن كيف وحال بلادنا اليوم ..لا تُلقى بالاً للبحث العلمى ولا ترى فى الشباب قوة يجب إستغلالها إستغلال أمثل ..ففى مجتمعنا اليوم نجد الشباب دوماً يعانون من تلك النظرة الدونية من قبل الكبار ..ولا يعتمد عليهم فى مهام كثيرة بإعتبارهم ليسوا ذوي خبرة ..ولكن الواقع يكذبهم دوماً .. الشباب هم اكثر فئات المجتمع إكتساباً ومواكبتاً لمتغيرات العصر ..وهم اكثر الفئات التى تواكب التكنلوجيا ..والعلم ..ولكن دائما لا يجد الشباب ..مساحة للتعبير عن ذاتهم وعن قدراتهم وعن إبداعاتهم ..فالشباب هم كل الحاضر وكل المستقبل ..ولكن طالما إصطدموا بتلك الأنانية التى تأتيهم من الكبار ..وهذا التصنيف هنا هو تصنيف عمرى تماماً ..فالشاب هو شاب حتى يبلغ الأربعين من العمر ..وهى فترة العطاء والأبداع ..ولكن للأسف هم مغيبون عن مواقع صناعة القرار ..مغيبون عن الساحة السياسية ..تماماً كما الساحة الثقافية ..وحتى فى الساحة الرياضية يتحكم فيهم الكبار ..فكل المسؤوليين هم كهول ..اغلبهم يعانى من علامات الكبر ..اما فى الجانب الثقافى فحدث ولا حرج ..وصايا تامة من اولئك النفر الذين وضعوا انفسهم اربابا للإبداع ولا إباع سواهم .. ويستخفون بكل ما هو شبابى ..مع علمهم التام ان الثقافة متغير بتغير الأجيال وكل جيل يحمل جينات جديدة من الإبداع ..ولكن هو دائما عناد الكبار ..وهكذا يستمر الصراع ..ولكن اليوم الشباب قدم ثورته ضد الواقع ومن أجل التغير ..والتغير هنا لا يشمل فقط الأنظمة الغير ديمقراطية ولكن يشمل ايضا المجتمع ونظرة المجتمع لكل ما هو جديد ..فكأن لسان حالهم ..يقول...( لن نظل فى جلباب اجدادنا فلنا إبداعنا ولهم ثقافتهم ..)..وهكذا ..أيقنوا تماما ان البداية لا بد ان تكون صحيحة ..وعليهم ان يسلكوا ذلك الطريق الصحيح حتى يصلوا لغاياتهم ..وهو طريق ( الديمقراطية )..وطريق الحرية ..وطريق المساواة ..فالإبداع لا يعيش بدون حرية ..والتقدم لا يأتى من غير ديمقراطية ..والمنافسة الشريفة دوما هى نتيجة حتمية للمساواة فى كل شئ ..بداية بالحضانة ومرورا بالروضة والمدرسة ثم الجامعة ..طالما هناك عدم مساواة فى المؤسسات التربوية لن تفرخ تلك المؤسسات سوى جيل مسخ جيل مريض بداء الأنانية والحقد ..فلا إبداع فى ظل انظمة غير عادلة لا تحترم شبابها ..لا تقّدم فى ظل نظام غير ديمقراطى لا يؤمن بالتعددية ولا يحترم الرأى والرأى الآخر ... لذلك كانت ثورة الشباب ..وستظل ..فمهما حاول الكثير من الإستغلاليين سرقة هذه الثورة الشبابية وترويضها فلن يستطيعوا فالشباب أسرع منهم فى إكتساب المعرفة ..والتفاعل مع الواقع ..والتواصل مع كل شعوب العالم ..دون تردد او هاجس..( نظرية المؤامرة..) ..فالعالم اليوم أصبح غرفة واحدة وليس قرية ..من داخل غرفة يمكنك التواصل مع كل العالم دون قيود ..وعلى الرغم من ذلك يحاول الكثير من حملة الراية السوداء لتدمير التطور ايقاف هذا التواصل الأثيرى بين الشعوب ..تارة بنعته بالغزو الثقافى وتارة أخرى بالمؤامرة وهكذا يزفرون فى واقعهم سموم متراكمة فى دواخلهم .. ولكن الشباب إنطلق نحو الغد وبخطى ثابتة ... وهم لا يحملون فى دواخلهم سوى امل التغير ..ولا يحملون فى اياديهم سوى رايات بيضاء مكتوب عليها ( الحرية ..)..ورغم تلك الأدخنة المتصاعدة نتيجة تلك المواد السامة والخانقة ..ورغم تلك القطرات الحمراء من دماء بعضهم .... لن تستطيع قوة فى الأرض مهما كانت قوتها من قمع وإسكات صوتهم ..فالثورة البيضاء دائما حليفها الإنتصار ..هذه هى بكل بساطة أجندة الشباب ..هى ليست أجندة خارجية ..وليست أجندة عميلة ..وليست أجندة وصولية ..وليست أجندة إنتهازية ..وليست أجندة مدفوعة الثمن ..فالشباب وضع أجندته ليرسم مستقبله و مستقبل بلاده وتغير العالم ..فهم قلب الدنيا ودمها المؤكسد وكرياتها البيضاء ضد كل فيروسات التغييب ..
مع ودى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس