الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الشعبية السورية وتحول الأنظمة في البلدان العربية

جميل حنا

2011 / 12 / 28
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الثورة الشعبية السلمية السورية في شهرها العاشر مستمرة في التظاهرمن أجل تحقيق الحرية.أيام معدودة فقط ويكون هذا العام خلفنا ولكن سيكون لهذا العام 2011 خصوصية تميزه عن بقية الأعوام بأنه عام الثورات العربية أو الربيع العربي.لا بد من وقفة سريعة لنرى ما تم إنجازه خلال عام 2011ونحن على مدى أيام قلائل لندخل عام جديد مجهول. ولكننا نتفائل ونتطلع بنظرة إيجابية بأن يكون العام القادم أفضل للبشرية ولكافة الشعوب في البلدان العربية بكافة إنتماءاتهم الإثنية والدينية.نظرة على واقع البلدان العربية من خلال ما تم من تحولات في العديد من الدول العربية, ثورة الشعب التونسي في نهاية عام 2010 ورحيل بن علي زين العابدين وكذلك تنحي مبارك رئيس مصرعن منصبه تحت ضغط الثوار في ساحة التحرير,وكذلك إسقاط نظام معمر القذافي وقتله بمساعدة حلف الناتو. وأندلاع ثورة الشعب اليمني ضد نظام صالح وكذلك ثورة الشعب السوري ضد نظام بشاروكذلك إنتفاضات وتحركات شعبية في الجزائر والمغرب والسعودية والبحرين واليمن والعراق والأردن كل هذا يدفع بنا بأن نقول إن هذه البلدان تقدمت بضع خطوات نحو الأمام أو هكذا يريد البعض أن يصورالأمور لنفسه. وقد يكون هذا التصور مجرد أمنية كنا نريد تحقيقها في الواقع العملي.وليس سقوط الطغاة وأنظمتهم الإستبدادية هو كل شيء أن لم يكن البديل لهؤلاء الديكتاتوريين وأنظمتهم يتفوق بقيمه الإنسانية وسياسة التعليم والإعلام والقضايا الإجتماعية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والحرية الدينية والحقوق القومية وتداول السلطة وبناء نظام علماني مدني ديمقراطي وصياغة دساتير ديمقراطية عصرية لا تميز بين مختلف مكونات المجتمع على أسس دينية وطائفية وقومية وسياسية.وأن الحكم سلبا أو إيجابا على التحولات الجارية قد يكون من المبكرأعطاء تقييم دقيق إلا بعد مرور بعضا من الزمن ومع ذلك نجد إنقسام بين الناس من مختلف البلدان على مستوى العالم وبين الشعوب العربية حول ماهية هذه الثورات.الغالبية من الناس تدعم التغييرات الجذرية في بنية النظام الديكتاتوري وبناء مجتمع ديمقراطي علماني ووقفت الشعوب مع أهداف الثورة من أجل تحقيق الحرية والتداول السلمي للسلطة وفصل الدين عن الدولة.ولو نظرنا بتجرد على مجريات الأمور سنجد تراجع أو تراوح في المكان. الطبيعة الجوهرية في إدارة الحياة السياسية لم تتقدم خطوات نحو الرقي الحضاري المدني من أجل تكريس مبادىء العيش المشترك بين مختلف مكونات المجتمع,الاستمرارفي النظرة الفوقية العنصرية الدينية لدى الفئة الحاكمة الجديدة.أن إنقضاض القوى الإسلامية وإلتفافها على منجزات الثورة الشبابية المصرية أكبر مثال على ذلك.ومن هذا المنطلق ثمة آراء تأكد بأن تراجع حصل وخوفا شديد بين الناس من العودة بالمجتمع والحكم بعقلية القرون الوسطى.وسيبقى الجدل دائرا في البلدان العربية والساحة الدولية قائما حول مغذى الثورات في البلدان العربية, والجدوى الفعلي المفيد لتقدم البلد وإزدهاره أو إعاقة تطورة ومواكبة روح العصر والسير في طريق بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي ينسجم مع المواثيق والقوانين الدولية يكون جوهره أحترام حرية وحقوق الإنسان وأن يمارس حياته بدون فرض قيود دينية وقومية وسياسية تنافي حرية التفكير.
إن إنطلاق الثورات في البلدان العربية كان بدافع التخلص من الظلم والنظام الإستبدادي الديكتاتوري ومن أجل الحرية والديمقراطية والمساواة والكرامة الإنسانية. وضد الطغيان والفساد في جهاز الدولة,وضد ممارسات الأجهزة القمعية ,وضد الفقر والقهر الإجتماعي وضد التمييز وسياسة الإقصاء.إذاً كان هناك مشروعية أخلاقية إنسانية ومطلبية محقة ذات أهداف نبيلة بقيام هذه الثورات. والمطلوب بإن لا تتحول هذه الثورات نقمة على الثائرين وتنتج استبداد من نوع جديد, بعد كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمت على مذبح الحرية.وهذا بحد ذاته يتطلب تضافر الجهود وتضحيات كبيرة من كافة القوى السياسية على مختلف تياراتها الفكرية والمثقفين والشخصيات المستقلة التي تكافح من أجل بناء النظام الديمقراطي العلماني المدني الحقيقي.
الثورة السورية في شهرها العاشر
ثورة الشعب السوري مستمرة ضد نظام الإستبداد والحكم الديكتاتوري بالرغم من حملات الإبادة التي ترتكبها الأجهزة القمعية والشبيحة والجيش وتقصف الأحياء السكنية والمواطنين العزل بالسلاح الثقيل وتوجه السلاح الحي إلى صدور المتظاهرين سلميا. وفي الأونة الأخيرة أزداد شراسة النظام بقتل المتظاهرين سلميا منذ مهل جامعة الدول العربية وبعد التوقيع على بروتوكول الجامعة والموافقة بدخول مراقبين يمثلون جامعة الدول العربية ووسائل الأعلام. واليوم في السابع والعشرين من كانون الأول دخل بعض المراقبين أطراف مدينة حمص ولم يتوجهوا إلى الأحياء السكنية التي تقصف ولا إلى ساحة الساعة التي شهدت تظاهرة كبيرة, وواجهتها الشبيحة والجيش والأجهزة القمعية بالرصاص. وسقط العديد من القتلى ولم تفد نداءات الأغاثة من قبل المواطنين للتوجه إلى الساحة ليروى أعمال القتل .لم تنسحب الأليات الحربية وإنما تم إعادة التمركز,وهذا يعطي فكرة بسيطة حتى الآن عن بعثة الجامعة العربية على كيفية القيام بمهمتها.الشعب السوري يطالب الجامعة العربية أن تتعاون البعثة مع المتظاهرين سلميا وممثليهم من التنسيقيات في مختلف الأماكن وأن تتجاوب بأقصى سرعة ممكنة على الأرض أي في المدن والبلدات التي يتم فيها قتل المتظاهرين.أن أرواح الشعب السوري وكل فرد يسقط في سوريا أمانة في أعناق المراقبين وما عليهم إلا القيام بمهمتهم بكل أمانة وبدون تقاعس ولا تواطئ ولا كسل وكشف الحقائق لا تخلوا من المخاطرة وعليهم أن يكونوا على مستوى المهمة الإنسانية ألتي كلفوا بها. لأن نظام الأستبداد وأجهزته القمعية المتمرسة في الإجرام والخداع ستضع كل الخطط والحيل لحرف أنظار المراقبين عن المناطق المشتعلة.الشعب السوري قدم تضحيات هائلة خلال أربعة عقود من الزمن تحت سلطة الإستبداد التي قادها حزب البعث والذي أنتج نظاما ديكتاتوريا فرديا يقود البلد بالحديد والنار. وهذ النظام يرتكب العنف والقتل والجرائم اليومية بحق الشعب لكي يحافظ على سلطته على أجساد الشهداء وأنهار الدماء.لم يشهد التاريخ العالمي إنتصار الطغاة على شعوبهم مهما بلغ الإجرام حدود فظيعة بالنهاية النصر للشعب السوري العظيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط