الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذاً دع المطر يهطل

دارين هانسن

2011 / 12 / 28
الادب والفن


دعه يزلزل بأجسادنا ويبللها طالما اشتقناه بعد أن عبدنا التصحر ومتنا بأكاذيبه . دع روحي تجرب الهوى المجنون تغرد بوجه العاصفة .تصرخ بالموتى توقظهم .دع موتي ساكتا وصمتي يصرخ.. دع الصور معلقة على الجدران لا تنزع فرحتهم..ودع رؤوسهم المليئة بالتفاهات تنطق..لا جدران تمنع العاصفة من القدوم ولا جسور ممتدة ......موت في أحشاء مدينتي ..وعيون أطفال تطرق النوافذ المثلجة بانتظار عودتهم ......ونساء يزغردن من سخرية المجهول .. وجنون غاضب غامض ...لرائحة الشتاء هذه المرة نكهة الدم ورائحة وداع ووجع أرمل وأمل يولد في العتمة ولعنة ساحر ..ضاعت رائحة الحطب أمام هستيرية النار في الخارج..وضاع معنى الدفء أمام برودة قلوبهم..دعهم يهولوسون ولا تقاطع شعوذتهم دعهم يقنعوا أنفسهم بأنه يمكنهم استعادة الطلقة وتوجيهها والتحكم بها بعد خروجها من فوهة المدفع ..دعهم يؤمنوا بقدرة الطلقة على الاختيار فعلهم يجربوا اختراعاتهم الغبية بين بعضهم ..ودعني أنا أنام تحت المطر أفصل روحي عن جسدي وأطير بها إلى حيث تكون الشمس وجسدي النائم يؤمن بإخلاصي له..إخلاص!!
هناك من يؤمنون بالإخلاص. ضحكت من نفسي وأقنعت أوهامي بأني مخطئة وبأن هلوسات الوحدة تسيطر علي..وبأن مدينتي على حق وأن مخاوفي غبية وبأن السعادة قدر لنا وأن الحزن في سابع بقعة أرض يحتاج سنوات ضوئية كي يصل إلينا ..
نرقص مع موتانا نراقصهم نضحك معهم ونشرب كأسهم الأخير قبل أن نوصلهم إلى مسكنهم الأخير ..وبعدها نعود ونكمل رقصنا ونبكي فراقهم ولكن لوهلة قصيرة حيث تزدحم الساحة بالراقصين الجدد ..
أريد أن أصغر أن أكبر أن أبقى أن أطير أن أعود طفلة وأصبح إمرأة بكامل انوثتها ..أريد أن التقيك أن أفارقك أن أقبلك أن أشاركك نبيذي وتشاركني سريري ..أريد أن أتحكم بحرارة الشمس ودرجة المطر وقساوة البرد..
الصناعة في بلدي ليست من أجود الأنواع ..يستوردون بضاعات خارجية وأغلبها صينية تغزو سوقنا الشعبي..ولكن صناعة الموت في بلدي احتلت أفضل المراتب وعلى أيد وطنية وبرصاص وطني وبنادق محلية وروسية..
كان وجه ذاك الطفل أجمل من الملائكة ومن وجه الله أجمل من الربيع والبحر الازرق ..كان يدندن أغنيته ويهرول يميناَ ويساراَ فرحاَ لأنه وأخيرا حفظ كل كلمات الأغنية ..كان وجهه يضحك ..كان جميلاً كان يضحك كان أجمل من الله ..كان يضحك ويدندن أغنيته ..وعندما قفلت عائدة إلى بيتي من نفس الشارع ..كان صامت كان يبكي كان يلوم صمتنا ..كان جميلا أيضاً ..كان متفائلاً وهو هامد ولكنه كان مازال يبتسم..وهو مضرج بدمائه مبتسم ..كان يضحك ..
دع المطر يهطل فوقه يبلل ابتسامته ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. مهرجان موازين للموسيقى يعود بعد غياب 4 سنوات بسبب ج


.. نون النضال | خديجة الحباشنة - الباحثة والسينمائية الأردنية |




.. شطب فنانين من نقابة الممثلين بسبب التطبيع مع إسرائيل


.. تونس.. مهرجان السيرك وفنون الشارع.. إقبال جماهيري وأنشطة في




.. دارفور.. تراث ثقافي من الموسيقى والرقص