الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوابة الديمقراطية الانتخابات العراقية

مسعود عكو

2004 / 12 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مما لا شك فيه أن انهيار النظام البعثي القمعي الاستبدادي في العراق أدخلها في دهاليز من التخبط والتقلبات السياسية وخاصة إصلاح ما دمرته آلة القمع الصدامية من خلال إعادة ترتيب البيت العراقي الجديد والذي لا بد أن يبدأ بناءه من أساسياته الأولية وهذه المسألة تتطلب الكثير من الجهد والعمل والتضحيات في سبيل بناء عراق جديد يستطيع فيه كل عراقي بكل قومياته وطوائفه إدارة شوؤن بلادهم.

إن الانتخابات العراقية القادمة والتي تشكل الركيزة الأولى من سلسلة الأسس التي يجب مراعاته في ترتيب ذلك البيت الذي انهار تحت وطأة أقدام أولئك الجلاوذة التي امتصت دماء العراقيين وهدمت دياراً كانت في يوم من الأيام من أفضل دور العالم.

الانتخابات المزمعة إجرائها بغية الحصول على حكومة منتخبة تأطر في جوانبها كافة أبناء العراق لمهمة صعبة للغاية وتتطلب الكثير من الترتيبات وتوخي الحذر من الفئة الإرهابية التي اتخذت من العراق مركزاً جديداً لارتكاب مجازرها وعملياته الإرهابية الطامحة إلى إفشال المشروع الديمقراطي العراقي الجديد من خلال العمليات المخربة حيث لا فرق بين تفجير سيارة مفخخة وبين تحريض أبناء الشعب العراقي على عدم الانخراط في العملية الانتخابية والتي من خلالها يثبت الشعب العراقي بأنه قادر على التحرر من التبعية وبناء المؤسسات الديمقراطية التي كان يطمح إليها منذ زمن بعيد ولكن الطغمة الفاشية التي حكمت العراق كانت مانعة الشعب لممارسة هذه الحقوق والعيش في جو من التعددية والحرية والديمقراطية التي كان النظام البائد يخشى منها بكل تأكيد.

إن العملية الديمقراطية في أي بلد من بلدان العالم تتطلب الكثير من التحضيرات الواجبة اتخاذها بغية الحصول على المرجو منه وإن أكثر بلدان العالم والتي تعيش في حالة من الديمقراطية واحترام آراء الآخرين تلجأ دائماً إلى صناديق الاقتراع التي هي الفيصل في هكذا عملية للحصول على الديمقراطية التي تطمح إليها كل شعوب العالم والتي تتخذ دائماً من تلك العملية الديمقراطية نقطة انطلاق لبناء مشروعها التعددي والذي يندرج تحت لوائها كافة أطياف المجتمع المشكل لتلك الدولة والعراق كغيره من دول العالم والطامح لبناء عراق حر جديد فيدرالي تعددي يريد خوض هذه العملية من خلال اللوائح المتعددة والتي تجمع في سطورها كافة الأقليات والطوائف العرقية والدينية وتبق المسألة فقط هي إخراج نزيه لهذه الانتخابات التي كانت دائماً حلماً من أحلام الشعب العراقي الذي نال ما نال من اضطهاد وقتل وتشريد على يد حكم فاشي متفرد بالسلطة.

أما الذين يقفون ضد هذه الانتخابات هم بلا شك يخافون من الشعب العراقي الذي لن يمنحهم ثقتهم بأن يوصلونهم إلى سدة الحكم حيث المالك الوحيد لهذه الثقة هو الشعب الطامح أن تحكمه قيادة جديدة تعكس الواقع العراقي وتكون مرآة للشعب بكل ألوانه لا أن ينفرد في حكمه مرة أخرى حكم مشابه للطاغية صدام فالذي لن يحصل على العدد المقبول للفوز في الانتخابات لن يجد لنفسه موطئ قدم في قيادة العراق الجديد والذي ولى فيه زمن الحكم الواحد وآن للشعب أن يختار بنفسه من يجد فيهم الثقة والغاية المقصودة.

إن كل من يشكك بالعملية الديمقراطية الجديدة هو واحد من الذين يتمنون عودة نظام الحكم الواحد الذي ينفرد بالسلطة لنفسه وذويه ويترك الآخرين في غياهب سلطانه وكل من يريد نجاح هذه العملية يريد الخلاص من ثقافة كان همها الوحيد هو إقصاء الأخر فالعراقي ما عاد يتحمل أكثر من هذه المصائب والويلات التي ارتكبت بحقه من قبل نظام كان يفوز وحسب إحصائياته مائة بالمائة علماً لو كانت الانتخابات حقيقية ونزيهة وانتخب الشعب العراقي بحرية لما نال الحاكم السابق سوى صوته في الانتخابات حيث لم يكن ينل حتى أصوات عائلته وحاشيته فالأمر اختلف الآن ولن يعود العراق إلى سابق عهده مهما كانت الضريبة التي سيدفعها الشعب مرة أخرى لأنه ما عاد يقبل بأن تراق دمه وتدنس حرماته وتغتصب كرامته مرة أخرى.

إن من واجب الدول العربية والإسلامية وكل بلدان العالم وخاصة التي تجاور العراق من واجبها مساعدة الشعب العراقي في هذه الانتخابات التي ستكون الأمل الوحيد لأن يقف العراق مرة أخرى على قدميه ومساعدته تطلب العمل الحقيقي لا الإدلاء بتصريحات فارغة من محتواها وكل من يريد من العراق ومن شعبه أن يعيش حياة حرة كريمة وبكرامة واجبه أن يساند هذه الانتخابات ويحاول إخراجها بالشكل الديمقراطي المطلوب لكي يكون العراق الجديد هو قدوة لكل دول العالم والتي تأمل شعوبها ممارسة حقها في التعبير عن رأيها دون خوف أو وجل من الطغاة الذين يغتصبون كل ما هو حر وديمقراطي ويقطفون كل ورود الحرية والإنسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوري من محكمة باريس؟ | ا


.. مربعات سكنية بأكملها تم نسفها .. إسرائيل تقصف غزة وتواجه حما




.. -قرع طبول الحرب-.. إسرائيل وحزب الله في سيناريو مواجهة | #ر


.. الاتهامات الإسرائيلية تنهال على نتنياهو.. ودعوات لرفض إلقائه




.. قراءة عسكرية.. الاحتلال يعلن إصابة 14 جنديا في غزة