الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الربيع العربي والشتاء العراقي

محمد سليم سواري

2011 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كثر الحديث عن الربيع العربي الذي أُطيح برموز الدكتاتورية في تونس الخضراء ومصر( أُم الدنيا ) وليبيا المختار ، وينتظر الشعبان السوري العتيد واليمني السعيد هذا الربيع بفارغ الصبر ، حيث عرفنا مصير زين العابدين وعقيلته ليلى الطرابلسي وحسني مبارك ونجليه علاء وجمال وما آل إليه مصير ( ملك ملوك أفريقيا ) القذافي ونجليه خميس والمعتصم .. إن مسألة هذا الربيع السياسي يختلف من بلد لآخر ، كما هو مسألة إطلالة الربيع الطبيعي الذي يختلف من بلد لآخر بل من قارة إلى قارة أُخرى .
إن ما يسمى بالربيع العربي قد يطل على بلد عربي وقد لا يطل على بلد آخر ليبقى في نعمته أو في أشد شتائه .. إن ما شدني للحديث عن هذا الربيع ونحن نعيش في برودة أربعينية الشتاء هذه الأيام ، هو ما سمعته وشاهدته مؤخراً من على قناة ( العراقية ) ومن مسؤول عراقي إستوز لمرات وهو الآن عضو في البرلمان العراقي ، حيث أكد بالحرف الواحد بأن ما يسمى بالربيع العربي هو في حقيقته شتاء عربي طال تونس ومصر وليبيا وأكد مستدركاً بأنه لا سامح الله إذا طال سوريا فسوف يكون شتاءً ، وكأنه يترحم على حكم الرئيس التونسي والمصري والليبي ويأبى أن يترحم على الرئيس السوري حيث يتمنى له البقاء والخلود .. لو كان لأي واحد أن يأبى الربيع العربي على سوريا فإنه من المنطق أن لا يكون ذلك من قبل شخص عراقي وخاصة إذا كان مسؤولاً في السابق وتحت يده في وزارة الداخلية الملف الكبير مما جلبه حكام سوريا على العراق وشعبه بعد إطلالة الربيع على العراق سنة 2003 حيث كان للمخابرات السورية الباع الطويل في تجنيد المقاتلين وتسهيل مهمة إدخال الإرهابيين إلى العراق ليحصدوا أرواح العراقيين في مهرجان الموت الجماعي في كل المدن العراقية وبدون إستثناء وخاصة في السنوات ( 2005 و2006 و2007 ) والصورة لم تبرح عيوننا حيث كان يُذبح العراق والعراقيين من الوريد إلى الوريد وعلى يد اولئك المارقين .. إن هذا المسؤول العراقي نسى أو تناسى بأن سوريا لم تزل الملاذ الآمن لفلول النظام السابق في العراق حيث يعتبر نفسه ألد أعداء ذلك النظام .. كما نسى المسؤول العراق الذي قال بأنه عاش في سوريا أكثر من عشرين سنة بأنه قد جاء إلى العراق على ظهر دبابة أمريكية وكان ذلك ضمن سيناريو الربيع العربي والذي طال في البدء على العراق ، فإما أن يكون تغيير النظام العراقي ربيعاً كما هو الحال في الربيع على تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن ، وإن كان قد نسى ذلك الربيع بأنه شتاء فما عليه إلا الإعتراف بأن ما حدث في العراق هو شتاء أيضاً .
وهذا يذكرني بحكاية طريفة وهي حقيقية .. ففي إحدى القرى الجميلة في كردستان ، وقد حفل ديوان الآغا برجاله ومريديه من أبناء قريته في ليلة شتوية ، فقال أحد القرويين البسطاء بأنه كم كان محظوظاً عندما عثر على خلية نحل في شجرة بلوط كبيرة من غابات القرية وجنى منها صفيحتان من العسل حيث ينعم بها هو وأطفاله ، فنهره الآغا بأن هذه كذبة كبيرة .. وإستمر الحديث في الديوان فقال ( خال ) الآغا بأنه في هذا الموسم عندما ذهب للصيد وصاد ببندقيته ( البرنو ) وعلاً جبلياً وإن العجب ليس في صيد هذا الوعل المتوحش ولكن العجب أنه وجد في قُرنا هذا الوعل خلية نحل جنى منها ثلاث صفائح من العسل ، ففرح الآغا بما تحدث به خاله وأيد كلامه .. فما كان من القروي المسكين إلا وأن قام من مكانه وصاح بأعلى صوته موجهاً كلامه لللآغا .. سيدي الآغا إذا كانت حكاية خالك حقيقية وصادقة فإن حكايتي كذلك حقيقية ، وإن كانت حكايتي كذباً كما وصفتها ، والله فإن حكاية خالك كذلك محض كذب ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراق والدمار
حمزة الريكاني ( 2011 / 12 / 29 - 20:36 )
الاخ مايحس بمعانات الشعب العراقي الله ياخذهم معا حكوماتهم اجمعين

اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك