الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وحرب الملفّات السرية

عبد الرزاق السويراوي

2011 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


على خلفية تداعيات قضية الهاشمي وأيضاً بالتزامن مع إنسحاب قوات الإحتلال الأمريكي , تفاقمتْ الأزمات السياسية في العراق وعلى أكثر من جبهة . ولعلّ ما يثير القلق من تصاعد هذه الأزمات هو بروز ما يمكن تسميته بحرب ( الملفات السرية ) التي لجأ إليها بعض المنضوين للكتل السياسية المتصارعة , وهم كثرٌ, والتي تهدف من بين ما تهدف إليه , التسقيط السياسي وقد تذهب لأكثر من ذلك في حال إستعر إوارها أكثر , لتصل بهم مرحلة كسر العظم . كل ذلك من المؤكد أنّ الخاسر فيه والمتضرر الأول هو المواطن العراقي الذي قُدّر له أن يكون هدفاً لمرمى سهام معظم المتصارعين من الساسة وكأنّ منافعهم الشخصية لا تنجز إلاّ عبر هذا النهج الأناني . ومع ذلك يمكن القول بأن في الإفق السياسي , على قتامته , تلوح بعض المبادرات لحلحلة هذه الأزمة , ومن أهمّها , الدعوة لعقد مؤتمر وطني يضم كافة الكتل السياسية بما فيها تلك التي لم يحالفها الحظ بالفوز في الأنتخابات التشريعية الأخيرة والتي تجيء على خلفية لقاء تمّ بين جلال الطالباني رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي فضلا عن مجمل الحراك السياسي العام . ولكن حتى هذه الدعوة لعقد مؤتمر وطني , لم يجر الى الآن , الإتفاق بشأن عقدها ,أو التحضير لها , نظراً لوجود إشتراطات كثيرة يطرحها ساسة الكتل تصل أحيانا حد التقاطع مع بعضها ..
هناك إختلاف كبير في رؤية الكتل السياسية في إستقرائها لمعطيات مرحلة ما بعد الإنسحاب الأمريكي , إذْ يفترض بجميع الكتل السياسية أنْ تتعامل مع هذه المرحلة الحرجة برؤية جديدة لآفاق العملية السياسية الجارية غير أن المعطيات ترشّح عنها ما هو عكس ذلك بل بما يتقاطع مع المصلحة الوطنية نظرا لتغليب المصالح الضيقة بحيث هي التي تسيّدتْ الساحة السياسية وقد لا يُسْتبعَد , إنْ هي تفاقمت أكثر,أن تسهم في الإطاحة بالعملية السياسية برمتها , خاصة وأنّ بعض الساسة لجأ للتهديد , المتبادَل , بكشف الملفات السرية السيئة القابعة في إرشيفهم , وفي قبال هذا النوع من الصراع , هناك من يدعو الأمريكان للتدخل لفضّ هذا التشابك العقدي الذي بدأ ينخر عظم العملية السياسية , ومثل هذه الدعوات ما يدعو للغرابة حقّاً . فالعقدة السياسية الحالية , هي من صنع الساسة العراقيين أنفسهم رغم البصمات الإقليمية والخارجية عليها , من هنا فالراجح لحلولها , هو الحوار المفتوح بين صنّاع القرار أنفسهم , وأمامهم الآن فرصة كبيرة لعقد مؤتمر وطني للوصول الى ما يحتوي هذه الأزمات أو على الأقل التقليل من خطر إسْتفحالها , وبخلاف ذلك فأن التقليل من شأنها والتمادي في اللجوء لحرب الملفات السرية والتي هي من صميم واجب جهات قانونية إخرى , يضع الشعب العراقي على فوهة بركان قابل للإنفجار لا سامح الله في أيّة لحظة , خاصة وأنّ المتربصين لإفشال العملية السياسية العراقية , يتحيّنون الفرص لذلك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا الملف
هادي حسن ( 2011 / 12 / 30 - 14:54 )
وفي نهاية اللقاء امر الرئيس الامريكي اجهزة مخابراته ان تسلم الرئيس المالكي كل ما لديها من معلومات عن خفايا العملية السياسية ورجالها في العراق،،. الكلام هو لثامر الصفار الرجل الذي رافق المالكي في رحلته الى أمريكا مؤخراً.السؤال هو هل كان هذا الملف بالذات هو من شجع المالكي للأنقلاب على شركاء الأمس خصوصاً بعد أن عرض خلف اللعليّان ملف إتفاق الهاشمي مع الزعماء الكرد على تقسيم العراق لثلاثة دول حسب خطة بايدن ؟
http://www.youtube.com/watch?v=nTLBLYJw_tw&feature=player_embedded



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟