الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة القذارة أم قذارة الثقافة

سالم الصادق

2011 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ما أحوجنا اليوم في هذه الأيام لإنشاء معجم يرصد الدرك الذي وصلت إليه سياسات الأنظمة القمعية العربية ليكون إسهاماً عربياً مشرفاً ومرجعاً للثقافة الإنسانية المتهاوية.
وهنا لا أرى حاجة لأن يرتحل اللغويون إلى البوادي والحواضر ليلملموا ما تفتقت عنه أشداق العربان كما فعل أسلافهم .
ولا ضرورة للتنقيب في تراث أجدادنا المشرف ، ولا داعي لتقفي حوافر بغال هولاكو ولا جنكيزخان ، ولا ضرورة لقراءة مذكرات هتلر ولا سيرة موسوليني ولا ستالين ، ولا فرانكو.. وبيغن . ولا سواهم من طغاة العالم .
لا حاجة إلى الإبحار عبر وحول التاريخ الآسنة ومكبات نفايات الجغرافيا ، فيمكن تجاوز كل عصور البشر ؛ البدائية والإقطاعية والصناعية البرجوازية والرأسمالية والإمبريالية والاشتراكية والشيوعية ، كما يمكن الاستغناء عن البحث في نظريات وأسس ودساتير الأنظمة الملكية والأميرية والسلطانية والجمهورية والجماهيرية والإمبراطورية .وووو......
والتوجه فقط في هذا المشروع الثقافي لنغرف من كواليس نظام استبدادي واحد جمع محاسن الكي بي جي وفضائل السي آي إيه ومناقب الجستابو ومفاخر الموساد... .
إنه النظام السوري الذي نشر شروره شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً منذ عقود .
ففي باب السياسة: كان سباقاً في الكذب و التزييف والخداع تجاوز بمراحل إبداعات مكيافيللي وبروتوكولات أبناء عمومتنا، حتى أنه يمكن أن يصنف بجدارة مدرسة وصرحاً لا أخلاقياً عظيماً . لطخ جبين العربان - الذي لا تحتاج للمزيد من التلطيخ - بأوحال العار وأثلج بذلك صدور العلوج والأعاجم وبني الأصفر وأصحاب العيون الزرق.
وفي باب الاقتصاد : تشعبت عنه مذاهب في النهب واللصوصية والسلب والابتزاز والاحتيال والتزوير والفساد والإفساد المتعمد المدروس وتلويث الآخرين وامتهانهم...
أما في باب الوطنية : فقد مارس الكذب بأقبح صوره وأنشأ مذاهب في الوهم والفكر والتدجيل والتزييف ، وعلَّب العقول في قوالب جاهزة مسبقة الصنع في دهاليز المخابرات ومواخير النضال الثوري . تاجر بفلسطين ونكب واستغل الفلسطينيين . تفنن في إبداع الشعارات في إعلامه المسرطن . قتل الوطنية والوطنيين في سوريا ولبنان، وأرسل كلابه لملاحقة معارضيه في الخارج ، حارب اليمينيين واليساريين ، العلمانيين والصوفيين التقدميين والرجعيين الاشتراكيين والامبرياليين ، نشر سمومه في لبنان والعراق . صنف الناس بالإكراه حسب مقاييسه الغاشمة ، حارب الإبداع والمبدعين . ضيَّق على العلم والمتعلمين ... اغتال الكلمة وقطع الأوتار، كسر الريشة وحطم القلم أحرق الكتب ، استأصل الحناجر وحارب الأ لحان ، لم تبق خطيئة أو جريمة أو جناية أو حتى جنحة في العالم إلا وجدت تصنيفاً في ثقافة الاستبداد السوري.
هذا كله نقطة من بحر ظلمات النظام ، قد لا يستوعبها معجم واحد .
أفلا يُعد هذا النظام بجدارة منتجاً بل مصدراً لثقافة القذارة أو قذارة الثقافة ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة