الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة التعري

علي الهاشمي الدوري

2011 / 12 / 29
العلاقات الجنسية والاسرية


ثقافة التعري
علي الهاشمي الدوري
يقال بانه دوما يكون خلف الكاميرا اثناء تصوير فيلم عيون رجل بغض النظر عمن يقف وراء العدسة . ولغة الفيلم لاتعرف سوى كلمة واحدة امراة عارية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجنس.
وقد تكون ثقافة التعري منتشره باغلب الدول الغربيه ولاشك بان العولمه كانت لها اليد الاولى بايصال هكذا ثقافة للبلدان العربيه من خلال ماشهدنا ولمسناه في الكثير من المواقع الاجتماعيه وغيرها
وقد يكون التعري هو جزء من حياتنا فنحن وبلاشك محاطون به من كل الجوانب ولكن قد يكون مخفي نوعا ما لوحات فنية ,وتماثيل ,وفي التلفزيون, والانترنيت والمجلات, والجرائد وهنالك الكثير من مشاهد التعري على مدى الزمان فمنها عمليات الاغتصاب التي يتعرضن لها النساء والحروب التي تجبر الكثير على التعري لسبب ما ولاشك بان التعري يدل على ضعف الشخص ولايستطيع احد ان يحميه
وقد تكون لغة الجنس ممنوعة نوعا ما من التعامل حتى وان كانت بصوره علميه حيث يتررد البعض على استعمالها وترجع هذه الامرو الى الكثير من العوامل المختلفه وقد يطول شرحها
وكانت المشاهد الاباحيه والافلام الجنسيه والثقافيه ممنوعة من العرض على الشاشه الامريكيه في عام 1933 حيث منع عرض فيلم التشيكي وكانت الممثله هيدي لامار تظهر وهي عاريه حيث كان له تاثير كبير على الشاشه الامريكيه حتى عام 1960
ولاشك بان هناك كانت محاولات لبحث نفسية وشعور المتعري اثناء تعريه وماهو الشي الذي يتيقنه المتعري وهل يمكن ان يتغازلوا بمواصفات اجسامهم وكم المسافه التي ستفصل بين اجسامهم وهل ينظرون الى اجسام بعضهم البعض
وحتى وقتنا الحالي نشاهد ان أي اعلان عن فلم سينمائي جديد يكون غالبا بعرض مشاهد ساخنه من الفيلم حته يكسب اكبر عدد من الزوار في صالة العرض
وفي الكثير من الدول تقام عروض للعراة ومهرجانات حيث
وفي الدنمارك يقام سنويا مهرجان غنائي كبير في مدينة روسكلدة Roskilde حيث يجري فيه سباق للعراة .
حيث كانت لهذا المهرجان حيثيات قديمه في الخمسينيات من القرن الماضي
حيث كانت المراة الدنماركية تعاني القمع بعدم حصولها على حقوق مساوية للرجل الدنماركي في الترشيح والتصويت والانتخابات والراتب والعمل والدراسة وتربية الاطفال وحضانة الاطفال الخ الخ .... .
وتعبيرا لقمع الظلم الذي لحق بهن
اسست النساء حركة نسائية في ستينيات القرن الماضي واول نشاط قمن به هو خروجهن عاريات في الشارع على شكل تظاهرة نسائية مطالبة بالمساواة مع الرجل.

وبعد مرور اربعين عاما وتحديدا في العام الماضي قامت مجموعة من النساء الدنماركيا ت في التعري في المسابح العامة وذلك من اجل إعطاء دروسا للرجال في المساواة على اساس ان جسد المراة العاري يجب ان يكون حالة طبيعية كجسد الرجل العاري ولاداعي لتغطيته.

ولكن المشكلة هنا انه ادى هذا العرض او العمل (الثوري) كما يدعين الى ازدياد عدد الرجال في المسابح العامة بشكل واضح وبعد شهرين من اعتماد النساء على ظاهرة التعري في المسابح رجعن الى لبس المايو والغاء فكرة التعري في المسابح باعتبار ان التعري امام الرجال لم يؤدي هدفه المنشود والثوره لم تتحق في اعطاء دروسا للرجال حول احترام حرية المراة ومساواتها مع الرجل .
وبالتالي نلاحظ بان جسد المراه يبقى خارج نطاق التاثير على الطرف الاخر وليس له اثار جانبيه من الممكن ان تحقق ماتطمح اليه المراه من خلال تعريها
واذا كانت المراة العربية او المسلمة تعتقد انها تستخدم نفس السلاح (الجسد العاري) في ثورتها ضد قيم المجتمع الذي يضطهد جسدها بالحجاب والنقاب. فكيف يمكن اذن أن نفسر استخدام المراة الاوربية او الدنماركية نفس السلاح (الجسد العاري) في ثورتها ضد المجتمع والرجال على الرغم من انها لم تقمع من قبل الاسلام ولم يفرض عليها ستر جسدها بالحجاب او النقاب ؟


لماذا تختار المراة جسدها للاحتجاج سواء في اوربا او العالم العربي؟

ففي اوربا من الطبيعي جدا ان ترى صورة امراة عارية كلوحة فنية في كل بيت واحيانا يضع الزوج صورة زوجته او حبيته العارية كلوحة فنية
فلايمكن ان يكون التعري ثورة والمستغرب ان المراة مع هذا تستخدم جسدها العاري في نضالها نحو الحرية والمساواة مع الرجل؟ لماذا يجب ان تتعرى المراة للحصول على مطالبها؟ لماذا يجب ان يكون جسدها دوما هو الثمن الذي تدفعه من اجل الحصول على حقوقها المشروعة ؟ وخاصة وهي في مجتمع متقدم غربي ؟ فكيف نحلل هذه الظاهرة اذا استخدمتها المراة في المجتمع الشرقي ؟

ويمكن ان نذكر على سبيل المثال الفنانة التشكيلية السورية هالة الفيصل التي ولدت في اسرة متفتحة غير متدينة وعاشت في دول اوروبية متعددة تتكلم لغات عديدة وعندما احتلت امريكا العراق عام 2003 قامت هالة الفيصل بالتعري في ساحة نيويوك االعامة وكتبت على جسدها العاري اوقفوا الحرب وطبعا تم اعتقالها بعد فترة قصيرة حيث ممنوع ان تكون عارية في مكان عام.
فنلاحظ بانها استخدمت جسدها العري للتعبير عن احتجاجها ضد احتلال امريكا للعراق وهنا كانت رسالتها موضوع سياسي وليس موضوع قمع المراة المسلمة ولكنها استخدمت الجسد العاري في رسالتها السياسية كونها تعتمد دوما على موضوع الجسد العاري في لوحاتها .
والسؤال الذي يبقى مجهولا نوعا ما هو
هل استطاعت المراة بالتعري ان تغير البنية التحتية للمجتمع؟

ويبقى السؤال هنا: هل تعري الفتاة على الانترنيت هو احتجاج على ظاهرة الاباحية ام هومطلب منها بان ينظراليها الرجل كانسان لاتختلف عن الرجل كما فعلت النساء الدنماركيات في اول احتجاج لهن؟ ام هو مجرد رغبة من الفتاة كاي امراة ان تظهر جسد جميل عاري كاي لوحة فنية يرسمها فنان تشكيلي ؟

هناك لوحة الفنان أوجين ديلاكروا ( الحرية تقود الشعب ) عن الثورة الفرنسية كانت امراة قد كشفت عن جزء من صدرها في اللوحة تحمل العلم وتقود الرجال ولم تكن عارية كليا بل مثلت رمز للتحرر بهذه الصورة ولكن هناك فرق شاسع بين هذه اللوحة العربيات العاريات على شبكات الانترنت تعددت ولم تعتمد على شعار معين وصورة واحدة كما هي في لوحة اوجين ديلاكروا ولهذا السبب فاذا افترضنا ان المتعريات يريدن ان تقود ثورة نسائية ضد الكبت الجنسي وضد فرض التستر كالحجاب والنقاب في مجتمعها الشرقي المحافظ

بهذه الحالة لن تستخدم صور عديدة وفي وضعيات مثيرة مع رجل , بل سوف تستخدم رمز و شعار يرمز للحرية بالضبط مثل اي مجموعة احتجاجية او حزب يطرح ايديولوجيته من خلال شعار خاص .

ولابد من الاشارة ان النساء بالتاكيد يختلفن بطريقة التعبير عن استيائهن من قضية ما .

وهنا دعونا نتذكر السيدة انديرا غاندي التي كانت اول امراة في الهند تستلم منصب رئيسة الوزراء ولمرتين وبدون ان تتعرى بل بالعمل السياسي الدؤوب حصلت على هذا المنصب؟
. فالمراة التي تسعى للحصول على حقوقها المشروعة يعليها ان تختار حلبة صراع اخرى ليس من منطلق انها انثى وبالتالي ليس باستخدام جسدها بل من منطلق انها انسان وتعتبر الرجل انسان وليس ذكر
ولعل بالمستقبل القريب نرى حريات مختلفه وتثير العجب لدى من يطلقون على تصرفاتهم كلمة الحريه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصة الكاملة لضبط عصابة تغتصب الاطفال في لبنان عن طريق «تيك


.. من بقايا جاءت من العراق.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمر




.. العربية ويكند | معايير السعادة لدى الشباب.. و تأثير وسائل ال


.. الصحفيات في غزة تحت النار في ظل سياسات القمع والتمييز




.. الصحفية غدير بدر