الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستحيل ارجاع المارد الى القمقم

يونس الخشاب

2004 / 12 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو ان حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب العراقي لا تكفي ، حيث ارتفعت بعض الاصوات النشاز في الولايات المتحدة تطالب بتشديد الخناق عليهاكثر . فقد نشرت جريدة الواشنطن بوست مقالة ل"يارون بروك " رئيس معهد"راند" ومقره كاليفورنيا ، بتاريخ 27 من الشهر الحالي، يقول فيه:
" ان مشكلة الامريكان في العراق هي ليس في مدى ولاء قوات الحرس الوطني ، المشكوك فيها اصلاً ، ولا في قلة خبرتها ، كما ان المشكلة هي ليست في ضعف تسليح قواتنا ولا محدودية انتشارها ، كما انها ليست في فشل المجتمع الدولي في تقديم العون لنا ، او في حساباتنا الخاطئة التي ورطتنا في العراق . انما المشكلة هي في جُبن امريكا الاخلاقي "
لقد جاءت هذه الملاحظات بعد يوم من الانفجار الذي وقع في معسكر الغزلاني في الموصل .حيث يحمل هذا الكاتب مسؤولية العملية الى ادارة بوش الى جانب منفذي العملية واصفاً سياسة بوش "بالانتحارية ".
ما يقترحه رئيس هذا المعهد هو حرمان المقاومة من الدعم اللامحدود الذي تتلقاه من الشعب العراقي فيقول في هذا الصدد " عار على ادارة بوش ألا تطلق أيدينا بانزال العقاب باولئك العراقيين المدنيين المعادين لوجودنا في العراق ، علينا ان نجعلهم يدفعون ثمن جرائمهم ". ثم يستشهد هذا الكاتب انه ابان احتلال امريكا لليابان لم تخسر الولايات المتحدة جندياً واحداً وذلك بفضل سياسة تجفيف منابع الدعم للمقاومة اليابانية " علينا ان نعزز عملنا الى ان يعلن هؤلاء المدنيون العراقيون المعادون لوجودنا استسلامهم لنا بالكامل " ويستمر قائلاً " ان ما نحتاجه هو تحول اساسي في اولوياتنا الاخلاقية " ، وهنا يدعي الكاتب كذبا " ان على القوات الامريكية ان تكف عن وضع أمن المواطن العراقي وسلامته قبل أمن جنودنا "
يبدو ان هذا الكاتب لا يعلم بحجم الغضب الذي يشتعل في داخل الشارع العراقي . كما ان هذا الكاتب قد تناسى تلك المعاملة الخشنة و الفظةالتي يلقاها المواطن العراقي من لدن الامريكان في حياته اليومية . ثم ألايشتمل هؤلاء (المدنيون العراقيون المعادون ) على اعداد كبيرة جدا من العراقيين الذين يدافعون عن آبائهم ، اولادهم في مقاومتهم للاحتلال ؟ ألا يعني ذلك استعداد ألوف جديدة ممن يسميهم البعض " بالارهابيين" الالتحاق بصفوف المقاومة ؟
لا يوجد محتل جيد وآخر ردئ ، كيف يراد من العراقي ان ينظر الى المحتل كمحرر وهو يرى المعاهدات الدولية ومعاهدة جنيف تخرق كل يوم ؟
ان اقتراح هذا و امثاله يكون في محله اذا كان الهدف الرئيسي هو دحر وتدمير العراق ، وهذا يعني فعل كل شئ من اجل تحقيق النصر العسكري ، تسوية مدن كاملة بالارض ، مستويات غيرمسبوقة من العنف . لكن الامريكان يدعون ان هدفهم هو كسب العراقيين ومساعدتهم على بناء ما تهدم من مؤسساته .وما حدث في الفلوجة وابو غريب يثبت عكس ذلك .ان سياسة امريكا في العراق هي سياسة العقاب الجماعي لكسب الحرب ، او كما شبهها احدهم " أشبه بمن يحرق مخزناًً للغلال كي يتخلص من فئرانه "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام