الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا و الخيانة

قصي حسن

2011 / 12 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من هو الخائن
لقد تهنا و تاه كل شخص يعتبر نفسه مطلعا" على الاحداث في سوريا فمن هو الخائن و من هو الشريف الوطني بامتياز لقد عرفنا الكثير من الشخصيات التي تدعي الوطنية و الشرف و عرفنا الكثير من الشخصيات الوطنية الحقة ولكن في هذه الايام لم نعد نعرف من هو الوطني الشريف و من هو الخائن فهذه هي نقمة الانترنيت أما نعمة الانترنيت فهي أن أي شخص مهما علا شأنه أو صغر شأنه مضطر بشكل أو بآخر أن يبرر أعماله و أفعاله و أقواله على هذه المساحة الحرة و من لم يفعل فهذا يعني أن ما يقال عنه إنما هو الحق بعينه ،من المستبعد جدا" حتى الان أن يقوم للديمقراطية الحقة قائمة في الوطن العربي لا في تونس و لا في مصر و لا في سوريا ...الخ و ذلك لاسباب تاريخية و موضوعية أهمها أن فاقد الشيء لا يعطيه فالدول الراعية للثورات العربية التي تدعي أنها تريد تصدير الديمقراطية هي نفسها ليست دولة ديمقراطية حقيقة فأقصى ما يقال عن دول الغرب و أوربا أنها دول ديمقراطية رأس المال ديمقراطية الشركات العابرة للقارات ديمقراطية الاغنياء الذين يملكون الارض و ما فوقها و ما تحتها و لكن حتى هذه الديمقراطية هي ممنوعة على دول العالم الثالث و بشكل خاص الدول العربية و بشكل أخص الدول النفطية فهذه الديمقراطية حسب منظور الغرب قد تفرز نظاما" برجوازيا" وطنيا" يحل محل أنظمة الدمى التي يحركها الغرب من مقره دون الحاجة الى تدخل عسكري كما حدث مع ليبيا أو العراق .
لذلك على كل من يدعي أنه يناضل من أجل الديمقراطية أن يسمي الاشياء بأسمائها فهل دولة مثل السعودية و قطر الان أصبحوا حماة الديمقراطية في سوريا و مصر هل تركيا التي ما زالت تقمع الحركات الكردية في تركية هي مدافع عن الديمقراطية قد يتنطح معارض من أمثال غليون و غيره ليقول: هذه ليست معركتنا الان فمعركتنا مع النظام الفاسد الديكتاتوري في بلدنا في سوريا و ان كان هذا حق لا لبس فيه فانه يراد به الباطل لانه صحيح أن معركتنا هي مع نظام فاسد و ديكتاتوري و فاشي وووو....الخ مما يتصف به النظام السوري و لكن الصحيح أيضا" أنه لا ينبغي محاربة نظام فاسد بنفس أدواته فالنظام يقتل المدنيين و المعارضة تقتل العسكريين و لكن المدنيين و العسكريين هم سوريين فكما أن المدنيين يقبعون تحت نير النظام الديكتاتوري أيضا" العسكريين يقبعون تحت نير النظام الديكتاتوري و لطالما المدني و العسكري هم من الشعب السوري فان النظام و المعارضة يقتلون الشعب السوري أنا أعتقد أن كل من يحمل السلاح في سوريا و يقتل مدنيا" أو عسكريا" إنما هو خائن لوطنه و لشعبه و على كل عسكري يتألم كما يدعي البعض لقتل المدنيين أن ينشق عن الجيش السوري و لكن أن ينشق ليدخل الى صفوف المناضلين سلميا" ضد النظام الديكتاتوري الفاسد أن يترك سلاحه الى الابد لا أن ينقله من كتف الى آخر من قتل المدنيين الى قتل العسكريين لانه بذلك لا يفعل شيء سوى أنه بدل أن يقتل أخاه المدني فهو يقتل أخاه العسكري بدل أن يقتل جاره المدني يقتل جاره العسكري و يكون يحارب النظام بطريقة دونكيشوتية فهل النظام هو ذلك العسكري الفقير" لاي طائفة انتمى " الذي لم يجد عملا" ليعين عائلته فاضطر مكرها" لان يتطوع في الجيش ؟
ان كل من يحرض على قتل العسكريين و المدنيين انما هو مجرم بحق الشعب السوري ينبغي محاكمته و الاقتصاص منه ان كل من يحمل السلاح ليدعي أنه يدافع عن الشعب السوري إنما هو مجرم ينبغي محاكمته و الاقتصاص منه إن كل من يتعامل مع الجيش السوري الحر ينبغي محاكمته و الاقتصاص منه .
إن كل من يطلق طلقة على مواطن سوري ينبغي محاكمته و الاقتصاص منه .
لقد كانت و ماتزال - و أعتقد أن النظام نجح في ذلك - أمنية النظام الفاشي في سورية أن تتحول الاحتجاجات ضده من السلمية الى المسلحة و ذلك ليسهل عليه قمعها دون أن يرف له جفن إن أكبر خائن للشعب السوري بكل مكوناته إنما هو رياض الاسعد –الجيش السوري الحر – و كل من يتعاون معه من المعارضين و أذكر المعارضين "إن نفعت الذكرى" أنهم حسب ما يدعون فهم يناضلون لاجل اسقاط ديكتاتورية عسكرية أذاقت الشعب السوري مدنيين و عسكريين الويلات .
فهل ما يسمى "الجيش السوري الحر" سوف يكون بأفضل من الجيش السوري النظامي ؟!
أنا مع اسقاط النظام الفاشي الديكتاتوري الفاسد و لكن ليس لكي يحل محله نظاما" ديكتاتوريا" فاسدا" آخر بل لكي تكون سوريا" وطنا" لكل السوريين لأي فئة أو طائفة انتموا فهذا العسكري الذي يطلق النار على المظاهرات السلمية انما هو من الشعب السوري و لكن هو يتلقى أوامره من عقيد أو عميد أو لواء أو من الرئيس كما و هو مضطر لاسباب شتى أن يخضع لتنفيذ الاوامر و بالتالي فحربنا ليست مع هذا العسكري الذي ربما يكون صديقي أو أخي أو جاري ...بل حربنا مع النظام حربنا مع من يصدر الاوامر و لان أمر أي كان مدنيا" أو عسكريا بقتل المواطنين السوريين مدنيين أو عسكريين فان حربنا ينبغي أن تكون معه .
و- لكن ليس بالسلاح أو استدراج التدخل العسكري من دول أقل ما يقال عنها أنها تسعى لتحقيق مصالحها و لا يهمها الشعب السوري إن كان يرزح تحت الديكتاتورية أم الديمقراطية – بل بالسلم حتى لو قتل منا النظام عشرات الالاف وأذكر الذي يدعي من المعارضة حرصه على الشعب السوري و يود أن تتدخل الدول الغربية و الناتو عسكريا" في سوريا أن طائرات الناتو لن تفرق بين معارض و موال لن تفرق بين عسكري و مدني و أن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها هذه الدول على سوريا انما هي تفرض على كل مكونات الشعب السوري .
فهل نحن بحاجة لمن يزيد قتلانا ألا يكفي ما يقتل منا النظام الديكتاتوري الاسدي لكي نستجلب قاتلا" آخر ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و