الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سندديانة الشهداء ...... الى رستم جودي

زوهات كوباني

2011 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لا اعرف ماذا اكتب...؟ عن مناقب رستم الذي تعرفت عليه قبل 22 سنة في اكاديمية معصوم قورقماز بلنبان؟. عن أي رستم اتحدث؟! هل عن المقاتل الذي كان في ساحات الوغى؟ أم عن رستم المناضل والسياسي بين الجماهير هنا وهناك؟، ام عن رستم المنظّر الايديولوجي المخضرم، وهو يقود الثورة الحقيقية من خلال تنشئة الاجيال القادمة؟.

لا اعرف من أين ابدأ؟... عن علاقاته الانسانية؟ وبراءة الطفولة التي تظهر على ملامحه وضحكاته وصداقته؟ ام عن مهاراته التنظيمية والفكرية، أثناء تواجده بين جيش الثوار الذي ينشئه، من خلال التعبئة والتدريب.

لا يمكنني إحصاء عدد الرفاق الذين قام رستم بتدريبهم، وزوّدهم بالعلم والمعرفة والاخلاق وجعلتهم ثواراً اشاوس يملكون المعرفة والعلم ويعرفون كيف يناضلون في سبيل الحرية، ويصبحون عشاقاً لها.

لا اعرف عن ماذا اكتب...؟، عن صوتك الحزين عندما كنت تعزف على البزق، وتغنّي "اي فلك بوتا دنالم"، "دمي من ديت توي نسرين هردو جافين تي رش دكرين". وغيرها الكثير من الاغاني التي ترددها، بمرح مع المحيط وتمنحهم المعنويات.

أم عن دروس التدريب التي كنت تعطيها باسلوب سلس جذاب للمستمع، جاعلاً منه يطلب المزيد.

لا اعرف عن ماذا اكتب...؟ عن الروح الثورية التي كنت تنشرها بين الرفاق وتبشيرهم بمستقبل مليء بالنجاح والانتصارات؟. أم عن عمق فكرك الايديولوجي وانت تتحدث باسلوب مبسط يفهمه الجميع.

لا اعرف عن ماذا اكتب... عن كونك معلما في المدارس الحزبية وتخرج الحزبيين والكوادر الطليعيين؟، ام عن بحوثك الفكرية وتحليلاتك السياسية التي تشترف آفاق المستقبل، وتضيء الطريق نحوه.

لا اعرف عن ماذا اكتب... عن رستم المعلم، القائد، المفكر، المحلل، الفنان، الرفيق الحزبي، والصديق الشخصي؟.

لا اعرف يا رستم عن ماذا اكتب؟. اتذكر الآن، انتقاداتك وتحليلاتك عن المهملين والضعفاء والهاربين والمترددين، وكنت خير من يعرفهم ويحلل شخصياتهم.

لا اعرف عن ماذا اكتب... عن بساطتك وانت القائد الميداني والسياسي والتنظيمي، وكيف كنت تستطيع التعامل مع الجميع. كنت طفلاً مع الأطفال، وكبيراً مع الكبار، ورفيقاً حميماً مع الرفيق والصديق.

لقد اعطيتنا دورساً في الاخلاق الثورية، حين كنا نراك حاملاً بندقيتك، رغم اشتداد المرض عليك، وكنت تقول: الحياة الثورية لا تعترف بالمرض، بالحر والبرد والجوع. الحياة الثورية هي انت تعيش حراً كل لحظة، رغم كل المعاناة والآلام.

لا اعرف عن ماذا اكتب...؟ عن مشوارك الطويل والذي اصبح مارثوناً نحو الحرية، يعجز القلم عن تدوينه، ولا حتى كتابة روايات طويلة.

لا اعرف عن ماذا اكتب...؟.

رستم... يا قرة اعيننا..

لقد ذهبت دون ان تدوعنا.

لماذا غادرتنا وتركتنا هكذا؟!. الم نكن تواعدنا على إكمال المشوار معاً؟. لماذا غادرتنا، دون ان تقول كلمة الوداع؟ ام انك قلتها، ونحن القاصرون والجاهلون، لم نفهم الكلمات والعبارات والجمل؟.

نعم.. برحيلك، قلت لنا: ها انا اسير نحو الحقيقة الابدية التي لا يمكنكم الوصول اليها.

لا اعرف، يا قائدي ورفيقي وصديقي ومعلمي الحبيب... لا اعرف ماذا اكتب.

أتذكر عندما كنت ترشقنا بالعبارات الطريفة والنوادر... المضحكة؟

أتذكر عندما كنا نسير معا نحو رفاق في القسم الثقافي؟. هل تتذكر عندما كنت تعزف على البزق وتغني الحان محمد شيخو؟.

إذا بكيتك... ربما تقول لي: كم انت ضعيف! الم نتعاهد ان لا نبكي على الشهداء. بل يجب ان نزغرد.

ولكن، معذرة، بقيت ضعيفاً أمام فراقك، لم ابكي وحدي، بل بكت سري كاني وكل كردستان. ولم يبقى شخص تعرف عليك، ولو للحظة، او عاش معك لفترة، الا وبكى.

لا اعرف لماذا هذا الفراق...؟

كأنه حلم قاسي وأليم.. ام انها حقيقة الثورة فالحياة والشهادة تسيران معاً.

نعم، كبرنا ضمن الثورة، ورأينا الكثير من الشهداء والرفاق، ولكن لم استطع ان تقبّل فراقك يا رستم.

بالله عليك، رد علي يا رستم: هل فعلاً رحلت عنا؟!.

لا اعرف عزيزي...

لا اعرف عن ماذا اكتب عن رستم سري كانيه ام عن رستم قنديل ام رستم الشهيد ام رستم المفكر ام المعلم؟..

الكلمات كثيرة، ولكن اللغة تخونني من شدة الالم والحزن.

فالكلمات لا تفي ولا تعبر حقيقته وتبقى خجولة من أمام وصف حقيقة رستم جودي.

ربما يسالني البعض عنك، فافكر ماذا سارد عليه؟.

تدمع عيناي وكأنهما تبحثان عن شيء ضائع.

يتناهى الى خيالي طفيك حاملاً راية الحرية ترفرف فوق ذرى الجبال وسهول كردستان، تتلألأ في السماء كشمس ساطعة، تنير لنا الدرب.

صوتك يطرق مسامعي، ويقول: ايها الرفاق، ها انا بينكم. لا تظنوا بانني غير موجود وفقدتموني. وها انا اعيش معكم. اذاً، فانتم تعيشونني كما اعيشكم ليل نهار. وانظر اليكم من بعيد واقول: لقد تغيّرت اللغة، وبدلا من الكلام، نتحدث الآن بلغة التأمّل من بعيد، من خلف الصخور، وتحت الاشجار، من ذرى الجبال وعبر السهول.

رستم عاهد الشهداء، وسار على دربهم، حتى صار منهم. والآن، يتحدث معنا بلغة الشهداء.

رستم اليوم منارة ثورتنا وسنديانة الشهداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم