الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول ما صرح به أحد -فضلاء- المدينة العمالية الصامدة

وديع السرغيني

2011 / 12 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


علاقة بواقع الحركة الإحتجاجية المغربية، عرفت الساحة مؤخرا إنسحاب جماعة "العدل والإحسان" من حركة 20 فبراير، جسدته من خلال بيان رسمي لدائرتها السياسية، وببعض التصريحات الإعلامية الصحفية والتلفزية لتبرير الموقف.
وبغض النظر عن الموقف من إنسحاب الجماعة أو بقائها في الساحة الإحتجاجية، يتجه النقاش الآن في الأوساط اليسارية التقدمية من أجل تطوير الأداء النضالي للحركة الإحتجاجية في المغرب، بعيدا عن الحسابات الكمية والتجييشية، وعلى أن تضمن استمراريتها وصمودها في وجه القمع والتشكيك والنسف. .دفاعا عن قضايا التحرر والتغيير والديمقراطية..الخ.
بعض الجهات اليسارية الفاعلة أبدت ارتياحها بدون إرتباك أو تردد، من انسحاب الجماعة من الحركة، بالنظرللتأثير السلبي الذي أحدثه هذا الحضور على العلاقات الرفاقية والتنسيقية بين مكونات اليسار الجذري والتقدمي، من جهة، ومن جهة أخرى، في علاقة هذا اليسار بالطلائع الشبابية وبمجموع القواعد الجماهيرية التي تشارك الحركة العشرينية احتجاجاتها ونضالاتها الأسبوعية.
ما أثارنا في الموضوع الذي اعتبرناه أمرا محسوما داخل أرشيف التاريخ، هو الخرجة النشاز التي كان بطلها أحد فضلاء "النهج الديمقراطي" بطنجة بعد أن افتتح كلمته خلال الوقفة العشرينية بحي بني مكادة، بما مضمونه الأسف والحسرة عن غياب "الجماعة" بل ومناشدتها للرجوع للميدان، مع الإستعداد من طرف "النهج الديمقراطي" لإعادة نسج علاقات التحالف والتنسيق معها ضدا على المخزن المتربص وعلى بعض خصوم "النهج" المفترضين، داخل الحركة وخارجها.
بهذه الكيفية سقط "النهج" أو من يمثله في مدينة طنجة في تبريرية بئيسة ومتخلفة لن تفتح عليه سوى سهام النقد والتقريع، بالنظر ليمينية وإنتهازية المواقف المعبر عنها من طرف هذا النوع من "الفضلاء" والتي تحول النقاد والمنتقدين إلى متآمرين ويسراويين وعملاء المخزن في لغة القيادات المنظرة داخل حزب "النهج الديمقراطي".
على طول العقد الأخير، حاول "النهج" الدخول لمغامرة سياسية مجهولة العواقب، حاول من خلالها مد اليد للقوى الظلامية من أجل عقد تحالف وتنسيق معها بإعتبارها قوى مطالبة بالتغيير ومناهضة للنظام..الخ.
لم يبق القرار مجرد كلام أو إقتراح كما حدده سابقا "عبد الله الحريف" من خلال جريدة الحزب بما تضمنه المقال حينذاك من صعوبات التحالف والتنسيق والحوار.. نظرا، ونظرا، ونظرا..، والذي بيـٌنت خلاصاته إنعدام هذه الإمكانية، بل كان لإجتهادات بعض النشطاء الميدانيين من الحزب رأيا آخرجسدوه عبر تنسيقات بعضها معلن والبعض الآخر خفي ومستتر عن الجميع، بمن فيهم أعضاء الحزب وقواعده، عبر تنسيقات التضامن مع الشعبين الفليسطيني والعراقي.. ثم عبر هذه التجربة العشرينية التي أسالت وديانا من الحبر حول هذا التحالف الذي أثر بشكل كبير على مسار الحركة الإحتجاجية وعلى مضمون شعاراتها ومواقفها، و التي أثرت هي كذلك على علاقة الحركة بالجماهير وبحجم المكاسب المادية والمعنوية المفترضة بعد تضحيات الجماهير الجسيمة من خلال إنخراطها القوي في هذه الحركة الإحتجاجية بدون تردد أو تراجع، بالرغم من إرهاب الدولة القمعية، وبالرغم من حملات القمع والضرب والإعتقال والإغتيال في واضحة النهار.
و لكي لا تفهم تصريحات بعض الزعماء في "النهج" كأنها إنفلاتات لبعض الخطباء غير المصنفين وإن كنا نحترم نقدر ميدانيتهم النضالية، نود التوضيح والشرح لهذه الخرجات التي لم يعد يوجد لها من مبرر بعد البيان الصريح الذي أصرته الدائرة السياسية لجماعة" العدل والإحسان" والتي ألقت بالكرة إلى ملعب اليسار ومكونات اليسار الذي لا بد له من توضيح أهدافه لعموم الجماهير التي مازالت تصدقه وتراهن عليه كقائد للحركة الإحتجاجية الشعبية. وبالتالي لم يعد المجال مفتوحا للمزايدة أو التبريرات، ولم يبقى من مبرر لتقديم التنازلات لمن له العدة والعتاد، لصاحب الحشود ولوجستيك المسيرات من أبواق و"هوندات"..الخ، إذ وبعد هذا المنعطف التاريخي الذي عاشته وتعيشه المنطقة العربية والمغاربية، كان لابد من الإستفادة من أخطاء بعضنا، ومن التراكمات الإيجابية التي أحدثتها الحركة لمصلحتنا، بأن نصرح بهويتنا ومواقفنا، وتصوراتنا للغد الذي نريد وللديموقراطية التي نطمح إليها، وللشكل الذي ستكون عليه حياتنا والعلاقات بيننا كأفراد وكمجتمع.. أما الهروب إلى الأمام من أجل الإستمرارية والتكرار الرديء، دون نقد ودون تقييم ودون إضافات، فهو إعلان صريح عن محدودية اليسار وإشارة عن المزيد من تقهقره، كمشروع وكإقتراحات وكحلول لمشاكل المواطنين المحرومين والمضطهدين.. إذ ما زال القمع يحصد المناضلين والمواطنين سواء بسواء، عبر الضرب والإعتقال والمحاكمات، وما زال الغلاء مستشريا، ومازالت البطالة في تفاقم ومازالت التسريحات العمالية تعزز صفوفها، وما زالت البراريك والدواوير تتهاوى وتتهدم فوق رؤوس ساكنيها، وما زالت الأوضاع لا تتجه إلا في الإتجاه الأسوء الذي لن تحل مشاكله الدساتير ولا الحكومات ولا الأدعية ولا التوسلات..الخ.
فما هكذا يعاد الإعتبار لليسار وللحركة، وما هكذا يتم إختيار الخطباء للكلام بإسم الحزب أو الحركة سيان.. فليس عبر الإستنجاد مرة أخرى "بالجماعة" سنحل مشاكلنا كيسار تقدمي وكمواطنين طامحين للتغيير، ليست الأدعية وقراءات الفاتحة وعبارات التهليل والتكبير والتوحيد هي التي ستخلق التعاطف مع الجماهير الشعبية.. فلسنا "شبهة" وسط الكادحين بل مناضلين يساريين صادقين قاومنا القمع والظلم والإستغلال والإستبداد لسنوات وفي أحلك الفترات، ولن نحتاج في هذا لدليل إثبات أو لعراب يلمع صورتنا.. كلا أيها "الفضلاء الديمقراطيين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية