الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحاترمادية من الذاكرة..(كوردستان)..4

كاطع جواد

2011 / 12 / 30
سيرة ذاتية


صفحات رمادية من الذاكره..(كوردستان)..4
بعدوصلي الى مدينة الناصرية في ساعة متاخرة من الليل لم يكن لي خيار الى الذهاب الى بيت عمي ابو حسين كانوا على علم بالاحداث التي مررتُ بها وما آل اليه مصيري من مطاردة من قبل السلطات البعثية وهم يدركوا كغيرهم مدى البطش والتنكيل الذي يقوم به البعث ضد كل من يناوئة او يساند مناؤية ولهذه الاسباب كانوا خائفين من ايوائي لكن صلة الدم تتغلب في الكثير من الاحيان على الخوف ..نسيت ان اذكر ان الحدث الذي اصابنا بمقتل وهو ما تعرض له جاسب والشهيد سعيد وكان ذلك في منتصف شهر كانون الاول عام 1971 والذي أدى الى اجهاض النواة التي بنيناها وهي أول قاعدة لنا في هور (ابو عجاج),لم أستطع ان اتحمل سكني الحالي لأسباب عديدة, فانتقلت الى بيت آخر لاقاربي وكانوا هم الآخرين يخشوا ما قد يصيبهم بسبب ايوائي فكانوا مرعوبين ,لكن خجلهم مني هو الذي يمنعهم من يصرحوا لي بذلك علانية ..وردتني أخبارسيئة مما تعرضت له المنطقة التي غادرتها وهي قرية(آل بو جاسم )التابعة لناحية كرمة بني سعيد من بطش وتنكيل ومضايقات ,فقد تم القاء القبض على جميع أصدقائنا من الذين كانت تربطهم بي علاقة وكانوا كلهم من أصدقاء ومناصري حركتنا حيث لم يكن هناك تنظيم بالمعنى الفعلي لأن حركتنا لم تتبلور بعد وتأخذ طابعها ومسارها المؤثران و الصحيحان في المنطقة بعد ,حيث كانت الضربات تتولى علينا من قبل البعث وأجهزته القمعيةوالتي لم تتوف وتأخذ اشكلاً متعدده, في تل الفترة التي كنت فيها متواري في بيت عمي لم أكنْ أعلم بما حصل لرفاقنا في قرية ال بو جاسم بعد أن القي القبض عليهم كانوا بحدود السبعه وهم الشهيد( أرهيف خزيعل والشهيد مجيد حسين والشهيد ماجدحامدوالشهيد كاظم محمد و جميل دهام وكاظم ال خنيفر (علمت بعد سقوط النظام بأن أرهيف خزيعل وماجد حامد ومجيد حسين وكاظم محمد قد تم أعدامهم واما كاظم خنيفر وجميل دهام قد تم اطلاق سراحمها)كانوا الجميع من سكنة المنطقة ما عدا الشهيد ماجد حامد فقد كان من سكنة قضاء الرفاعي ويعمل معلما معي بنفس المدرسة التي كنت فيها (الوركاء)..بعد وصول أخبار الأعتقالات الى مسامعى وأن الاجهزة الامنية والبعثية تريد القاء القبض علي بأي ثمن وأن هناك أشاعات تتوعد بمن يؤويني أحسست بالخطر الذي يهددني ان بقيت في مدينة الناصرية فقررت الذهاب الى مدينة النجف حيث كان خالي يسكن هناك,كان خالي رجل يرتدي العمامة (رجل دين)وكانت الامور السياسية بعيدة عن تفكيرة وخاصة ما يتعلق بالفكر الشيوعي لما كان يشاع عن معتقدنا من تضليل وكراهية من جميع الجهات وخاصة البعث,كانت النجف مدينة كبيرة وبعيدة عن الناصرية اضافة الى اني كنت غير معروف فيها وهذا مما يساعدني على الحركة والتنقل رغم انني كنت اتجنب الحركة خشية أن أقع بأيدي السلطات كانت سفرتي الى النجف فيها نوع من المخاطرة الشديدة حيث انتقلت اليها بهويتي الشخصية وكنت أعتقد ربما ان يكون اسمي مدرج ضمن قوائم الأمن ونقاط التفتيش لكنني غامرت كوني لم يكن هناك لي أي خيار ..مكثتُ في النجف اكثر من ثلاث أشهر وانا اعاني الضيق والخشية من المصير المجهول... كانت الوسيلة الوحيدة لي هي بالذهاب الى شمال العراق والأتحاق بالمقر العام لحركتنا وهوهذا هو هدفي الأول والأخير, لكن كانت هناك مشكله هي كيفية حصولي على (الهوية المزورة) التي تساعدني بعبور نقاط التفتيش ..كانت الصدفة الجيدة بعض الشيئ هو حصول أخي الأصغر على نموذج لهوية من نقابة معلمي الناصرية من احد اقارب ابن عمي الذي كان يعمل بالنقابة وكان اسمه كما اتذكر هو (محي) حيث كان هذا الشخص يعرفني بالاسم فقط اضافة لكوني ابن عم نسيبه او ربما كان متعاطف مع حركتنا وكوني اصبحت حكايةً على كل لسان بعد أحداث كرمة بني سعيد والتنكيل والمطاردة الذي تعرضنا له ... استطعتُ ان اتلاعب باوراق الهوية الجديدة والفارغة واستبدلها باوراق هويتي المختومة والتي تحمل صورتي وبهذا حصلت على هوية نقابية مضبوطة بشكل لا يدعْ مجالاُ للريبة والشك فقرر تُ الذهاب الى شمال العراق (قرية ناوجليكان بالتحديد) فكان لي ذلك.. بالرغم من ان الوقت كان غيرملائم للسياحة لان الشهر كان شباط وهو شهر بارد وغير مناسب للرحلات الى شمال العراق من قبل العرب وقد يسبب لي الوقوع بأيدي قوات الامن المرابطة هناك خاصةً الفاصلة بين المناطق المحرره من كوردستان والمناطق الخاضعه للسلطات الحكومية وبالذات النقطة عند مشارف قضاء راوندوز بالتحديد ,كنت صامتاً طيلة الطريق افكر بما تؤول الية الامور وهل استطيع الوصول ام لا..نسيتُ ان اذكر ان قرية ناوجليكان كنتُ قد زرتها قبل عام انا والرفيق ابو محسن وذلك خلال قيامنا بزيارة لأ خية (علوان) الذي كان معلما مبعداً في محافظة اربيل (هاولير) كانت تلك الزيارة مهمة بالنسبه لي اذ كنت لاول مرة ارى فيها هذا العدد الكبيرمن الرفاق وهم متحلقون حول قضية واحدة , هي اسقاط النظام رأيتهم وهم ينشدون ويتغنون بأفكارهم وحبهم للحرية و التي يباهوا بها جبال كوردستان بمعنويات عالية تراهم وكأنهم سينتصرواعلى الفاشية غداُ أو بعد غد ...كانت معرفتي بمدينة اربيل محدودة لكن الشيء الوحيد الذي افادني انها كانت مدينة صغيرة في ذلك الوقت اذ كانت اغلب احيائها تنم عن فقر وكان بنائها متواضع جدا ليس كما هي الآن حيث كانت كأغلب المدن العراقية وخاصة المدن الجنوبية والشمالية التي يسكنها أخواننا الكورد حيث كان النظام يكن لهذه المدن الكراهية والحقد بسبب معارضتها له وايوائها لمناوئيه من التيارات السياسية الأخرى و خاصةً ا(لحركات الشيوعية )كحركتنا ..بعد اجتيازي لنقاط التفتيش اذا كانت اخطرهن هي السيطرة الفاصلة بين الجيش العراقي والمناطق المحررة من كوردستان وعندما اجتازها فقد وصلت الى بر الامان وفعلا تم ذلك بسهولة!!. ربما كانت السيطرة تلك تلقي القبض على الاشخاص العرب بعد عودتهم من مناطق كوردستان المحرره افضل لها معلوماتيا مما قد تفعله عند دخولهم وكان ذلك من حسن حظي لانني قررتُ ان لااعود ابدا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: لن نرسل الأسلحة لإسرائيل في حال شنت هجوما واسعا على ر


.. مراسلنا: قتيلان في غارة استهدفت سيارة في بلدة بافليه بقضاء ص




.. فايز الدويري: لا تزال معركة رفح في بدايتها ومعالمها ستتضح خل


.. نواب أمريكيون يعدون تشريعا لتهديد مسؤولي الجنائية الدولية..




.. شهيدان وجريح في استهداف مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة بافليه