الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح الخبز والدمى

محمد عبد الزهرة الزبيدي

2011 / 12 / 31
الادب والفن


كان ظهور المسرح الأسود من منشطات المسرح الاميركي وخصوصا بعد أن تلقى دعماً من مشروع المسرح الفدرالي حيث نشطت فرق منها ( مسرح فنون منهاتن ) ( ومسرح الزنوج الاميركان ) بيد أن تلك الحركة لم تستمر طويلاً في نشاطها بسب عدم استقرار الدعم المالي لها وبسب محاربتها من قبل الجنس الابيض . وفي الستينيات عادت الحركة إلى نشاطها بتأسيس فرقة ( معهد فنون الزنوج – ريبتوار نيويورك ) ثم تأسست ( فرقة الطاقم الزنجي ) وكان من نتائج نشاط مسرح الزنوج وتزايد الوعي الفني لدى الزنوج واهتمامهم بالامور السياسية والاجتماعية/ ظهور مجموعات ما سميت ( المسرح المتطرف ) التي كان من اهدافها تغير المجتمع ومن تلك المجوعات ( مسرح الخبز والدمى )الذي اسسه (بيتر شومان) عام ( 1961) في ( نيويورك) ( وفرقة فرانسسكو للمايم ) ( وفرقة المسرح الجنوبي الحر (1) .
وبهذا يكون الخبز ومسرح الدمى، مسرح سياسياً حمل بعداً ايدولوجيا في قضايا المجتمع الاميركي، ويمثل حركة ناشطة منذ الستينات ، والمتمركزة حاليا في ( غلوفر ) ، ( فيرمونت ) ، في الولايات المتحدة الأمريكية، واستمد اسم الخبز و مسرح الدمى من ممارسة هذا المسرح و طقوسه الخاصة ، فاهمها عملية توزيع الخبز المجاني على الجمهور قبل البدء في المسرحية ، و هو أداء أو وسيله للاتصال ولخلق مجتمع بين الجمهور و طاقم الممثلين .
ويقول ( شومان ) (( نريد أن نكون قادرين على أطعام الناس )) و للتأكيد على مبدأ إن المسرح و الفن أساسي في الحياة كما الخبز. وقد قدمت عروض هذا النوع من الدراما في المسارح والشوارع ، وبهذا يتجاوز هذا المسرح فضاء القاعة لتنقل العروض إلى الفضاءات المفتوحة.
وخرجت هذه الفرقة إلى شوارع ( نيويورك ) بمواكبها ومسيراتها من الدمى العملاقة والمسرحيات القصيرة في المواضيع المعاصرة فقد أراد ( شومان ) أن يقدم مسرحياته للناس وهم في طريقهم إلى العمل أو للعائلة وهي تقضي ساعة من الوقت في المنتزه .
كانت ( فرقة مسرح الخبز والدمى ) تعتمد على الدوام ممثلين غير محترفين ( هواة ) يتباين عددها بين(15 إلى 100) ممثل وتحدد الفرقة دولارا واحداً لكل مسرحية تقدمها في الداخل ولا تطلب شيئاً عن أعمالها التي تعرض في الشوارع . إن الفضاء الوحيد الذي رفضه ( شومان ) هو المسرح التقليدي . ويقول إن مسرح الدمى هو امتداد للنحت . تصور كاتدرائية ما لا بوصفها مكانا دينياً مزوقاً وإنما بوصفها مسرحاً يحرك محركو الدمى المسيح والقديسين والتماثيل الناتئه على صورة إنسان أو حيوان الذين يتحدثون إلى المتعبدين وهم بذلك يشتركون في طقوس الموسيقى والكلمات .
ويرتكز ( مسرح الخبز والدمى ) على عمود أساسي واحد ، الدمى ، فهي حجر الأساس، تستخدم لنقد و السخرية اللاذعة لظاهرة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، يتم صنع الدمى وفقا لمعايير المجتمع الموجود فيه المسرح، فيستخدم الممثلين و محكرين الدمى البيئة المحيطة و المواد البسيطة جدا لبناء الدمى المعبرة عن مجسمات ترمز او تمثل ظاهرة او شخصية معينة.
ففي بعض الأحيان مكونات الدمى من القمامة، و المواد التي يعاد تصنيعها مثل علب التنك و البلاستيك، و قصاصات ورق و أقمشة زائدة ، فلذلك يعد هذا المسرح من أنواع المسرح الرخيص، فيكون ممثليه (الدمى) من ما يوجد من مواد أنتجتها الطبيعة أو تريد التخلص منها في ذلك المجتمع، و يعتبر الشارع هو المسرح الأساسي للعرض، فالمسرحيات موجه إلى الشعب و بشتى طبقاته، و أهمها الطبقة العامة، لأنها الأكبر، و التي تنخرط في الظاهرة المناقشة بشكل مباشر، و بإمكانها تغيير الواقع و الثورة عليه .
استخدم شومان استكشات الاستعراض المنوع ( الفودفيل ) والتمثيل الصامت ليؤرخ تقدم الإنسان حتى نهاية العالم عندما يلقى بالناس الأشرار في الجحيم- وصور هذا المشهد باستعماله الدمى الصغيرة التي تسقط من ارتفاع شاهق في مركز القاعة- في حين يكتشف الناس الصالحون الذين اهتدوا إلى الجالسين في القاعة في الخلق وهم يتقنعون بأقنعة ويصفقون بأدب.
عندما يصل ممثلو مسرح الخبز والدمى إلى مكان ما بعد ان يكونوا قد اجتذبوا حشدا من الناس يدعوا ( بيتر شومان ) متطوعين ليساعدوا في بناء الدمى ويشاركوا في التمثيل , ويطلب مكان يبنون فيه وان يستضاف وفرقته, ويمضي فيما بعد في ترتيب الأداء حول الشخوص الأساسيين من الممثلين الاعتياديين في الفرقة بمساعدة الكثير من المتطوعين وبهذه الطريقة يشارك الناس الموجودين في مكان العرض.
وقد اعتمدت الفرقة منذ(1970-1974) على بعض الممولين والمؤسسات التي ساعدتها لغرض الاستمرار والتواصل ,كما كانت تهدف الفرقة لخلق نوع مسرحي جديد يعتمد الفن والحياة بمزجهما معا.
لقد كانت برامج تتيح لها الاشتراك في التظاهرات السياسية فعليا وكذلك في اللقاءات التي تنزل فيها مع الجماهير في تجمعاتها .
ومن أهم عروض تلك الفرقة :
1. الحريق في السنوات (1962-1966-1967-1968) وهي صرخة احتجاج ضد الحرب في فيتنام.
2. جان دارك (1974) .
3. فينوس (1980) .
4. غويا (1980) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر