الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلوا مع 2011

نصارعبدالله

2011 / 12 / 31
سيرة ذاتية



حين رحل عام 2011 كان قد رحل معه ستة من الكتاب الذين جمعتنى بهم خلال إقامتى فى القاهرة فى الستينات والسبعينات من القرن الماضى صلة وطيدة من الصداقة الخالصة التى لم تنقطع أواصرها حتى بعد أن تركت العاصمة وآثرت الإقامة الدائمة فى صعيد مصر الجوانى ، وبالإضافة إلى هؤلاء الستة فقد رحل معهم كذلك ثلاثة من الكتاب الذين لم يقدر لى أن أعرفهم معرفة شخصية لكننى كنت قارئا متابعا لما يكتبون،.. أول الأصدقاء الراحلين كان هو نهاد شريف ذلك الإنسان الوديع المهذب الذى كنت ألتقى به فى منتصف السبعينات من القرن الماضى بشكل شبه يومى فى دار الأدباء بشارع القصر العينى والذى تخصص فى أدب الخيال العلمى وأخلص له إلى حد أنه لم يجرب أى نوع آخر من الكتابة سواه، وظل كذلك إلى أن رحل عن عالمنا فى 6يناير2011، أما ثانى الراحلين فقد كان إبراهيم سعفان الذى تعرفت عليه عندما كان مديرا لتحرير مجلة الثقافة التى كانت شديدة الحفاوة بجيلنا إلى حد أنها كانت تنشر كل ما كنت أكتبه تقريبا جنبا إلى جنب مع إبداعات سائر أبناء جيلنا من قصة وشعر ومقال فضلا عن تلك الفصول التى كان يترجمها صديقنا العزيز زهير الشايب من كتاب: "وصف مصر" ،... فى ذلك الوقت من منتصف السبعينات كنا نحن الأربعة: زهير ونهاد وإبراهيم وكاتب هذه السطور من بين الساعين إلى تأسيس نقابة ترعى مصالح الكتاب والأدباء، ولقد كللت مساعينا بالنجاح فصدر القانون: 65 لسنة 1975 بإنشاء اتحاد لكتاب مصر وأصبح لنا نحن الأربعة شرف أن نكون من بين الأعضاء المؤسسين ، ولقد سافر إبراهيم سعفان بعد ذلك إلى الإمارات وأصبح مديرا لتحرير مجلة المنتدى على مدى مايزيد عن عشرين عاما إلى أن صدمنى خبر وفاته فى شهر يونيو الماضى ، أما ثالث الأصدقاء فقد رحل فى شهر يوليو وقد كان هو مصطفى نبيل، ذلك الإسم على المسمى حقا ، تعرفت عليه حينما التقيت به يوما فى مكتب المفكر القومى الكبير عصمت سيف الدولة بشارع قصر النيل ثم قدر لى بعد ذلك أن أتعامل معه حينما أصبح رئيسا لتحرير مجلة الهلال التى كنت أكتب فيها، وقد لمست بنفسى مدى إبائه واعتزازه بكرامته ، وتمسكه بمبادئه العروبية التى لم يحد عنها قط مما جعله بحق واحدا من الفرسان النبلاء فى هذا الزمان ..أما رابع الأصدقاء فقد رحل فى شهر سبتمبر ( أيلول ) وكان هو الروائى الكبيرخيرى شلبى الذى كان واحدا من أكثر الأصدقاء تواصلا معا عبر التليفون، .. وقد رثيته يوم رحيله فى المقال الذى نشرته بعنوان " وداعا يا عم خيرى " ( بوسع القارىء إذا شاء أن يرجع إليه على شبكة الإنترنت) ، ...خامس الأصدقاء كان هو الدكتور يسرى خميس الذى عرفته فى مطلع الستينات من القرن الماضى عندما كنت طالبا بكلية الإقتصاد وكان هو معيدا بكلية الطب البيطرى، وقد جمع بيننا عشقنا للشعر، فعندما عرف الدكتور يسرى أن كلية الإقتصاد بها حركة شعرية مزدهرة كان ياتى إلينا لينشدنا أشعاره ويستمع إلى أشعارنا مصطحبا معه فى كل مرة زميله وصديقه عاشق الفكروالفن الدكتور محمد الباجس، ثم اتجه يسرى بعد ذلك إلى الكتابة الدرامية للأطفال حيث ابتكر شخصيات بوجى وطمطم التى كان يتابعها الكبار والصغار على حد سواء بشغف شديد، أما سادس الأصدقاء فقد كان الناقد الأدبى عبدالرحمن أبو عوف الذى عرفته فى الستينات من القرن الماضى ضمن الوجوه التى كانت تضمها الجلسة الأسبوعية لأديبنا العظيم نجيب محفوظ فى مقهى ريش، وقد عاش أبو عوف متفرغا تماما للكتابة النقدية إلى أن رحل عن عالمنا مع رحيل الأيام الأخيرة من عام 2011، وكم آلمنى أن أقلب الصحف اليومية التى صدرت فى أعقاب رحيله فلم أجد صحيفة واحدة منها قد نشرت خبر الرحيل . وبالإضافة إلى هؤلاء الأصدقاء الستة فقد شهد عام 2011 رحيل ثلاثة من كبار الكتاب المصريين الذين لم يقدر لى أن أعرفهم معرفة شخصية لكننى كنت قارئا متابعا لهم وهم : أحمد حمروش وهو واحد من الضباط الأحرار وواحد من أهم مؤرخى ثورة يوليو 1952وأنيس منصور الذى اشتهر بلقب رحالة العرب نظرا لما قدمه إلى المكتبة العربية فى مجال أدب الرحلات جنبا إلى جنب مع ما قدمه فى مجالات أخرى وأحمد بهجت صاحب: "صندوق الدنيا" فى الأهرام، والذى أحب هنا أن نشير إلى أنه هو صاحب الفضل فى إتاحة الفرصة لشاعرنا الكبير أمل دنقل للنشر فى جريدة الأهرام ...هؤلاء التسعة رحلوا فى عام 2011فما الذى يخبئه لنا عام 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس