الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع الكورد و خريف الحكام العرب

دانا جلال

2011 / 12 / 31
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


ضمن الحدود السورية، وفي قرية كوردية مجاورة لتركيا، افتتح مناضلات ومناضلي "الاتحاد الديمقراطي" مدرسة لتعليم اللغة الكوردية. سمع الحرس التركي لغة منعوها، شاهدوا صغارا يكتشفون الهوية عبر الابجدية، ارتعشوا كما ابن مرجانة، تَّخَيل لهم الاطفال مقاتلي حزب أقضَّ مضجعهم، فأعلنت "القيادة العامة للقوات التركية" بعد يوم عن اكتشافها لقاعدة من قواعد حزب العمال الكوردستاني.
لم تخطـأ تركيا، فالعمال الكوردستاني لغة قومية بهوية ديمقراطية، مقاتليه مدرسة، والمدرسة حينما تكون ثورية، وبعيدة عن الف باء الشوفينية و الفاشية نسميها "قنديل" ونُعَّرف تلامذتها بقناديل غدنا.
ولان الحزب الذي فتح المدارس والمراكز الثقافية الكوردية وباشر بإعادة الروح للعمل الطوعي بين الفلاحين وانشاء مجالس شعبية لإدارة المدن، متهم وان كانت تهمته وسام فخر لأي حزب كوردي بانه "جزء من منظومة المجتمع الكوردستاني التي تسترشد بفكر القائد اوجلان "، فان معرفة حقيقة موقف الحزب والكورد بشكل عام من النظام و اطراف المعارضة العربية (المجالس والهيئات، الاحزاب والتنسيقيات) مسالة ذات اهمية ، لان مفاتيح بوابات النصر للحركة الاحتجاجية التي انطلقت من درعا بيد طفل كوردي في كوردستان سوريا.
تعرض الكورد وبالأخص حزب " الاتحاد الديمقراطي " لهجمات منظمة واتهامات ساذجة من قبل فرسان "انطاليا" و "اسطنبول" بانهم لم يمتطوا حصان الثورة، بل وان الحزب متعاون مع النظام رغم تجاوزه الهدف الذي يسعى اليه حركة الاخوان ومن هم في خيمتها بالدعوة الى تغيير المرتكزات الاجتماعية والفكرية واسس النظام القمعي وعدم الاكتفاء بتغير هرم النظام الذي هو مطلب معارضة اسطنبول والجوار .
بعد انتهاء عصر الانقلابات العسكرية كألية لإسقاط الانظمة، لجات الرأسماليات العالمية وبرجوازية الهامش المرتبطة بها بنقل نشاطها الى "فضاء الثورة" من خلال "الخلايا النائمة" لثورة مضادة تحرق المرحلة، باستلامها للسلطة قبل قوى الثورة ومن ثم جعل العملية الثورية تغييرا فوقيا. التغيير الفوقي بحاجة الى كتلة بشرية يمكن ترويضه والتحكم به عبر ريمونت كونترول الاسلام السياسي وهذا يفعله اخوان سوريا وبعض اطراف المعارضة التي تجتر خطابها حول "علمانية الدولة" و" الديمقراطية" و"حقوق القوميات" من خطاب نظام البعث الفاشي في سوريا.
ان ادارة حزب الاتحاد الديمقراطي في كوردستان سوريا وفي سوريا بشكل عام لنشاطه الثوري ارتكز على ربطه لجدل الداخل الذي يحتاج الى دمقرطة خطابه والخارج الذي يخفي اجندته، لذا كان الكورد وبعض تنسيقيات شبابهم واحزابهم يعملون على اسقاط النظام من خلال قاعدة جماهيرية واعية، قاعدة متحررة من خطاب الاسلام السياسي، قاعدة قادرة على دمقرطة خطاب المعارضة وتحريرها من نزعاتها الشوفينية ومؤثرات التدخل الاقليمي . فالثورة وفق مفهوم الاتحاد الديمقراطي عمير تغيير شاملة في الذهنية، هوية جديدة لا يمكن حصرها بتغيير فوقي يمكن مصادرتها من قبل سياسي خطب الجمعة.
ان العمل الطوعي بين الفلاحين، وافتتاح المدارس لتعليم اللغة الكوردية، وانشاء اكاديميات سياسية، ومجالس شعبية في المدن والقصبات الكوردية هو رهان حزب الاتحاد الديمقراطي لمواجهة خطر اسلمة الثورة وربطها بالخارج.
الاتحاد الديمقراطي الذي رفع شعار الادارة الذاتية الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية بين شعوب منطقتنا محاولة جادة لربيع حقيقي لشعوب منطقتنا، فالربيع العربي في فصله الاول كان خريفا للحكام اكثر من كونه ربيعا للديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza