الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2011 عام المتغيرات العاصفة على أمل بمستقبل أفضل

وليد العوض

2011 / 12 / 31
القضية الفلسطينية



يودع العالم أجمع عام 2011، الذي كان عاما مليء بالاحداث والتطورات الهامة فقد شهد تغيرات عاصفة لم يكن يتوقعها أحد خاصة على الصعيد العربي حيث تهاوت تحت وطأة نهضة الشعوب وقبضات الشباب الباحثة عن الحرية الامل والمستقبل المشرق أنظمة تربعت على صدور شعوبها عقود من الزمن نهبت خلالها ثروات الشعوب وخيراتها كما هدرت كرامة ابناءها وحالت طيلة العقود تلك من نهضة الشعوب العربية التي كان لها لو حدثت أن تنقل شعوبنا الى مصاف اخر من التقدم والسمو في مختلف المجالات ، وتحت وطأة هذا الاستبداد الذي لا يطاق إانفجرت طاقة الشعوب الهادرة في الشهر الاخير من العام الماضي واستمرت تهدر طيلة العام المنصرم بما اصطلح عليه الربيع العربي تدوس تحت أقدمها كل ظالم ومستبد تبحث عن الحرية والتقدم والديمقراطية والعادلة الاجتماعية وما زالت حتى هذه اللحظة لم تنلها بعد، رغم تمكنها من الاطاحة برؤس الانظمة وها نحن نغادر عام 2011 لنستقبل عام جديد وما زالت آمال الشعوب وتطلعاتها لمستقبل مشرق شاخصة بأمل تحقيقها في قادم الايام رغم محاولة السرقة والالتفاف.
أماعلى صعيدنا الفلسطيني فقد واصل شعبنا صموده في مواجهة الاحتلال والعدوان والاستيطان وقدم عشرات الشهداء والجرحى على درب الحرية والاستقلال وفي مواجهة مؤكدا يوما بعد يوم عزمه وتصميمه على مواصلة كفاحه حتى نيل أهدافه المشروعة مهما طال الزمن وغلت التضحيات ، وخلال العام المنصرم تمكن 1027 اسيرا من الاسرى الفلسطينين من نيل حريتهم وعادوا الى أحضان ذويهم في صفقة تبادل الاسرى التي ابرمت في 18-10-2011 وبموجبها خرج هؤلاء الابطال من غياهب السجون بعد ان قضوا خلف قضبانها عشرات السنيين. كما وشهد العام المنصرم احداث هاما لاتقل اهميتها عن تلك التي شهدتها المنطقة العربية وما تزال فقد خرج شباب فلسطين ومعهم كل الشعب في الخامس عشر من آذار تحت شعار واحد (الشعب يريد انهاء الانقسام) هذا الانقسام الذي ادى الى تدهور مكانة القضية الفلسطينية ومثل صفحة سوداء من تاريخ شعبنا كما أغلق ابواب الامل أمام الشباب الذين تأثروا بدون شك بنهوض أقرانهم في الساحات والميادين ونجحوا في اسقاط انظمة عاتية استبدت بشعوبها عشرات السنين ، واقتداء بهؤلاء الشباب خرج شباب فلسطين يهتفون الشعب يريد انهاء الانقسام لتشكل حركتهم تلك أولى معالم انهاء الانقسام رغم الهروات التي انهالت على ظهورهم لفض تجمعاتهم واحباط آمالهم في الميادين والساحات ومع ذلك فقد كان لهبة الشباب في الخامس عشر من اذار أثر كبير في قرع جدران الخزان ومثلت رسالة واضحة لطرفي الانقسام بأن الكيل قد طفح ولم يعد بالامكان القبول باستمرار الانقسام الذي يهدد الوطن والقضية والمستقبل برمته ، وبفعل ذلك سارع رموز اطراف الانقسام بإعلان الاستعداد لإنهائه وقد كان ذلك عبر السير بالخطوة الاولى من خلال التوقيع على اتفاق الرابع من ايار الذي سمي حينها اتفاق المصالحة الوطنية الذي تم التوقيع عليه برعاية مصرية في ايار الماضي وقد تحول هذا الاتفاق الى وسيلة ضغط دفع شعبنا الى رفع الصوت مرارا وتكررا للمطالبة بتطبيقه على ارض الواقع بعيدا عن كل محاولات التسويف والممطالة .
كما شهد العام الذي نغادره بعد ساعات نقلة نوعية اخرى ومنجزا فلسطينيا مهما تمثل في توجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة عبر مجلس الامن للمطالبة بالاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين وبذلك فقد نقلت القضية الفلسطينية وحق شعبنا في اقامة دولته المستقلة من على طاولة المفاوضات الثنائية بشروطها المجحفة والرعاية الامريكية المتفردة المنحازة لاسرائيل الى طاولة المجتمع الدولي واستحضرت قراراته، وخلال خطاب الرئيس ابو مازن آنذاك استعادت القضية الفلسطينية زخمها وواحتلت مكانتها الطبيعة على جدول أعمال العالم ، وعلى هذا الطريق حقق شعبنا أعتراف العديد من المنظمات الاقليمية والدولية من أهمها اعتراف اليونسكو بدولة فلسطين، إن هذا الانجاز يتطلب بدون شك تعزيزه والبناء عليه في قادم الايام ولابد ان يشهد عام 2012 دفعة ونشاطا متجددا على هذا الصعيد.
هذا وقد شهدت نهاية العام 2011 نقلة جديدة ايضا على صعيد العلاقات الداخلية الفلسطينية تمثلت في التوافق بين مختلف الفصائل في اجتماع 22-12- 2011 ضم الامناء العامين لمختلف الفضائل وأعضاء اللجنة التفيذية لمنظمة التحرير ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة الرئيس ابو مازن ، على هدف اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على الاراضي المحتلة عام 1967 وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194 وعلى المقاومة الشعبية كأسلوب رئيسي في هذه المرحلة لمواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين ، كما اقر الجميع بواحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا الفلسطينية والتأكيد على ضرورة اصلاح اوضاعها وتعزيز مكانتها لتتمكن من القيام بدورها على مختلف الصعد ، وقد جاء كل ذلك في سياق خطوات مهمة على طريق إنهاء الانقسام بعد شهور من التسويف والمماطلة بين حركتي فتح وحماس حيث توجت جولة الحوار الاخيرة منتصف ديسمبر بالاتفاق على اليات تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في ايار الماضي وها هو شعبنا ينتظر البدء بتنفيذ هذه الاليات ويأمل ان يشهد عام 2012 إنهاءا فعليا للانقسام وتقاطرا لصناديق الاقتراع ليزهر الربيع الفلسطيني بعد طول انتظار.
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
[email protected]
31-12-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في