الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الوفاء والوقاء

عبدالناصرجبارالناصري

2011 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك أن يوم الأنسحاب يعتبر يوميا وطنيا لجميع العراقيين بكافة أطيافم وألوانهم وهذا الأنتصار الكبير لايمكن أن يختصر على مجموعة دون أخرى فالعراقيون جميعا أذاقوا طعم الدم وأذاقوا طعم المفخخات والطائفية والقتل على الهوية فالكل شريك في هذا الأنتصار ماعدا القتلة الذين قتلوا أبناء الشعب العراقي
وفي هذا الصدد أطلق السيد نوري المالكي على يوم الأنسحاب تسمية " يوم الوفاء " وهذا يدل على أن الأمريكيين قد أوفوا بوعدهم وأنسحبوا من العراق بعد تحقيق أهدافهم التي قامت الحرب من أجلها فهم أعلنوا على لسان مستر بوش بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تساعد الشعب العراقي على الأطاحة بنظام صدام حسين الفاشي والدموي وأن يجعلوا العراق صديقا للولايات المتحدة وشريك مهم مع أمريكا وهاهي أمريكا تتعهد بوعدها وتنسحب
فالمطلوب أن لانروج للوفاء الأمريكي فهذا شأن أمريكي بحت وهذه التسمية يستفد منها أوباما أكثر منا كعراقيين ولكن نحن في العراق يجب أن نطلق على هذا اليوم يوم " يوم الوقاء "
وهذا التسمية نطلقها لعدة أسباب سوف نقوم بتفسيرها ففي عالم الطب والصحة يقال أن الوقاية خير من العلاج وهذا مصطلح طبي معروف فعلينا كشعب وعلى السياسيين أن ينضموا الى هذا المطلب أذا ماأرادوا الوقوف مع الشعب فعليهم أن يسارعوا في الوقاية من الطائفية والوقاية من الدكتاتورية الجديدة والوقاية من الحرب الأهلية التي يريد البعض زج الشعب العراقي فيها والوقاية من الفساد والمفسدين والوقاية من البعثيين والدمويين والمليشياويين
وأن أخطر وباء سوف يعصف بالشعب العراقي هو وباء الطائفية وهذا الوباء عندما ينتشر بين العراقيين فمن الصعوبة جدا أن تجد لهذا الوباء علاج ممكن أن يقضي عليه فعلينا كشعب أن نبحث عن وقاية حقيقية تبعد عنا هذا الوباء تحت حكمة الوقاية خير من العلاج فعندما نقع في وباء الطائفية فأننا نفقد الملايين من أبناء شعبنا الأبرياء ولاأعتقد أننا عندما نستعمل علاج يمكن أن يعيد لنا هذه الأرواح والضحايا التي تذهب نتيجة لأنتشار الوباء الطائفي
فنحن كشعب عراقي لانريد من السياسيين العراقيين أن يجعلوا لنا العراق " جنة " كجنة الدول المتقدمة ولكن على هؤلاء السياسيين أن يقوا الشعب العراقي من الدخول في الحرب الطائفية التي بدأت تلوح في الأفق فليس التفاؤل هو السبيل الوحيد لأخراج البلد من المنزلقات المحتلمة التي سوف تظهر في عراق مابعد الأنسحاب فنحن مقبلون على صراع سني شيعي بدوافع يحركها السياسي السني والسياسي الشيعي وكذلك سوف ندخل في صراع شيعي شيعي يحركه السياسي الشيعي والسياسي الشيعي وكذلك يحركه رجل الدين الشيعي مع الرجل الدين الشيعي الآخر خصوصا بعد غياب السيد السيستاني
فالأزمات كثيرة جدا والصراعات مفتوحة والمصالح تتراطم وتتداخل في ما بينها فعلى العراقيين أن يقوا أنفسهم من هذه الصراعات وأن لانجروا الى تأييد طرف على حساب الطرف الآخر فالكل يريد أن يتقاسم الكعكة والكل يريد أن يمزق ويفتت العراق لمصالحه الضيقة فعلى العراقيين أن لايستمعوا لكل ماهو طائفي وفئوي فالكل يكره الشعب والكل يعمل على أستنزاف الشعب وسرقة خيراته
وعلينا أن نعمل وفق هذه المقولة " الوقاية من الطائفية خيرا من علاجها "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل