الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زلزال آسيا وتطنولوجيا العصر ؟

احمد مصارع

2004 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


من يدعي أن التطور العلمي والتكنولوجي قد وصل الى حد السيطرة على قوى الطبيعة , سيكون من جملة هؤلاء المصابين بمرض أوهام المسرح أو السينما .
الطبيعة كانت وستبقى تتكلم بكل اللغات وذلك بدءا من العصر الحجري ووصولا الى لغة المنطق الرياضي , وهي حين تدمدم تهزءا من هذا العلق الإنساني برمته .
ومن الغريب في الأمر أن تجد كتابا يصدحون باسطوانة مستحدثة , وبثقة طفولية , نذكر ببعض هيئاتها :
لقد كان الإنسان في الماضي البعيد يقف حائرا أمام الظواهر الطبيعية , فترتعد أوصاله من رؤية البرق وسماع صوت الرعد , ولذلك اخترع بعض الخرافات ,وحين لم يجد الإجابة المناسبة على أسئلته الكبرى ؟!
ويذهب البعض في عرض تفاؤليته الساذجة أكثر من سذاجة الأولين , لماذا ؟
الأولون عبروا عن حيرتهم بملء الفراغات وبحذر شديد , بينما الآخرون يتكلمون بأيقانية لا تخلوا من التهريج الفاضح , وهو تهريج بكل معنى الكلمة , لأن العبرة من نظرياتهم التفاؤلية , وضعت الإرادة الإنسانية كما لو كانت بديلا عن السر الذي يكمن وراء ثوران الطبيعة , ففي حين كان القدماء يحاولون قراءة الكتاب الكوني المفتوح ومن وراء تموضع النجوم , حولها الواهمون الجد د الى تموضع لقوات تكنولوجية للسيطرة على الشعوب , بدون جوع , ولكن إمعانا في العسف البشري والارادوي .
لم نتحرر بعد من ربقة المعطيات الكونية , وكان الأجدر بعلماء الاجتماع والسياسة الالتفات الى خطر الطغيان البشري , الذي يركب على تحديات الطبيعة آلاما إضافية , وما ذلك إلا محاولة للهروب من الدعوة الصادقة للمساواة بين الجنس البشري , بل ومساواة بين الأرواح المأسورة فيها .
الكائنات الحية بأسرها تتحرك على جناح طائرة مجهولة المسار , وهي مختطفة الى ما لانهاية , فمع من يتفاوض البشر ؟ مع الزلازل أم مع البراكين أم مع الأعاصير ؟ أم مع الجفاف والتصحر ؟
الهم كما يبدو من انشغالات العصر الحديث , وبعد غياب الخطاب الجاد بضرورة حماية الكائن الحي , نحو صناعة أمجاد شخصية ولوكان ذلك على حساب الجنس البشري بأسره .
هل استطاع البشر حماية أنفسهم من ثورة الطبيعة حتى يضيفون إليها ثوراتهم البائسة ؟!
النبش والهدم في البيئات جار على قدم وساق , وهو هدم مريع , تخريبي , يجري في سياق مخالف لما تخفيه التطورات الايكولوجية , وهي مجهولة وقراءة مابين سطورها أصعب بكثير من فك رموز أي لغة من اللغات , ونحن سكان بلاد مابين النهرين , وقبل تحديات التكنولوجيان ( المزعومة ) , لم تزل تخوفاتنا بعد من ثوران الأنهار والبحار , وان من يقرأ عن الفيضانات القديمة في الكتب القديمة ولابد أن يدرك حجم المعاناة البشرية , ليس من أنظمة الطغيان فحسب بل من طغيان الطبيعة , ويظل ضحايا النوعين من الطغيان , البشر وأرواحهم البريئة من كافة الأعمار والأجناس , بل وحتى الكائنات الحية الأخرى .
ألم يحن الأوان بعد لإدراك حجم المخاطر التي تتهدد البشرية لالشيء , بل لمجرد وجود الكائن الحي على سطح الحياة ؟‍
هذا يتطلب الاعتراف بضرورة تغيير منحى الجهد البشري محليا ودوليا ,وتغيير بؤر العمل , من الصراع بين الشر أنفسهم الى الاتحاد من أجل حماية ,لا و النوع البشري فحسب , بل ووصولا الى سفينة نوح , ولحماية أكبر قدر ممكن من الكائنات الحية .
السخافة ليست من فكر الأولين بل من سخرية المتطورين جدا , ومن الغرابة أن يكون الأولين وهم لم يعرفوا خراب العولمة في عصر صناعات الفضاء , أن يكونوا دعاة لحماية الحياة أكثر وأفضح مما نحن عليه اليوم ؟
مليارات المليارات تنفق على النزوات اللحظية , وفي حين تتكتف الأيدي أمام لحظات من ثوران الطبيعة ,وهو ما يشير الى بقاء البشرية , ليس بوصفها , صاحبة الإرادة في التخفيف من وطأة المجهول الطبيعي , بل واستخدامها بجرأة لعينة في الاتجاه المعاكس , أي في تدمير البشرية لنفسها بنفسها , ولن ننسى أبدا واجبات البشرية في دفن ضحاياها , ومن مجهول الى آخر
احمد مصارع
الرقه-2004 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية بفرنسا.. ما مصير التحالف الرئاسي؟


.. بسبب عنف العصابات في بلادهم.. الهايتيون في ميامي الأمريكية ف




.. إدمان المخدرات.. لماذا تنتشر هذه الظاهرة بين الشباب، وكيف ال


.. أسباب غير متوقعة لفقدان الذاكرة والخرف والشيخوخة| #برنامج_ال




.. لإنقاذه من -الورطة-.. أسرة بايدن تحمل مستشاري الرئيس مسؤولية