الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترويسة .. فى الشارع العام ..!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2012 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الإحتفال برأس السنة الميلادية ليس له ثقافة متجزرة فى قاع الثقافة السودانية وايضا لكون عيد الإستقلال هو فى نفس اليوم تضغى أكثر الإحتفالات الرسمية..التى لا تتجاوز المؤسسات الرسمية ..فتصبح التهنئة ..بعيد الاستقلال والعام الجديد ..ويستغل الكثير عطلة عيد الإستقلال ويذهبون للإحتفال براس السنة الميلادية ..ربما ليس هناك برامج معدة وجاهزة لهذا اليوم..فكل شيئ فى عاصمة السودان هادئ وعادى ..غير بعض المحال التجارية التى تضع بعض الانوار المتحركة لتلفت انظار الزبائن وحينها قد نتذكر ان الليلة هى ليلة رأس السنة ..وأكثر مظاهر ليلة رأس السنة هو إكتظاظ الشارع العام وخاصة الشوراع الرئيسية بالعربات والمشاة ويتراشف الكثييرين بالماء ..والبيض ..والدقيق ..ولا ندرى هل ستشهد هذه السنة تراشف البيض والدقيق لأن الوضع الاقتصادى لن يسمح للعامة تبديد هذه السلع فى احتفالات فارغة ..وفى ظنى سنشهد هذا العام مضافا الي البيض والدقيق ..سنشهد تراشف بالعصائر الطازجة من تلك الفئات التى تمتلك كل شئ فى هذه البلاد ..فمعظمهم غادر إلي اوربا للإحتفال برأس السنة فى مكانها..حيث تحتفل العواصم العالمية بقدوم العام الجديد وتجد العواصم عبارة عن وهج من الأنوار والألعاب النارية والمهرجانات العامة والمسابقات والدولة تهيئ الوضع العام لتساعد المواطنيين على المرح والفرح ..وهنا يحدث العكس تماما حيث تمنع السلطات الإحتفال برأس السنة حيث تصدر هيئة العلماء بيان معد خصيصا لهذه المناسبة ..يتم فيه تحريم الإحتفال بالعام الجديد وتعتبره تقليد للنصارى واليهود ..وكأن دبى وبعض العواصم العربية لا تدين بالاسلام ..المهم اننا نرى العواصم مضائة والزينة تملاء الشوارع العامة والكل يحتفل بطريقته فى اجواء آمنة ومرحة ..والخرطوم عاصمة السودان فى ظلام دامس وإزدحام وإنعدام لأماكن الترفيه ..فنحن كتبت علينا المعاناة حتى فى الإحتفالات.. ولكن سنجد من بقى من اصحاب الأموال واصحاب العربات الفارهة لقضاء العطلة فى الخرطوم مجبراً.. سيحاولون تقليد الأوربيين والأسيويين فهم يملكون المال ولكن للأسف الشديد لن يجدوا أماكن يذهبون إليها ..ببساطة العاصمة ليس بها اماكن للترفية ولا ميادين للإحتفال ..ولا مظاهر لإستقبال العام الجديد..كلها كم حديقة عامة لا مكان فيها للجلوس فكل الناس شماعة والأغرب لا موضوع هناك سوى النظر الي البعض ..والحيرة ثم العودة الي منازلهم ..وبعض الأسر تذهب للمطاعم المنتشرة فى كل بقعة فى العاصمة والمكتظة إلي آخرها وتقف فى الصف لتتناول وجبة عشاء بعد عناء .. فالطاقة الاستيعابية لهذه المطاعم لا تستحمل كل هذه الأعداد ..فكل البرنامج فى ليلة رأس السنة هى عبارة عن زحمة و إكتظاظ ..ودوخة لشرطة المرور ومكافحة الشغب دون أي فائدة او متعة تذكر ..أذكر اننا قبل عدة سنوات علقنا بالصدفة فى شارع المطار ونحن فى زيارة اسرية لقضاء الليلة مع بعض الأهل والأصدقاء ولكن عناد السائق او قل حب استطلاعه لما يحدث هناك افقدنا الليلة بأكملها فعدنا فجراً دون أي إحتفال بعد ان قضينا الليلة بأكملها فى زحام الشارع وتعليقات المارة .. هذه هي ليلة رأس السنة فى عاصمة السودان الخرطوم ..واليوم التالى الذى يصادف عطلة عيد الإستقلال يخرج الناس فى رحّل لا تقل إزدحاما عن الليلة السابقة ..والمحزن لا احد يتذكر عيد الإستقلال الكل يتحدث عن العام الجديد ..وكيف روس واين كان عالق فى تلك الليلة وكيف إتسخت ملابسة بالماء الملون او بالبيض ..وينتهى اليوم وياتى اليوم الثانى وكأن شيئا لم يكن ..تسير الحياة بطريقة عادية وروتينية جدا ..فثقافة الإحتفال ليست متوفرة لدينا كما لا توجد لدينا أيضا اماكن للترفية سوى بعض المطاعم والكفتريات ..وكثير من الشباب يسافرون الى القاهرة للإحتفال هناك ..والبعض إلي اديس أببا كشئ من التغير غير اولئك الذين يسافرون إلي الولايات لقضاء اليوم مع العائلة والأهل ..ولكن ترويسة رأس السنة فى الخرطوم هى عبارة عن زنقة شارع ..وصف طويل امام الكاشير لتفوز بوجبة عشاء ..لا تصل إلي حد وصفها بالفاخرة ..فشبابنا فاقد لكثير من ثقافة وقيمة الاحتفال بطريقة سودانية فمعظم الشباب اصبح يقلد فى كل شيئ بداية بطريقة اللبس وطريقة حلاقة الشعر ..وربما طريقة الكلام فكل ماهو قادم من خلف الحدود هو جيد للتناول ..فالاحساس بدونية ثقافتنا هو سيد الموقف اليوم ..وهذه ظاهرة جديرة بالدراسة والإهتمام ..ووضع حلول عاجلة لها وإلا سنشهد فى مقبل الاعوام جيل مستلب تماما بمجموعة ثقافات واردة من خلف الحدود ..وعلينا البحث عن ترويسة بطريقة سودانية ..بدلا من هذه الشحتفة فى الشوارع دون أي هدف واتوقع عدم إمكانية الإحتفال هذا العام نسبة للوضع الأمنى وربما يكون هناك انتشار مليونى لقوات الشرطة والأمن لتمنع المواطنيين من التجمعات والاحتفال وقد تحدث بعض الاحتكاكات.. وبعيداً عن كل هذا .. الأجمل فى الخرطوم تلك اللمة الأسرية الجميلة فى احد منازل العائلة مع بعض الاصدقاء و تناول بعض المخبوزات وشاى اللبن والقهوة والسمر حتى فجر اول يوم فى العام الجديد ..فجمال الخرطوم ليس فى الشارع العام و ليس فى الألعاب النارية والاضواء ..جمالها فى العلاقات الإجتماعية التى سنفتقدها يوما .. وكل عام والسودان بخير والجميع فى احسن حال ..
مع ودى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان