الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات دمشق وإرهاب النظام

بدرالدين حسن قربي

2012 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



تفجير سيارتين مفخختين من قبل القاعدة صباح الجمعة 23 كانون الأول/ ديسمبر بالقرب من مركزين أمنيين في قلب العاصمة دمشق، وذلك في اليوم الأول لوصول طليعة بعثة المراقبين العرب لتطبيق مبادرة الجامعة العربية، أمر يبعث على الألم من جهة، والسخرية من جهة أخرى أياً كان المنفذون والمتهمون، لأنه يظهرهم بمثابة دروايش يريدون بيع الماء في حارة السقايين، فالإرهاب اغتيالاً وتفخيخاً أصله أَسَدي، ومثل هذه الأعمال هي من تخصص نظامه على امتداد أكثر من أربعين عاماً بما يمتلك من أجهزةٍ أمنية متغوّلة متوحشة، وشبكات من رجال مالٍ وأعمال أشبه ماتكون بمافيات، وشركات ومكاتب تغطي الأعمال والمهمات والعمليات، تتعدد جنسياتهم بتعدد الحلفاء والمحازيب، بعضهم يعرف الدور القميء المطلوب منه وبعضهم من المخدوعين بشعارات زائفة من المقاومة والممانعة.
ولئن اتّهم النظام السوري رسمياً تنظيم القاعدة، فإن علينا أن نلاحظ بأنها المرة الأولى أيضاً التي لم يعلِّق مثل هذا العمل على المشجب الإسرائيلي، بل حتى حزب الله تجنّب ذلك واتّهم أمريكا، والشيخ البوطي لحق به مخالفاً أيضاً فاعتبرها هدية المعارضة للسوريين.
ولئن كان العمل الإرهابي مداناً مهما كان حجمه وشكله ومكانه وفاعله، فإننا بدورنا ندين تفجير السيارتين كما ندين الأعمال الإجرامية للنظام، التي كانت قبلها بيومين في جبل الزاوية والتي نتج عنها مئات الضحايا، وغيرها من آلاف الجرائم التي تشكل كربلائيات السوريين على امتداد الأشهر الماضية لثورتهم الموت ولا المذلّة، ومطالبتهم بالحرية والكرامة. وندين أيضاً مرسوماً إرهابياً رسمياً تشريعياً برقم 14 لعام 1969 لدى النظام يقضي بعدم جواز ملاحقة أي من العاملين في إدارات المخابرات وأجهزة الأمن عن الجرائم التي يرتكبونها أثناء تنفيذ المهمات الموكلة إليهم، لأنه يحصّن أجهزة قمعه واستبداده ويمنع مساءلتهم مهما قتلوا ومهما ارتكبوا من جرائم، وهو شكل من أشكال التوحش والوحشية التي أقام بها النظام قلاعاً للرعب وجدراناً للخوف، أصلها ثابت في قلب كل مواطن معتّر غلبان قد تتجاوزه إلى شقيق لبناني وآخر عراقي أيضاً ليس له من حياته مع النظام الأسدي إلا القمع والذلّ، وفروعها في جهات الوطن الأربع تمنعه من الاقتراب إلى محرمّات النظام السياسية باعتبار لا صوت يعلو على صوت المعركة.
جديد الوضع مع مستجدات الربيع العربي وخروج المارد السوري من قمقم القمع والإرهاب والبطش، هو تحطّم جدر خوف تعب عليها النظام وشقي فيها عقوداً ظناً أنها مانعته من الناس والتغيير، تبدت باستمرار التظاهرات والاحتجاجات بمئات الألوف يومياً لمتظاهرين واحدهم بمثابة استشهادي رغم القتل اليومي والتوحش الذي يلاقونه، وممن قال عنهم النظام بأنهم مندسون، ثم سلفييون وعرعوريون، فمسلحون ثم ختم بالقاعدة. قال كل شيء إلا حقيقة أنهم طلاب حرية وكرامة، حطموا أصنام الوهم وتماثيل القمع وجداريات القهر وهتافاتهم اليومية للحرية ورحيل النظام.
إن بلداً محكوماً بآليات شمولية، وتدار أموره بنظام العصابة والمافيا، وطرق التشبيح على كافة الأصعدة، ويرتكب كل الموبقات على شعبه الثائر، فبالله عليكم ماذا يعني له ولنا أن يذهب العشرات ضحايا تفجير نسبه النظام إلى تنظيم إرهابي في حين يعتقد الناس أنه من فعل النظام الإرهابي؟ دعونا نصدق النظام الكاذب ولو مرة أن من قتل هؤلاء هو تنظيم إرهابي، ليكون سؤالنا التالي: إذاً فمن هو الإرهابي قاتل الآلاف على مدار الشهور الماضية، ومن هو الذي يحرك عشرات الآلاف من قوات أمنه وقمعه ومئات الدبابات في طول الوطن وعرضه قمعاً وقتلاً لجماهير الثائرين...!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشبيح
محمود الطارق ( 2012 / 1 / 1 - 12:37 )
يكفي بقى هالغسيل الدماغ-وانكار الواقع- ائمة المساجد شبيحة- البوطي شبيح- حسون شبيح حلب شبيحة -دمشق شبيحة -الجيش شبيح-الامن شبيح- الشرطة شبيح-السفراء شبيحة- الوزراء شبيحة - المحافظين ومجالس المحافظات شبيحة- التظاهرات الرافضة للتدخل شبيحة- الدروز شبيحة -المسيجيون شبيحة- العلويون-شبيحة- السنة المعتدلون شبيحةالشيعة شبيحة وبعبارة اوسع ان اغلبية الشعب السوري شبيحة- بوتين شبيح - الصين شبيحة - البرازيل -شبيحة الا ترى انه لم يتبقى الا انتم الوطنيون ياقربي

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30