الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسات بين الإحتلال والتحرير

محمد سليم سواري

2012 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


إن مسألة الإحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003 وما رافق ذلك من إرهاصات وأحداث جسيمة ستكون من المواضيع المهمة بل والمثيرة في التأريخ العراقي وفي الألفية الثالثة للميلاد وسيُكتب عنه الكثير من قبل المؤرخين إن كان صدقاً أو نفاقاً ، وما أكثر ما حدث ذلك في التأريخ العراقي حيث تعرض لأكثر من ثلاثين إحتلالاً على مدى تأريخه المقروء .
إذا أخذنا هذه المسألة بين مَن يُسمون ذلك إحتلالاً للقوات الأجنبية والأمريكية وبين مَن يدعون ذلك الإحتلال تحريراً من سلطة الحزب الواحد والدكتاتورية المقيته ، وأنا أعتبر ذلك مسألة نسبية بين المعسكرين .. فخلال عملية دخول القوات الأمريكية كانت هناك أصوات كثيرة تتدعي بأن هذه العملية هي إحتلال فاضح لللأراضي العراقية حتى أن قسماً من الذين جاءوا إلى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية أو خلفها إعتبروا ذلك إحتلالاً ، حيث كان هناك تيارات وجماعات وأحزاب مسلحة رفعت السلاح بحجة مقاومة الإحتلال وبإنهم ماضون في المقاومة ولن يلقوا سلاحهم إلا بإنهاء الإحتلال بكل صوره وكانت ضحايا أسلحتهم من العراقيين أكثر من المحتل نفسه .
أما محدثي الذي ناقشني حول الوضع بعد الخطاب الأخير الذي ألقاه رئيس مجلس الوزرء العراقي السيد نوري المالكي في اليوم الأخير من سنة 2011 بمناسبة الإنسحاب الكامل للقوات الأمريكية للأراضى العراقية وخلفه كوكبة من القوات العراقية ومن مختلف الصنوف وهي إشارة منه لإستعداد هذه القوات لحفظ الأمن والدفاع عن العراق بعد الإنسحاب.. نعم أكد محدثي بأن مجيء القوات الأمريكية للعراق هو إحتلال لا يمكن تبريره تحت أي يافطة وإن هذا الإحتلال قائم إلى أن يغادرة كل ما جاء به الإحتلال ومَن جاء مع الإحتلال لأن كل ما بُني على باطل فهو باطل ، وكان محدثي واضحاً في كلامه وأكد بأن ذلك إذا لم يحدث ستبقى العراق رهينة الصراعات التي أوجدها الإحتلال ، تلك الصراعات التي تجعل العراق والعراقيين أسرى كل شيء إلا أنفسهم .. فقلت لمحدثي بل ولصديقي بأنه سواء كان مجيء القوات الأمريكية إحتلالاً أو تحريراً أو بين بين ، ها هم قد غادروا الأرضي العراقية وقد تحدث السيد المالكي وفي خطابه القليل إستنتجنا منه الكثير .. لتكون البداية.. وبعد أكثر من ثمان سنوات من ذهاب الدكتاتورية وكم من المرات يتكلم المسؤولين عن البدايات كأننا في المهرجانات المدرسية حيث لكل فعالية رياضية بداية ونهاية ، وقد غاب عنهم ( أي المسؤولين العراقيين ) بأن الشعب قد يأس من البدايات ، وكم سُقينا من المرارة والعلقم بين هذه البدايات والنهايات وبين المربعات الأولى من اللعبة والمربعات الأخيرة .. ولننتظر كذلك هذه البداية على مضض ، ونحن نعلم بأن لكل عصر دولة ورجال وإن الرجال في كل عصر هم مَن تتوفر لديهم الجرأة والإقدام ليأخذوا بأيدي شعوبهم إلى بر الأمان والسلام بدولة تحتاج إلى البناء الذي غاب عنه تسع سنوات ، والتقدم الذي نموت ونحيا شوقاً إليه ، والضمان والعدالة الإجتماعية وأمل الملايين من اليتامى والأرامل والفقراء ، ووضع حد لدكتاتورية بعض الأحزاب والأشخاص لوأد الفساد المالي والإداري الذي ينخر في الكيان العراقي وعملية بيع الذمم حتى ولو كان لأعداء العراق وما أكثرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤالي للكاتب
عمر علي ( 2012 / 1 / 1 - 14:17 )
هل هناك فرق بين الاحتلال الداخلي والاحتلال الاجنبي؟؟ هل كان الشعب العراقي طوال 35 سنة شعب حر ؟ او كان تحت الاحتلال البعثي؟ الذي استخدم اساليب لقمع الشعب تفوق بما قام به المحتل مئات المرات؟؟ الم يقوم نظام البعث بنهب ثروات العراق وتدمير اقتصاده بسبب حروبه الداخلية والخارجية وتهريب ثرواته الى الخارج واصبحت عائلة صدام وحاشيتهم من اصحاب المليارات والشعب كان يتضور جوعا وارجاع العراق الى ماقبل 100عام او اكثر؟؟ اتستطيع ان تقارن بين حرية العراقين السياسية والاقتصادية والاعلامية وغيرها بين احتلال البعث واحتلال الامريكان؟؟
الا ترى ان الاحتلال البعثي السوري تجاوز في حربه وقمعه للشعب السوري الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين؟ في سوريا قتل المئات من الاطفال والنساء خلال10اشهر تستطيع ان تخبرني كم طفل قتل الاسرائلين من الاطفال الفلسطينين؟؟ اتمنى ان تجيبني بعيدا عن الادلجة والمشاعر القبلية والبرمجة التي تربينا عليها لمعادات الغرب؟؟
كل عام وانت بخير

اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك