الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مر عام ..

محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)

2012 / 1 / 1
الادب والفن


مر عام
على ليلة الأمنيات
حين نقف أمام النافذة في اشتياق
نعانق الأفق والنجوم في سعادة
تروينا بالأمل
وتحصدنا عشاقاً
لا سبيل لديها سوى وحدتنا
وحدة الوعي باللاوعي
وحدة الواقع مع الخيال
عليها أن تمزجهم في ليلة رأس العام
مر عام
وأنا وأنتي كنا هنا
نستقبل العام
ونودع أخر مبقين على ذكرياته
متمسكين بأحلامه
مكملين لدروب بدأنها فيه
تطور العام
وتطور اللقاء
وتطورت الصدفة
ففي العام
أصبحنا خيالاً منسوجاً من واقع
والواقع أصبح أنشودة ملعونة نرفضها
ضاع "هنا" فى ال"هناك"
وأصبح ال"هناك" "هنا"
توحدت الأزمان
وتقلصت المسافات
وضاعت القيود
تحررنا بثورتنا على واقعنا
تحررنا بنضالنا لفرض خيالنا
كنا هناك
نستقبل العام
سألتني "ماذا تتمنى"
"لن أتمنى, فكل ما تمنيته الآن معي"
وتمنى كلٌ من للآخر
وراح العام يطوى صفحة الأخر
لم يكن هناك غير واحد
لا أخر
هو المتوحد بيننا
المخلوق بإرادتنا
والمتشكل على رغبتنا
مدينتنا كانت هو
بحرها
سمائها
أرضها
بساتينها
قصرها
غاباتها
كوخها
وكان إكسير انتقالنا أيضاً خيالي
كان شايً من صنعنا
لا نشربه فعلاً
لأنه يحيا بداخلنا ..

على أعتاب هذا العام
بعد الموت والحياة
بعد الثورات والانتفاضات
بعدما عادت عروق الكادحين تنبت نضال
نقف ولا ننظر للوراء
أحدنا أدرك انه لا ينتمي للحاضر
ولا يريد المستقبل
يترجي الماضي أن يعود
ويبكى الاعتذار دماً من عيونه
فاليوم يقف هناك
لا ينتظر الغد والعام الجديد
فهو يعلم أنه لن يكون سعيد
فبينه وبين الغد قضبان من حديد
فلا يحيا إلا للماضي البعيد
يريده أن يعود,

واليوم مر عام
لم تتغير أسماء الأيام
ولا صفات فصولها
كما هى من عام
كما تركنها ونحن نودع العام
كنا معاً أيضاً
واقفين على فاصل الوقت
نستقبل القادم بكل شوق
لم نهتم بالماضي
لم يقلقنا الحاضر
ولم نخاف المستقبل
أدركنا معاً الحقيقة
أن العام هو صفعه
وأن الوقت هزيمة
وأن التأمل أعظم شروره
وأن الانتظار ألمه الحلو

مر عام
وكل شئ كما هو
إختلفت فقط أشكال الأمنيات
وطريقة الإحتفال
كأننا نردد نفس الكلمات
ولكن بأنغام أخرى
حزينة فى محتواها
عمقية فى مشاعرها
متردده بين صعود نبرتها
وهبوط أنغامها
بين رمزية كلامها
ووضوح جوهرها,
لم يتغر أي شئ
ولكن تغير هذا الأزلي فينا
لم يتغير أي شئ
هكذا نقول للعام الماضي
ولكن تغير كل شئ
هكذا نستقبل العام القادم
لا نحن هما السابقين المودعان له
ولا نحن هما الحالين المستقبلان له ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال