الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطعةُ حلوى في آخرِ الحكايةِ

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2012 / 1 / 1
الادب والفن


]1[
حِيْنَ يَسْأَلُوْنَ: لِمَنْ تكتُبُ هذا؟
يُربِكُني السؤالْ
هذا المخلوقَ لا اسمَ له
وأحياناً كثيرةً لا شكلَ لهُ
وأحياناً أكثر
لا وجودَ له

]2[
فقط، ابتسمي
وسأعطيكِ نهراً
بضفّتينِ من أغاني

]3[
هلْ أَعْجَبَكِ النّهرُ في العلبةِ الزرقاءْ؟
هلْ أَعْجَبَكِ قلبي في العلبةِ الحمراءْ؟
هلْ أَعْجَبَتْكِ الغابةُ في العلبةِ الخضراءْ؟
هلْ أَعْجَبَتْكِ الغيومُ في العلبةِ البيضاءْ؟
هلْ أَعْجَبَتْكِ الشموسُ في العلبةِ الصفراءْ؟
هلْ أَعْجَبَكِ قوسُ قزحٍ يلفُّها جميعاً؟
لم تخبريني عن رأيِكِ في هديَّتِيْ!!

]4[
كيفَ تطلبُ مِنْها أن تَكُوْنَ امرأةً استثنائيّةً
وأنتَ أقلُّ من رجلٍ عاديٍّ بجملتي حُبّْ؟

]5[
سأحبُّكِ
حتى حينَ يبدو وجهُكِ عابساً
ويجفُّ جلدُ يديكِ
وتَنْسينَ أين تضعينَ الأشياءَ
سأحبُّكِ، لأنك نفس المرأة التي كانت
كل ما في الأمرِ أن الوقتَ لا يرحمْ

]6[
في آخرِ اللّيلِ يبدأُ اللَّيلُ
قمرٌ يصدّقُ الإشاعةَ
تعطيهِ السّاعةُ صَدَقَةً من وَقْتِها
تتواطأينَ مَعَها
وتضحكين.

]7[
الفرحُ ابنُ لحظَتِهِ
لا يمكنُ تخزينُهُ
ولا تأجيلُهُ

]8[
الأمُّ غيمةٌ
إن لم تُمْطِرْ
ظَلَّلَتْ

]9[
قالَ: أنا ذاهبٌ لأنتصرَ على الأعداءِ
وبعدَ عِشْريْنَ عاماً وَجَدْتُهُ عَلى مَقْهىً
عَجُوزاً مالحَ الجلدِ، مطفأَ العَيْنَيْنْ
وقبل أن أسألَهُ قالْ:
ما زلتُ أبحثُ عن أعدائي لأنتصرَ عليهم.

]10[
يا ربُّ:
وطني ولدٌ أعمى بساقينِ مفكَّكتين، ويدين قصيرتين وصدْرٍ ضيَّقٍ ووجهٍ مُحترقٍ وشفاهٍ حائلةٍ وجلدٍ أصفرَ وقوامٍ ناحلٍ وفوق هذا فهو يتيمُ الأمِّ والأبِ والأعمامِ والأخوالِ والأخوةِ والأخواتِ، على الأقلّ أعطِهِ القدرةَ على الابتسامْ

]11[
وما زلتُ أحبُّ المدينةَ
معتقداً كالأطفالِ
أنها تخبِّئُ لي قطعةَ حلوى في آخرِ الحكايةِ

]12[
وجدتُ شمساً وأبحثُ عن صاحِبِها
ولم أهتدِ إليهِ إلى الآنْ
يا الله
ماذا أفعلُ بكلِّ هذه الشموسِ التي أجِدُهَا
ولا أعْثُرُ على أصحابِها؟

]13[
لأوَّلِ مرَّةٍ أرى كائناً من زجاجْ، كل شيءٍ فيهِ واضحٌ، ما يُحبُّ، ما يكرهُ، رأيُهُ في أصدقائهِ، من في قلبه ومن خارجه، لكنَّهُ لم يحيَ سوى ثانيتين فقط، كَسَرُوْهُ لأنَّ العالَمَ لم يحتملْ وجودَهُ، حوّلوه إلى مزهريَّةٍ فارغةْ.

]14[
أيتُها الطائرة:
هل تأخذينَ قلبي وعينيَّ
ليصير لديك دمعٌ في عينيكِ ونبضٌ في قلبِكْ؟

]15[
شجرةٌ فَرفطَ الرُّعبُ أوراقَها
إمرأةٌ على كومةِ حجارةٍ كانت بيتاً قبلَ قليل
رجلٌ وابنُهُ في الغيابِ
طائرةٌ انصرفتْ لتأخذَ غفوتَها.

]16[
أخْمِشُ السماءَ، انفخُ الغيمَ بعيداً، أحرِّكُ جبلين إلى اليسارِ قليلاً، أفرغُ نهراً في كوبِ شاي، أسحبُ غابةً إلى الصحراء، أغيِّرُ مواعيدَ الفصولِ، أخربطُ مواقعَ البلدانِ والمحيطات، ولم يتغير العالم مع ذلك.

]17[
لم يصدِّقوا أن الأخلاقَ تنبتُ فجأةً على الأشجار
كانوا على حقٍّ حينَ شاهدوا الجيش على طبيعتِهِ
كم تمنّوا أن يكونوا مخطئين
"الجنديُّ يغرفُ من عُرفٍ قديمٍ ولم يأتِ في زيارةْ"

]18[
حِيْنَ تَجِدُ قيامةً شرقيّةً أمامَكَ
وقيامةً غربيّةً خلفَكَ
عُدْ إلى قيامَتِكَ الشّخصيةْ

]19[
وَجَدْتُ هامِشَاً يختبئُ في المتنِ
فهمتُ الحيلةَ وضحكتُ
لكني لم أفهم
لماذا كانَ المتنُ في اللحظةِ ذاتِها
مختبئاً في الهامشِ

]20[
نَبْحَثُ عن شيءٍ لا نَعْرِفُهُ
وعندما نَجِدْهُ
نَكْسِرُهُ
لأنّنَا نخافُ
من فكرةِ بَقَائِنا
بلا حُلُمْ


الأول من كانون ثاني 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جمال
موفي العطار ( 2012 / 1 / 2 - 09:16 )
عناقيد من الجمال مدلاة من شجرة الإبداع

اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف