الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق في عام 2012

خالد تعلو القائدي

2012 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول إنشاء الأقاليم في العراق ، وقد أخذت فكرة تقسيم العراق إلى أقاليم حيزا كبيرا في الوقت الحالي ، في الحقيقة إن فكرة الأقاليم تعتبر من المفاهيم الحديثة والمتحضرة في الدول ، وهي لا تعني بالضرورة انقسام البلد إلى وحدات إدارية منفردة بل تعتبر من المفاهيم الاتحادية اللامركزية وهي بطبيعة الحال لا تستطيع أن تجد لها أرضية خصبة في العراق ألان ، والسبب يكمن وحسب اعتقادي بأنها أقاليم قد تكون طائفية أو قومية أو حتى أنها قد تكون ذات طابع مذهبي ، ونحن الكورد الايزيديين نتفق مع الرأي السائد والتي تؤكد على انضمامنا إلى إقليم كوردستان حتى لا ندخل في متاهات سياسية من الصعب إيجاد مخرج منها في المستقبل ، وهناك من ينادي في أحقية بعض المحافظات إلى إعلان نفسها إقليما خاصا وقد يكون أهم الأسباب التي تدفعهم إلى انتهاج مبدأ الأقاليم في مناطقهم ، كونهم لم يحصلوا على استحقاقهم الاقتصادي أو حتى السياسي ، وقد أغلقت الحكومة المركزية الأبواب الاقتصادية أو النفطية في وجهوهم ، وبذلك سارعوا إلى انتهاج المبدأ الانعزالي عن الحكومة المركزية سعيا وراء متطلباتهم الاقتصادية وغيرها .
عندما أعلن أبناء محافظة صلاح الدين شعار الإقليم في محافظتهم ، قامت الدنيا ولم تقعد في بغداد ، ووجهت له شتى الاتهامات من قبل الحكومة المركزية واتهامهم بحمايتهم لحزب البعث والبعثيين خاصة بعد الأحداث الأخيرة في سوريا التي كانت تعتبر الملاذ الأمن للبعثيين ، ومن جهة أخرى اتهمت بأنها تسعى إلى إنشاء إقليم سني طائفي ومذهبي ، وقد سعت ديالى مسعى صلاح الدين وربما ستصل وباء إنشاء الأقاليم إلى محافظة نينوى أيضا ، المهم ألان هل فعلا العراق في وضع يساعدها على إنشاء الأقاليم ، ونحن على دراية بما يحدث ألان في بغداد من الأزمات السياسية والاتهامات المتبادلة بين السياسيين في مساعدة أزلام الإرهاب ، بل وصل الحال بهم إلى اتهام نائب رئيس الجمهورية بدعم الإرهاب ، إذا من الصعب التكهن بمستقبل مشرق للدولة العراقية فيما أذا انقسمت إلى أقاليم ، ومن الصعب التكهن أيضا بمصداقية هذه الأقاليم على خلاف ما وجدناه في إقليم كوردستان ، لان إقليم كوردستان جاء وفق أسس ومبادئ حقيقية وليس على أساس طائفي أو ديني ، ونجح في مواكبة مفهوم الأقاليم وتجربتها كانت تجربة ناجحة في إرساء الأسس الحقيقية لمفهوم الأقاليم المتحضرة ، وهنا يبدو إن مشروع جون بإيدن فهم بشكل خاطئ جدا من قبل بعض المحافظات التي تنادي بفكرة الأقاليم ، وتحتاج تلك المحافظات إلى وقت كافي حتى تجد الأرضية الخصبة والمناسبة لإنشاء الأقاليم ضمن محافظاتهم ، ربما ستشهد عام 2012 تغيرات سياسية ضمن منهج الدولة العراقية الحالية ونحن نتفاءل خيرا بقدوم السنة الجديد خاصة بعدما أنهت القوات الأمريكية مهامها العسكرية في العراق ، كذلك نتأمل خيرا في إعلان دولة كوردية مستقلة تتمتع بكافة حقوقها المشروعة بعيد عن مفهوم انقسام العراق إلى أقاليم طائفية او مذهبية ، كذلك واجب على الحكومة العراقية الحالية إيجاد مخرج حقيقي من هذه المعادلة السياسية المعقدة التي ربما تجعل من العراق ساحة لتصفيات سياسية أو مذهبية ، المهم على الساسة الجلوس معا على طاولة واحدة وخطاب سياسي موحد خدمة للشعب العراقي الذي عانى من الأزمات والحروب والتي أنهكت كاهل العراقيين جميعا ، ونتأمل أيضا خروج العراق من تحت البند السابع واخذ استقلاليتها التامة ، وإنعاش واقعها الاقتصادي والخدمي والتربوي والثقافي والسياسي وفق معاير دولية صحيحة ، والقضاء على الإرهاب بشكل تام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك