الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان الثلاثي الغاشم على زوار الامام الحسين !!

ابوذر ياسر

2012 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في العراق يسير الناس على الاقدام كل عام لمسافة مئات الاميال من مختلف مدن العراق الى كربلاء في رحلة تستغرق اكثر من عشرة ايام احيانا".
نساء واطفال ومعوقين على الكراسي المتحركه يتوجهون من البصره والموصل والعماره وبعقوبه الى كربلاء في حر الصيف اللاهب وفي برد الشتاء وتحت الامطار والعواصف الترابيه.
وعلى طريق الزائرين ثمة رجال يطبخون الطعام ويوزعونه مجانا" على هؤلاء الزائرين وينصبون الخيام ويفرشوها لاستقبالهم وبعض هؤلاء ينفقون كل ماجمهوه من مال خلال العام من اجل ذلك.
انها ظاهره اجتماعيه ونفسيه تحتاج الى دراسة وتحليل علمي رصين.
ولكن:
بدلا" من تحليل هذه الظاهره باسلوب علمي للتوصل الى ابعادها واسبابها الحقيقيه يوجه الكثير من المثقفين ( العلمانيون) العرب المتحذلقون المصابون بداء الاستعلاء من مختلف الطوائف سهامهم صوب هؤلاء الناس البسطاء الذين يمارسون هذا الطقوس.
.......................................
ماذا يفعل المريض اذا كان لايمتلك ثمن العلاج؟
ماذا يفعل من لايجد المال الكافي لاطعام ابناءه الجياع عندما يعجز عن توفير فرصة عمل له؟
ماذا يصنع من يواجه قوى تسحقه سحقا" ولايجد من يقدم العون والنصره ويجد نفسه امامها عاجزا" لاحول ولاقوه؟
ماهي الخيارات امام اناس مسحوقين تطاردهم اجهزة الانظمه القمعيه لنظام ديكتاتوري موغل بالوحشيه يسومهم سوء العذاب ويسوقهم الى جبهات الموت دفاعا" عنه؟
لاخيار سوى اللجوء الى قوى غيبيه علها تشفي المريض وتشبع الجائع وتعمي ابصار البوليس السري . فهي القشه والملاذ الاخير وعليه ان يؤمن بها اذا اراد ان يبقى في النفس شيء من الامل.
الا توفر القوى الغيبيه للانسان سندا" روحيا" بمواجهة القوى الغاشمه؟
ماذا تصنع المرأه العراقيه حبيسة الجدران الاربعه المحرومه من كل حقوقها كانسان الا من حق واحد هو زيارة الامام الشهيد والسعي اليه سيرا" على الاقدام وحضور مجالس التعزيه وهي فرصه للترويح عن النفس والتواصل الاجتماعي لا تتاح لها في ظرف ووقت اخر.
ماذا يحدث لو توفرت فرص عمل للعاطلين ؟
ماذا يحدث لوتوفرت للشباب افاق فكريه وروحيه خارج اطار المؤسسه الدينيه واحزاب الاسلام السياسي ماذا لو اكتشف هؤلاء عوالم اخرى غير العالم المغلق الذي وجدوا انفسهم فيه؟
ماذا لو توفرت حياة كريمه للناس ووسائل لهو وترفيه وعلاقات اجتماعيه تجعل الحياة اكثر جمالا وسعاده؟
هل ستسمر هذه الطقوس وغيرها بنفس الزخم والحجم الذي وصلت اليه؟

.......................................
لماذا توجهون سهامكم ايها المثقفون العلمانيون الى هؤلاء الناس البسطاء وهم ضحية عدوان ثلاثي غاشم تحالفت فيه:
ظرف اجتماعي واقتصادي وسياسي غايه بالقسوه تظافرت فيه كل العوامل الداخليه والخارجيه لانهاك الانسان وتدمير بناءه النفسي وسلبه من كل حقوقه الماديه والمعنويه.
رجال دين ( وهم طبعا ليسو جهله بل هم على درجه كبيره من الوعي و يدركون مصالحهم جيدا ولايتورعون عن اي عمل من اجل الحفاظ عليها) يحشدون الناس ليلا ونهارا من اجل ادامة هذه الطقوس وتطويرها كما" ونوعا من اجل ابقاء الناس في في دائرة السيطره واستعبادهم فكريا وروحيا".
منظمات ارهابيه تقوم بانجاز الحلقه الثالثه من العدوان بقتل هؤلاء باستخدام السيارات المفخخه والاحزمه الناسفه والعبوات المزروعه على طريق السائرين المسالمين فتقتل النساء والاطفال والشيوخ دون رحمه او شفقه.
.........................................
في كل عام يموت المئات من الابرياء على الطرق المؤديه الى قبر الحسين
والحاكمين لا يكتفون بالصمت بل يصرفون الاموال تشجيعا ووسائل اعلام الدوله لاتدخر من الجهد تشجيعا.
واذا وجد من رجال الدين من لايفتي بوجوب هذه الطقوس فهو لائذ بالصمت.
ومثقفون يصبون جام غضبهم على هؤلاء البسطاء ضحية العدوان الثلاثي الغاشم!!!!!!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عين الصدق
غازي ( 2012 / 1 / 2 - 20:16 )
تشخيص صائب للحاله الإجتماعيه التي تعيشها الشريحة الفقيره من طائفتنا ويضاف للثلوث الساسة اللذين يتاجرون بقضية الحسين من أجل الفوز في السلطة ثم التخلي عن حل مشاكل فقراء الشعب ، لابل العمل على إبقاءهم على وعيهم البسيط وظروفهم القاسيه .لكن جميل لو أشار الكاتب الى كيفية تعميق الوعي والمعرفه لدى هذه الشريحه وأعتقد هو قاسي في حكمه على جميع المثقفين بالترفع وعدم معرفة الأسباب الخفيه لهذه الظاهرة المؤلمه والصعبه والمعوقه لتطور وعي جماهيرنا الكادحه . وشكراً

اخر الافلام

.. امتحان عسير ينتظر إيران بعد وفاة رئيسي.. إلى أين ستمضي طهران


.. إجماع إسرائيلي على رفض قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو بصفت




.. مشاهير يوجهون رسالة إلى زوجة بايدن لحثها على اتخاذ موقف تجاه


.. استشهاد 10 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة الكح




.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، ماهي التبعات السياسية في