الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صصفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7

كاطع جواد

2012 / 1 / 2
سيرة ذاتية


صفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7
كانت الحركات اليسارية في العراق منقسمه الى جناحين جناح موالي للاتحاد السوفيتي يسمى اللجنة المكزية وجناح آخر منشق عنه يسمى القيادة المركزية , لكن جناح القيادة المركزية لم يستقر على حاله خاصة بعد الضربة التي وجهت له من قبل السلطات الامنية البعثيية عام 1969في العراق فقد تم أعدام أغلب كوادره وأما الباقين فقد تراجعوا عن مواقفهم وأعلنوا التوبة على يد (البعث )الذي لا يرحم ,اضافة ان هذه الضربات قد جعلت العمل الحزبي في القيادة المركزية مشوشاً وملغوماً بعملاء قوى الأمن التي كانت تريد بالحركة الفشل والخيبة خاصة من الذين يتعاطفوا معها من عامة الناس لكي تظهر للآخرين والمتمسكين بالافكار اليساريه و المسلحه بالذات بأن عملهم هذا هو عمل طفولي ولا يرتجا منه الا المزيد من النكبات والهزائم والنهايات الدموية على ايدي البعث نفسه , لكن هذا التوجه والعمل البعثي الفاشي لم يكن يثنينا عن العمل المسلح لأننا وببساطة كنا شبابا مندفعين ومتحمسين ننظر للحركات اليسارية المسلحة بعين الفخر والاحترام والاعتزازدون النظر لها من منظورحسابات الربح والخسارة ,لذى تمسكنا بنهجنا الثوري بكل ما أَوتينا من قوة وبدون اي تردد اوتراجع ,خاصةً تلك المجاميع التي أستطاعت النجاة من الضربات الامنية والتي كنا نحن منها لكنها لم تكن تستقر على خط ثابت بل كان جل همها هو السير وراء المنقذ أو الشخصية الكارزمية الشبيه بجيفار اوماوتسي تونغ وكان تمسكنا بهذه الرموز بسبب مافقدناه من قوة على ارض الواقع خاصة بعد ظهور عزيز الحاج على شاشة التلفزيون وهو ذليلاامام النكرة محمد سعيد الصحاف وكذلك بسبب تلك الضربات المتوالية ضدنا وهذا قد سبب لنا ضعفاً وتراجعاً على الصعيد النفسي والسياسي (الحزبي) لكنها لم تقتل احلامنا الثورية... كان توجهنا لايزال يعتبران العمل في المناطق البعيدة جغرافيا عين أعين السلطه هو الحل الامثل والذي يوصلنا الى ما نريده وما ننشده ونصبو اليه( مثل الاهوار والجبال والقرى النائية التي يصعب الوصول لها من قبل عناصر الامن )..كنا نتغنى بالاعمال البطوليه لرفاقنا الذين استشهدوا قبلنا في ريف الفرات الاوسط أو في الاهوار وخاصة الرفيق الشهيد ظافر(خالد احمد زكي). ..كان هذا الرفيق طالباً جامعياً في لندن وينتمي الى منظمة برتراند رسل المدافعه عن حقوق الانسان وقد ترك دراسته الاكاديمية في لندن وتوجه الى اهوار العراق(أهوار الغموكة) مقتديا بجيفارا وبالثورة الكوبية دون ان يعي ويتأكد من الفارق الاجتماعي والسياسي للعراق وعدم تشابها مع الثورة الكوبية ,وأن هذا الخطأ قد كلفه حياته وحياة من كانوا معه دون يحققوا أي شيء علىارض الواقع الا شيء وحيد هو انطلاق الشرارة الاولى للكفاح المسلح ..أن هذا الخطأ لم يقع فيه الشهيد خالد احمد زكي ورفاقه لا بل وقع فيه أرنستوا جيفارا نفسه في بوليفيا حيث تم القضاء على حركته هناك من قبل السلطات البوليفية وبمساعدة السي آي أي الأمريكية بعد ان فشل في بناء البؤرة الثورية التي كانت قد حققت لهم النصر في كوبا بقيادة كاسترو..كان أبراهيم علاوي (ابو ليلى) غير مدرك لما يقوم به اذ كان رجلا بعيد كل البعد عن العمل السياسي كان أكادميا لا يصلح الا للعمل المكتبي وكان شخصاً مترفاً ومدللاً لأب ميسور من اهالي مدينة قلعة سكر قبل مغادرتهماوانتقالهما الى بغداد وكان يحمل شهادة الهندسة المعمارية وعمل في بغداد والمحافظات بأختصاصه ..كانت جماعته تسمى (الكادر المتقدم )لا أعلم من اين جائت هذه التسمية ربما هو التشضي الذي أصاب الحزب الشيوعي والذي افرز هذه المسميات والشخصية الغريبه (أبراهيم علاوي وكادره المتقدم) كان يقف الى جانبه في منطقة كوردستان وفي قرية جيزان بالتحديد شخص يدعى (فارق) فقد صعدنجمه بعد ان انحسر نجم ابو جعفر ..كان الأختلاف بين فاروق و ابو جعفر اختلافا كبير,كان ابو جعفرحزبياَ وكادراَ عمالياَ متمرساَ بالعمل الحزبي والنقابي في بغداد قبل أنشقاقه وأنظمامه الى جماعة القيادة المركزية(كما يذكر حنا بطاطو في رسالته الموسومه"العراق") وكان من عائلة بهدنانية كوردية لكن لا اعلم من اي مدينة هو اعتقد انه من منطقة بهدنان كونه يتحدث الكوردية البهدنانية لهجةً .. حُملَ ابو جعفر كل الاخطاء والنكبا ت التي أصابت الحركة خاصةً الفشل في منطقة الفرات الأوسط وعندما استشهد (زهير علاوي هناك ..هو شقيق أبراهيم علاوي) على أيدي السلطات البعثية خلال تواجده في الريف مما دفع ابراهيم علاوي للتفكير بالأنتقام من ابو جعفر ,فحملَه كل المسؤولية بأرسال أخيه , لكنه لم يقلها صراحةَ خشية أن ينظر له على أنه يفضل أخوه على بقية الرفاق الآ خرين والذين أستشهدوا هناك ,كان يساعد(ابو ليلى) بعض الرفاق الاكراد والذين جلهم من مدينة السليمانيه و كان أبرزهم واهمهم هو(فاروق) ..كان هذا الشخص لا يملك من الصفات الشيوعيىه أي شيء اذ كان متكبراً صلفاً شوفينياً ومتحايلاً لا يحب الانفسه كأنه يملك كل مفاتيح الحل بيده ,أستطاع فاروق هذا أن يكون اليد اليمنى والضاربه لأبراهيم علاوي وفي نفس الوقت كان همه هو الانتقام من أبو جعفر ومن يتعاطف مع أبو جعفر ليحل محله وربما يحل محل ابو ليلى نفسه أوكان له هدفاً آخرا أتظح لي ذلك في الوقت الراهن اذ اصبح من اكبر رجال الاعمال في كوردستان.. كانت هذه الحركات والتشنجات التي اصابت القيادة المركزية مدعاة للقلق والخوف من المستقبل على الحركة ...خلال تلك الفترة حضر للقاعدة مجموعة من الرفاق خاصةً من الذين نجوا من مطاردة البعث وأتذكر منهم الرفيق (حسن ) من اهالي البصرةوالرفيق (مصير) من اهالي الحلة وكانا هذين الرفيقين متحمسين وواعين لما يفعلانه و كانا ذوي خبرة وفراسة وحنكة وشجاعة بنفس الوقت مما جعلهم ينحازون بالكامل الى آراء أبو جعفر وأبو سميره الشخصية الثانية بعد أبو جعفر ,لم أكن بعيداَ عن تلك الأحداث حيث كنتُ في لبها وفي معمعانها فقد كنت منحازاً الى أبو جعفر وأبو سميرة حسب فهمي وأحساسي للأحداث والتجاذبا ت وقتها ..بعد أن عقد مؤتمر (فرع الحزب الشيوعي الكوردستاني ) في قرية جيزان , أزداد فاروق ومجموعته قوة لأنه أصبح المسؤول الأول للفرع ,وأخذ ت المضايقات تتوالى على أبو جعفر وكان أفضل طريقة للتخلص منه هو التشكيك به وتوجيه العمالة له ,لكن أبو ليلى لم يكن يملك الدليل والطريقه لأدانته وتصفيته وهذا ما جعله يبحث عن وسيلة للتخلص منه وأن خير وسيلة هو ضرب أحد مناصريه والضغط عليه ومساومته على أدانة أبو جعفر ...غادر أبو ليلى قرية جيزان الى سوريا عن طريق المناطق الجبلية التي تربط العراق بسوريا (منطقة زاخو)هو وأثنان من الرفاق الاشداء وكانوا من الأخوة الكورد بسبب حاجتهم للغة الكوردية..كان أبو ليلى هذا دأبه لم يستقر في كوردستان الا اياماً ثم يغادرها ,وكان عذره بذلك هو جلب تبرعات للحزب لغرض أن يستمر الحزب بالحياة والديمومه والأعتماد على قواه الذلتيه, لكن في حقيقة الأمر غير ذلك لأنه لا يطيق العيش بالجبل وخوفه من أن يتعرض للمخاطر وهذا ما يفعله فاروق أيضاً فكانا لا يستقران في المقر الا ويغادراه ..أن صفات مثل هؤلاء الرفاق خاصةً أذا كانواقيادين لا يمكن أن يكونوا شيوعين حقيقين وهذا مما جعل الآخرين ينظروا لهم بشيء من الريبة والشك وعدم الأحترام,كانا عند مغادرتهما لم يتركا خلفهما فراغاً اذ كانت هناك عيون راصده ويد ضاربه كأمثال عباس وحسين وغيرهم ,وكانوا هناك مجموعه من الرفاق السذج والمغفلين امثال أسماعيل وغيره لاأتذكر أسمائهم بسبب الرمادية بالتذكر التي اصابتني .. كانوا ينظروا لابراهيم علاوي وفاروق بعين التبجيل والاحترام والخوف أحياناَ اما نحن جماعة أبوجعفر وأبو سميره فكنا نتألم لما يحصل للحزب على يد فاروق وأبراهيم علاوي لكن أمر وحدة الحزب وتماسكه هو الذي يجعلنا متمسكين به ..خلال وجودي في قرية جيزان وفي الشهر الاول أستدعاني الرفيق المسؤول أبو ليلى وهمس بأذني هل لديك أخ اسمه( ...)لم أصدق أذني كيف وصل أخي وهو الذي لم يبلغ ال18 من العمر!!. أخبرني أبراهيم علاوي بأنه مقوف عند (البارت) وطلب منهم ايصاله الى جماعة القيادة المركزية لذلك أخبرني أبراهيم بموضوع اخي ليتأكد من ذلك ,ولما أجبته: نعم هو أخي أرسل أثنان من الرفاق ومعهم رسالة للجهة التي يعتقل بها وأحضروه بعد مدة ليست بالطويلة. كان حضوراخي قد آلمني كثيراً كونه لا يستطيع العودة الى البيت بعد أن دونت أحدى نقاط التفتيش العسكرية أسمه وعنوانه وهي سيطرة راوندوز ومن الناحية الآخرى كان أهلي لا يعلموا مكاني ولم يخبرهم عن مغادرته الى كوردستان للبحث عني وهذا مدعاة لمعاناتهم وقلقهم خاصةً والدتي ..أن السبب في مجيئه الى كورستان هو خطأ مني عندما ذكرت له الجهة التي أريد الذهاب لها وهي (كلاله) وأن مجيئه هوأن يتأكد هل وصلت الى كوردستان أم أعتقلت في الطريق.. وهذه الحالة زادتني حيرةً وألماً ,لأنه لم تكن هناك أي وسيلة للأتصال بأهلي وأخبارهم عن مكان تواجدنا وسلامتنا الا بصعوبة شديدة وخطرة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكبتاغون والكوكايين: سوريا -تهدد- الخليج وأمريكا اللاتينية


.. جانتي شعبان.. لقاء حصري لا يخلو من الطرافة والمعلومات المهمة




.. روسيا تعرض غنائم الحرب الغربية من أوكرانيا تزامنا مع احتفالا


.. غزة.. هل تستطيع إسرائيل الاستمرار في الحرب دون الأسلحة الأمر




.. احتجاجات في مالمو السويدية على مشاركة إسرائيل في مسابقة (يور