الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقيدة الوطنية الفلسطينية (2):

خالد عبد القادر احمد

2012 / 1 / 2
القضية الفلسطينية


مقال العقيدة الوطنية الفلسطينية السابق, برهنا ان الوضع الديموغرافي الفلسطيني هو وضع قومي مستقل له خصوصيته التاريخية كمسار تطور حضاري خاص, وبذلك بينا ضرورة استقلال مطلب التحرر الفلسطيني عن شيهات فكرية تستدعي منه الولاء العرقي البيولوجي و الفكري, وبذلك حددنا تخوم السلامة الفكرية اللازم توفرها في بنية الموجه الايديولوجي الفلسطيني عوضا عن الموجه الايديولوجي العرقي المسيطر على الصراع الراهن, في اطار التجاذبات الفكرية المحلية بين مقولة الخصوصية الفلسطينية مع المقولة العروبية الاسلاموية او التجاذبات الفكرية مع المقولة الصهيونية حول اسرائيلية ويهودية فلسطين,
اننا نرى في الموجه العرقي لحراكنا الوطني الاطار الرئيسي للارتباك الايديولوجي الفلسطيني الراهن وان خلله الفكري هو الذي يبني خلل رؤيتنا ومناورتنا السياسية وحالتنا التعبوية ان على مستوى التنظيم الفصائلي ومنهجيته الديموقراطية في الحراك الداخلي او شلله الكفاحي مع الاعداء. او على المستوى التعبوي الشعبي البعيد عن الانتظام على اساس المهمة الوطنية مما يشل القدرة الكفاحية الفلسطينية العامة, ويسمح بهزيمة قدرات النضال الفلسطيني في مكامنها الشعبية,
ان جوهر الوطنية الاصيل هي انها منهجية القوميات في التطور الحضاري وهي استثنائيا منهجيتها في التمسك بحرية التطور الحضاري على اساس الاستقلال والسيادة عن القوميات الاخرى وعلى اساس الندية والتكافر معها, وهي تجسده بحراك يرفض اشكال العدوان الخارجي السياسي الاقتصادي والثقافي ايضا, لكن مستوى وطنيتها يتناسب تناسبا طرديا مع البناء الفكري لمعرفتها بذاتها كمسار تطور حضاري موضوعي تاريخي طبيعي, وبمقدار ادراكها لكيفية وضع المادي في خدمة الايديولوجي, والديموقراطي في خدمة المركزي, فالوطنية سمة المنهجية القومية في التطور الحضاري,
ان غياب الوحدة الوطنية الفلسطينية يبرهن عن غياب المركزي الفكري الايديولوجي المعبر والموجه للمنهجية الحضارية الفلسطينية, ولا يعود وهذه الحال ارتباكنا السياسي سوى مظهر للحالة المرضية الثقافية الحضارية الفلسطينية لا مسببها, وان الصورة الانشقاقية الفصائلية هي شكل تجسيد هذا المظهر المرضي في الحياة الفلسطينية, ولا نقصد هنا مستوى التعددية الفكرية الديموقراطي بل مستوى تعددية السلاح حيث تنفي تعددية السلاح التعددية الديموقراطية, لانها بكل بساطة الغاء لارادة الشعب واخضاع الشعبي للفصائلي,
ان اكثر ما يحزنني هو مقولة ان الانتخابات الفلسطينية ستلغي حالة الانقسام والانشقاق, لان قائلها بغباء منقطع النظير يقول ان الانتخابات هي التي اقرت حالة الاقسام والانشقاق, ويبريء مسئولية احتكار السلاح في فرض الحالة الانقسامية على ارادة الشعب الفلسطيني, انه نفس الغبي الذي يسمي اهلنا في منطقة 1948م المواطنين العرب المسلمين لا الفلسطينيين وهو نفس الغبي الذي يسمي منطقة 48م الاراضي العربية الاسلامية المحتلة, عوضا عن تسميتها باسمها الحقيقي الموضوعي التاريخي ارض فلسطين,
ليست الوطنية الفلسطينية بل الوطنية العربية الاسلامية هي التي حملت المفتاح وهاجرت وتركت البيت والارض والهوية للمحتل الصهيوني, ليعادل ذكائها مستوى ذكاء الفنان المصري الشهير ابو لمعة في اغنية ( سرقوا الصندوق يا ابو لمعة, فيجيبهم: لكن مفتاحه معايا)
ان تبرير الانقسام بالاختلاف على تعريف الحجم الديموغرافي للمناورة السياسية الفلسطينية الراهنة والاختلاف على ما يجب اللجوء اليه من اشكال واساليب وادوات ووسائل النضال, كذب وافتراء فكري سياسي فصائلي مهمته تضليل الشعب الفلسطيني, يجب العمل على اسقاطه, فحق القوميات في التحرر يكفل لها حق اللجوء لكافة ما هو مختلف عليه بين الفصائل, وحتى لا اتهم بالانحياز فانني ادعي ان جميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء لا تمثل ارادة الشعب الفلسطيني ولم تكن رموزها على تعدديتها الايديولوجية ممثلا لاستقلالية الايديولوجية الفلسطينية وخالصة الولاء الوطني لفلسطين, بمن فيهم الرموز الراهنة جميعا فهذه جميعا رموز عربية اسلامية لا غير, وكذلك مواطننا العربي المسلم, ومن لم يقف في تعريف نفسه عند حد كلمة فلسطيني فالمحتوى القومي لوطنيته محل خلل,
ان التحدي المطروح هذا العام 2012م على مدعي الوطنية في مؤسساتنا الرسمية وفصائلنا, ومنظماتنا المجتمعية هو العمل على تعبئة كامل المجتمع الفلسطيني داخل وخارج الوطن في مهمة وحراك التحرر على اساس اولوية الشرعية الفلسطينية على مقولات الشرعية العرقية والشرعية الدينية والشرعية الطبقية ايضا,
اما التحدي الاخر المطروح عليهم, فهو الاقرار بضرورة بلورة صيغة مقاومة اقتصادية سياسية مجتمعية فلسطينية شاملة على اساس خصوصية الديموغرافيا والظروف والشروط الفلسطينية,
ان كل الحوار الفصائلي الراهن حول اشكال واساليب وادوات ووسائل الكفاح الفلسطيني هو حوار عدمي, ان طرح المقاومة الشعبية السلمية او طرح الكفاح المسلح, لان الاسلوب الاول سيحول النضال الفلسطيني الى نضال ديموقراطي ضد عدو وطني طالما يغيب السلاح عن مواجهته, ويجري يجريد الشعب من السلاح في مواجهة المستوطن المدجج بالسلاح والذي يحميه جيش الاحتلال, لذلك لا يجب ان نستغرب ان ينتقل المستوطن الى حالة هجومية لا تجد من يصدها, في حين ان بنية الكفاح المسلح الراهنة على اساس تقليد حزب الله وغيره وعدم اخذ الخصوصية الفلسطينية بعين الاعتبار انما يجعل من شعبنا قطيع خراف يذبحه ميزان القوى الراهن, خاصة ان كفائاتنا العسكرية تخلوا من تاهيل ادراك الخصوصية العسكرية الفلسطينية, وهم مثل اركان الجيوش العربية احتلوا مواقعهم العسكرية على اساس الولاء السياسي الفصائلي لا الولاء للقومية الفلسطينية ولا اظن ان من بينهم من يعرف الجانب العسكري من تاريخ فلسطين, انني بصراحة اتهمهم في كل الفصائل انهم جنود في خدمة بقاء الانشقاق والانقسام الفلسطيني, بدءا بكوادر فتح وحماس ومرورا بكوادر اليسار :
ان من المؤسف ان الفصائل الفلسطينية لا تزال منهجيا اكثر حرصا على فرض سيطرتها على شعبنا, عوضا عن العمل على مواجهة الكيان الصهيوني, وهي للاسف تنحو الى التشكل في صورة شرطية سلطوية على حساب صورتها الكفاحية الوطنية,











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة